عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-26, 15:27 رقم المشاركة : 6
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الأدوار النفسية والتربوية للأسرة والمدرسة والإساءة الى الأطفال


الأسرة المفككة





تؤكد الدراسات والأبحاث ان أطفال العائلات المفككة يعانون من عدم التكيف والانحراف. ونقصد بالعائلات المفككة، الطلاق، وفاة أحد الوالدين، وقوع الخلافات بين الزوجين. ولكن هل تستطيع التربية أن تصحح هذه الأخطاء؟
ان انحلال الرباط العائلي يوجد نوعاً من الانفصال المفاجئ أو التدريجي، ويوجد تمزقاً يمكن ان يلتئم مع الزمن وخصوصاً في حال الطلاق. حيث يهتم كل واحد من الزوجين بالطفل ولكن يبين كل منهما كراهيته للطرف الآخر ما يكوّن عند الطفل نوعاً من القلق، وكأن الطفل لا يستطيع ان يظهر محبته للطرف الآخر، خوفاً من فقدان محبة الطرف الذي يعيش معه وخوفاً من إيلامه ايضاً.



ويبقى الموقف الأصعب هو عيش الطفل مع أحد الطرفين وانقطاعه عن الطرف الآخر وكأن هذا استمرار لعلاقة المولود الصغير بأمه فقط وفي هذا الموقف يواجه الكثير من الصعوبات.
وقد يؤدي تفكك الأسرة الى اضطرابات في التعلم، تكشف عن صعوبات نفسية لم تكن ظاهرة حتى الان بالرغم من الذكاء الطبيعي الذي يتمتع به التلميذ. مثل الاضطرابات التبول اللاإرادي، التأتأة، ، (Tics) النفس-جسدية - اللزمات أكل الأظافر والاضطرابات السلوكية (الغضب، الميول) غير الاجتماعية، البلادة ... الخ.



وقد يكون الطفل قلقاً بسبب الوضع الصحي الذي يتعرض له أحد افراد الأسرة مثل الانتقال الى منزل جديد أو تغيير المدرسة أو وفاة أحد في الأسرة الممتدة أو حدوث نكبة في الأسرة أو البطالة، أو امتناع الرفاق عن اللعب مع الطفل أو نبذه او الابتعاد عنه أو السخرية منه. كلها قضايا يشعر بها الطفل بعمق وتؤثر على تحصيله الدراسي. وتنتشر ظاهرة الأطفال المضطربين، والطفل المضطرب هو الطفل الذي يلمس كل شيء ولا يستطيع المكوث في مكان معين ويحرك يديه ورجليه بصورة دائمة ولا يستطيع تركيز انتباهه أو يستمع الى شرح المعلم ولا يستطيع إنجاز الفروض المدرسية، ويتميز هذا الطفل باختلاجات عصبية أثناء اللعب أو القراءة ويظهر هذا الاضطرابات في مزاجه، وتلعب الوراثة دوراً (وخصوصاً الأم القلقة المضطربة).






انطلاقاً مما سبق نستطيع أن نقول ان الموقف السلبي لأحد الوالدين من الآخر أثناء الانفصال أو الطلاق يؤدي الى الإساءة الى الطفل، ونحن دائماً دائماً ننصح الأم والأب بعدم الإساءة الى الطرف الآخر وليس هذا من أجل هذا الطرف أو ذاك بل من أجل توازن الطفل النفسي. والأمر المسيء ايضاً هو تقديم الأم الأرملة صورة مثالية عن الاب المتوفي (وهذا يحصل عادة في حال الاستشهاد أو وفاة الأب لأمر كبير)، فإنها في ذلك تجعل الطفل غير قادر على التماهي معه كونه مثالاً لا يستطيع أن يكونه،



وفي حال غياب الأب، على الأم أن توطد علاقة الطفل مع الجد أو الأعمام والأخوال، كما أن وجود الطفل الذكر في محيط يقتصر على الإناث يمنعه من تحقيق ذاته كما يجب، وفي هذه الحال تكون الإساءة الى الطفل في عدم اختيار مدرسة فيها بنين حيث وجود المدرس الذكر، اذ يمكن أن يخفف من وطأة المشكلة من دون أن يحلها وعندها يتحضر الطفل للبلوغ دون مشاعر مؤلمة.



كما أن من الإساءة الى الأطفال، عيشهم في محيط مغلق، حيث يجد الطفل نفسه على احتكاك دائم بالأشخاص أنفسهم دون علاقات مع العالم الخارجي وهذا يمنعه من تجربة العلاقات العاطفية (الرفاق، المسؤوليات، العلاقات بالكبار أو العلاقات ببيئات اجتماعية وثقافية مختلفة...) الضرورية لنموه ولتربيته ليصبح رجلاً ناضجاً أو امرأة ناضجة.
وهذه التربية تتعلق أكثر ما تتعلق بموقف الوالدين أمام الواقع الخارجي وبحريتهم الذاتية. وهنا يجب أن يتعرف الآباء الى أنفسهم وأن يحترموها، وأن يعملوا ليحترمهم الآخرون سواء بالقول أم بالفعل وخصوصاً تجاه أبنائهم، كما يجب أن يمارسوا حياة اجتماعية ناشطة وأن يكون لهم علاقات مع راشدين من مختلف الأجيال وأن يمارسوا الكرم مع أنفسهم ومع الآخرين.


وأيضاً نود إن نقول أن الطفل المضطرب هو دائماً عرضة للمعاقبة، وفي هذا الأمر إساءة اليه، فهؤلاء الأطفال يحتاجون الى أن نفتش عن المشكلات الكامنة وراء اضطرابهم حتى نساعدهم بالتعاون ما بين الأسرة والمدرسة والاختصاصي النفسي لأن العقاب سيؤدي الى تعميق مشكلاتهم.




يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس