عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-01, 18:55 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

rawai3 التداعيات الاجتماعية الخطيرة لاستهداف الأطر التربوية وتشويه سمعة الأستاذ


التداعيات الاجتماعية الخطيرة لاستهداف الأطر التربوية وتشويه سمعة الأستاذ





بين الفينة والأخرى يتم تداول أخبار وأحداث ووقائع وفيديوهات تظهر الأطر التربوية في أوضاع أو سلوكات أو تصرفات غير لائقة تربويا أو انسانيا...، ورغم أن ما يتم تداوله يبقى مجرد أحداث معزولة، وإحصائيا لا قيمة له، مقارنة مع هذه الفئة الاجتماعية والمهنية العريضة، إلا أن تكراره والتركيز عليه قد يساهم في المزيد من خدش وتشويه صورة الاستاذ بالمجتمع، التي أصلا ليست على ما يرام، وليست كما كانت عليه من تبجيل وتوقير واحترام، ولئن كان بعض إخواننا وأساتذنا سامحهم وأصلحهم الله يساهمون في ذلك، حتى ولو من غير قصد، ببعض السلوكات غير الناضجة، التي تدفعهم إليها دفعا الظروف الصعبة التي يعيشونها ويشتغلون في ظلها، فإني سأظل أعتبر افتقاد الأستاذ والمربي لاحترامه واعتباره في المجتمع لا يقل بأسا وخطرا عن سلاح الدمار الشامل، فلا أمل ولا مستقبل لشعوب ومجتمعات لا يكون فيها الاستاذ سلطانا مبجلا، يحظى بأعلى مستويات الاحترام والتقدير؛ إن المجال فيه الكثير من الشرفاء الذين يحترقون كالشموع ليضيؤوا طرق غيرهم، وعلى هؤلاء يجب أن تسلط الأضواء، لرفع هممهم، وإعادة الاعتبار المفقود للإطار والمهنة معا، لا على سواهم، وإني شخصيا لأشرف بالعمل الجمعوي إلى جانب ثلة منهم، فمعظم من يشاركني العمل في الجمعيات الخمس التي أنشط فيها منهم، أرأس ثلاثة وأشغل مهمة أمين المال في اثنين، فأجد فيهم نعم السند والدعم في التطوع وحب الخير للناس والمجتمع، عكس كل الصور النمطية السيئة التي يحاول البعض تثبيتها، جهلا أو حقدا أو تنفيسا عن عقد ما، ولا أخفي أنه كان طموحي وأنا تلميذ وطالب أن أكون أستاذا، لأنال فضل هذه الرسالة النبيلة، ولأشرف بزمالة بعض الرجال والنساء المحترمين، وأنا في منتصف الأربعينات من عمري، وبعد أن انتقل معلم السنة الأولى والثانية للدار الآخرة، وفقدت أي اتصال بأستاذة القسم الثالث، وكان بودي أن ألتقي بها لأعتذر لها عن بعض التصرفات الطفولية الطائشة التي صدرت مني اتجاهها، بعد أن تجاوزت قسمها، لازالت أقابل أساتذة تعليمي الابتدائي باحترام كبير، لا أتحمل، حياء، طول النظر في وجوههم، وقد وفقني الله لتكريم اثنين منهم بإحدى جمعياتي، وسأعمل على تكريم كل من يسر الله لي ذلك، لا أنشغل اطلاقا باختلاف قناعاتي الحالية مع أحدهم، فيكفيهم أن لهم فضل علي، ولا فضل لي عليهم، فلولاهم ما كتبت ما تقرؤون، ولا فهمت ما تكتبون، ولا وصلت لما وصلت إليه، ومهما بلغت سيبقون أساتذتي، وأنا تلميذهم.
مهندس دولة ممتاز بوزارة الداخلية (الجماعات الترابية)- فاعل جمعوي وسياسي ونقابي واعلامي.


كتبها علي العسري الورزاغ تاونات





    رد مع اقتباس