عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-04, 16:13 رقم المشاركة : 12
كوردية
مراقب عام
إحصائية العضو







كوردية غير متواجد حالياً


وسام الحضور المميز السيرة 1438ه

وسام مشارك

افتراضي رد: سلسلة كتب أعجبتني ...متجدد


السلام عليكم اختي في الله :صانعة النهة فرغم ضيق الوقت
موضوعك شدني و ابقاني هنا ..
اما عن الكتاب اخترت كتاب (فن البساطة )ل دومنيك لورو :



كتبت المؤلفة بأسلوب بسيط وسلس متناولة مختلف وجوه الحياة اليوميّة: اللبس، الأكل، السكن، السفر، العمل، التسلية. لم تترك الكاتبة تفصيلاً من تفاصيل الحياة إلا وسلّطت عليه الأضواء


لم تتوصّل الكاتبة إلى وضع كتابها إلا بعد تجربة غنيّة ومتنوّعة، وتقلّب في عدد منالبلدان، فالكاتبة فرنسيّة عاشت شطراً من عمرها في بريطانيا وآخر في أميركا قبل أن يستقرّ بها الترحال في اليابان. وهناك تفتّحت أفكار الكتاب بتأثير من «فلسفة الزنّ» التي تغذّيها روح البساطة والتناغم والانسجام بين مكوّنات النفس وعناصر الطبيعة



تشير المؤلفة في مفتتح كتابها إلى أنّ وسائل الإعلام تنتهك فكرة البساطة نفسها حين تستدرج الإنسان إلى الاقتناع بأنّ الانتماء إلى العصر يعني التنعّم بالاستهلاك، والركض خلف آخر صرعات الموضة والعصر. ولا تنكر مهارة الإعلان في الإيهام وتحسين القبيح، واللعب بحواسّ الإنسان وخيالاته. ولكن كم شخص انتابت روحه عذابات كثيرة لأنّه يلهث خلف فكرة الاستهلاك التي تنتهك سعادته وهو لا يدري؟ من هناتعترف الكاتبة أن ممارسة البساطة ليس بالأمر السهل، لأنّها تحتاج إلى نوع من التمرّد والمقاومة والنحت المستمرّ للذات.


الكاتبة تروي لنا ما يعانيه الإنسان الغربي من ضيق وتبرّم رغم كلّ التسهيلات التكنولوجية والرقمية، والسبب في ذلك هو انه يبحث عن السعادة في الأمكنة الخطأ،ويذهب إليها عبر الدروب الضالّة، والمعايير البرّاقة، لكن الخاوية. فهو يظنّ أنّ الامتلاك معيار السعادة فيشتري ويكدّس الممتلكات التي تغزل كثرتُها شرنقةً خانقة حوله وهو لا يراها.



البساطة أن تحرّر ذهنك من الأفكارالمسبقة والأفكار السوداء، وتحرّر بيتك من الحشو، وجسدك من كلّ لباس يظلمه فكم منجسد يتشاجر مع لباسه، ويترك هذا الشجار توتّرات خفيّة في النفس.


و البساطة كأي نصّ مكتوب يحتاج إلى حذف وتقديم وتأخير وتعديل وتنقيح. البساطة لا تعني رمي هموم الدنيا وراء ظهرك، وإنّما مواجهتها بإستراتيجية فاعلة وسيّالة كالماء.


هناك مقولة يبدوأنها متداولة في أكثر من حضارة وهي أن تغيير العادة تقليل للسعادة فليس من السهل تغيير العادات


وتقول الكاتبة أن الفترة الزمنية المطلوبة لتغيير عادة مستحكمة أو اكتساب عادة جديدة لا تزيد عن الشهر


والكاتبة ترصد كلّ شؤونالحياة الإنسانية من روحية وفكرية وجسدية فسلطت الضوء على جزئيات بسيطة فيالحياة، قد لا يلتفت إليها المرء أو يعيرها أيّ اهتمام بسبب سلطان البداهة القاتلةولكن الانتباه إليها يجلب الراحة النفسية. تخيّل ما تفعله بأعصابك أمور بسيطة وآليّة ربما، كتقشير تفّاحة بسكين غير مسنونة جيّداً!


تشير الكاتبة إلىضرورة عدم التعلّق بالأشياء، أن لا نسقط في فخّ الذاكرة ولا في أحابيل الذكريات،وخصوصاً الحزين منها.



يقال إنّ الأسى لا يُنسى، بينما الكاتبة تلحّ علىضرورة نسيان الأسى لأنّه يرخي بظلاله السوداء على المتبقّي من العمر، ويعكر صفواللحظة التي أنت فيها. وتروي كيف أنّ بعض الناس في لحظة حزن مثلاً يميلون إلىمشاهدة أفلام تؤجّج أحزانهم بدلاً من مشاهدة أفلام تريح أعصابهم، فيقدمون لأرواحهمعن غير وعي منهم طبقاً مسموماً.


