عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-26, 20:55 رقم المشاركة : 21
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة



كيف يتم التعامل مع الأبناء

إنَّ المربي الإسلامي يلزم الوالدين بأنواع من أساليب التعامل ، موزَّعة على مراحل ثلاث من حياة الأبناء ، وينبغي للوالدين معرفة وتوفير حاجات الأبناء في كل مرحلة ، وهي باختصار كالآتي :
المرحلة الأولى :

وفي هذه المرحلة ينبغي على الوالدين التعامل مع الطفل على أساس حاجته التي تتميَّز بما يلي : اللعب ، السيادة ، وكما جاء في النصوص الشريفة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولَدُ سَيِّد سَبْع سِنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَعْ ابْنَكَ يَلْعَبُ سَبْعَ سِنِين ) ، وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( أهْمِلْ صَبيَّكَ تَأتي عَلَيهِ سِت سِنِينٍ ) .
ولعب الطفل التي تتحدث عنه الرواية تعني عدم إلزامه بالعمل فيما يتعلم من والديه ، وسيادته تعني قبول أوامره دون الائتمار بما يطلبه الوالدان ، أما إهماله فهو النهي عن عقوبته ، فهذه المرحلة تكون نفسية الطفل بيد والديه ، كالأرض الخصبة بيد الفلاح ، تتلقف كل ما يبذر فيها من خير أو شرٍّ ، ففي الحديث الشريف : ( قَلْبُ الحَدَثِ كالأرْضِ الخَالِيَةِ ، مَا أُلقِيَ فِيهَا مِنْ شَيءٍ قَبِلَتْهُ ) .
المرحلة الثانية :

وفي هذه المرحلة يجدُر بالوالدين التعامل مع الطفل على أساس ما يلي : عبودية الطفل ، أدب الطفل ، فقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الولَدُ سيِّد سَبع سِنين ، وعَبْد سَبْع سِنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَع ابْنَكَ يَلعَبُ سَبْع سِنين ويُؤَدَّبُ سَبعاً ) ، وعنه ( عليه السلام ) أيضاً : ( أهمِلْ صَبيَّكَ تَأتي عَلَيهِ سِت سِنين ، ثُمَّ أدِّبْه في سِت سِنين ) .
فعبوديَّة الطفل تعني طاعة والديه فيما تعلَّم منهم في المرحلة الأولى ، وأدبه تعني التزامه بالنظام وتحمُّله للمسؤولية ، وهذه المرحلة بالنسبة للوالدين تشبه عند الفلاح وقت نمو الزرع الذي بذره وظهور الثمر .
المرحلة الثالثة :

تختلف هذه المرحلة عن الثانية في أنَّ الأبناء أصبحوا في المستوى الذي يؤهلهم لاتِّخاذ مناصبهم في الأسرة ، فالولد - ذكر أو أنثى - في هذه المرحلة يكون وزيراً لوالديه ، ومستشاراً لهم ، فقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( الوَلَدُ سَيِّد سَبع سِنِين ، وعَبْد سَبع سِنِين ، وَوَزير سَبع سِنين ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( دَع ابْنَكَ يَلعَبُ سَبْع سِنين ، ويُؤدَّبُ سَبعاً ، وألْزِمْهُ نَفسَكَ سَبع سِنِين ، فإنْ أفْلَحَ وَإلاَّ فَإنَّه لا خَيْرَ فِيهِ ) .
وعنه أيضاً ( عليه السلام ) : ( أهمِلْ صَبيَّكَ تَأتي عَلَيه سِت سِنِين ثُمَّ أدِّبْهُ فِي الكِتَابِ سِت سِنين ، ثُمَّ ضُمَّهُ إليكَ سَبْعَ سِنين ، فأدِّبْهُ بِأدَبِكَ ، فإنْ قبلَ وصلحَ وَإلاَّ فَخَلِّ عَنْهُ ) ، ففي هذه المرحلة يكون الولد كالنبات الذي حان وقت قطف ثماره ، فهو وزير لوالديه كالثمر للفلاَّح ، ووزير الملك الذي يحمل ثقله ويعينه برأيه .
ولقد دعا النبي موسى ( عليه السلام ) ربَّه أن يكون له وزير في مهمَّته الصعبة : ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ) طه : 29 .
ثم إنَّ إلزام الوالدين للولد في هذه المرحلة وضمُّه إليهما كما جاء في النصوص الشريفة تعني كونه مستشاراً لهم ، الأمر الذي يفترض قربَه ودنوَّه من والديه ، أمَّا إن كان الولد في هذه المرحلة غير مؤهَّل لهذا المنصب في الوزارة والاستشارة فهذا يرجع إلى سوءِ التعامل معه في الصغر .
فعدم وجود الثمرة يرجع إلى البذرة لا إلى التربة الخصبة ، كذلك نفسية الطفل التي تنبت ما بذر فيها ، ولا عِلاج لهذه الثمرة الرديئة ، ولا ينفع الأدب معها ، وهو ما تشير إليه الرواية : ( فَخَلِّ سَبِيلَهُ ) ، أو ( فَإِنَّهُ لا خَيْرَ فِيهِ ) .
-*******************************






    رد مع اقتباس