تعتبر الكاتبة أنّ على المرء أن يتقن ممارسة أسلوب الإيجاز غير المخلّ، وكما أنالإيجاز مهارة لغويّة فهو أيضاً مهارة حياتية، والإيجاز يتبدّى في عناصر البيت بحجراته وأثاثه وألوان حيطانه وخزائن الثياب. تتكلّم على «البيت السيّال»، المنساب. وكلمة السيولة من المصطلحات الكثيرة التداول في الفكر اليابانيّ، وهي المستلّة من طبيعة الماء، السيّالة، المرنة، المتحرّكة باستمرار. وكثرة الاستعارات المائيّة في التعابير اليابانيّة لا تخلو دلالاتها من صبغة روحيّة.



وللكاتبة ميل نحو اختزال الألوان المستعملة، حيث تشرح انعكاس الألوان على أحاسيس المرء وكيف أنّ اكتظاظها يشعر بالصخب. إن الألوان تجتاحنا في الشوارع، وهي ألوان صاخبة صارخة تعتديعلى العين، فتدعو إلى إقامة التوازن عبر تخفيفها في البيت وفي اللباس أيضاً، وتشيرإلى غلبة اللونين الأبيض والأسود في الرسومات اليابانيّة. اختر اللون الأسود معالأبيض والرمادي فهي ألوان، بحسب المؤلّفة، تريح النظر لأنها غياب وحضور، في آن،لكل الألوان. وبدلاً من أن يركض الإنسان وراء الموضة عليه أن يسعى لبناء أسلوب ذاتيله.


وتشير الكاتبة إلى أن المرأة عليها الالتفات إلى بناء أسلوب في اللباس بدلا من طمر شخصيتها في خليط الألوان، فالألوان الكثيفة تعيق التواصل لأنها تشتت الذهن وتبلبل النظر، فالإنسان يعرف من هندامه كما يعرف منكلامه، والألوان الكثيرة أشبه بالثرثرة. إن الكلام الذي لا يقول أفكارك، ونظرتكللحياة، لباس مخادع. وكم من كآبة مصدرها الشرخ العميق بين الشخصولباسه!



وتخصّص المؤلفة فقرات طوالاً عن مفهوم «الفراغ»، أو فلسفة «الخلاء» وهي من لبّ «الزنّ، والفكر «التاويّ» كما يتجلّى في كتاب الحكيم الصينيّ «لاو تسو».



وللتحكّم بالخلاء في اليابان ثمّة جدران داخليّة متحرّكة، تؤمن للمرء حاجته من الفراغ. فأي قيمة لمنفضة كبيرة الحجم وثقيلة من أجل سيجارة؟ ألا يسرق حجمها منمساحة الطاولة؟ لا تستهين الكاتبة حتى بالملليمترات الضائعة، المثقلة بأشياء تقضممن فضاء البيت. إن الإحساس بفراغ المكان يمنح الساكن شعوراً بأنّه سيّد البيت. وليزيد المرء من إحساسه بالفضاء الرحب في المجال الضيق يلتفت إلى معالجة أمور صغيرة قد لا ينتبه إلى ما تسببه له من توتر. وتعتبر الكاتبة أننا في عصر يسمح لنا باستعمال «المنمنمات التكنولوجية»، كما تشير إلى أن إخفاء أسلاك الهاتف والكمبيوتروالمصابيح عبر تمريرها تحت البُسُط تحررنا من وجودها الضاغط على الأعصاب


وتخصّص الكاتبة فصلا لدراسة الوقت، وكيفية التعامل معه. إن الإنسان لا يملك الماضيفهو امتلاك افتراضيّ، والآتي ليس ملكاً لنا.واهتمامها بإدارة الوقت لا يمنعها من النظر إلى فوائد «الكسل» عبر وظيفة الاسترخاء الذي يمكن أنيوظفه المرء في التأمل، وتوليد الأمل، وعشر دقائق من الاسترخاء تعادل، بحسب ما تقول المؤلفة، ستّ ساعات نوم.


الحزن والكآبة والقنوط، في نظر الكاتبة، دلائل على أنّك لا تحسن التعامل مع خيالك، فالحزنوالتعقيد هو بكل بساطة سوء استخدام لملكات العقل ومهارات الخيال، لأن كلّ لحظة من العمر رحم حاضنة لاحتمالات جميلة كثيرة، وبذرة تنطوي على طاقات متعددة عليك أن تحسنزرعها وقطاف ثمراتها.



مقتطفات من الكتاب


)لقد أيقنت بعمق أنه كلما قل ما نملك، تحررنا وتألقنا أكثر (


)أغني جسمك بالمشاعروقلبك بالعواطف وروحك بالمبادئ وليس بالأشياء(


(يشكل الأثاث الثقيل والمتراكم عبأ على الذهن ويحد من حرية الحركة في الغرف بسهولة إلا إذا كنت تقطنين قصرا )





    رد مع اقتباس