عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-20, 14:17 رقم المشاركة : 196
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير آيات من سورة النساء


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى
{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }

فالكرسي - إذن - " كُلٌّ " لأنه مصنوع من مواد كثيرة. وحقيقة الخشب تختلف عن حقيقة المسمار؛ لذلك فالكرسي " كُلٌّ " لأنه مكون من أشياء كثيرة مختلفة الحقائق. ولا يصح أن نطلق على أي شيء من مكونات الكرسي اسم " كُل ". فلا نقول: " المسمار كرسي " أو " الخشب كرسي "؛ لأن الكرسي يُطلق على مجموع الخشب والمسامير والغراء والطلاء في شكل وترتيب معين.

ومثال آخر، كلمة " إنسان " وهي كلمة تطلق على كثيرين، ولأن الحقائق متفقة نطلق على الإنسان كلمة " كُلّي ".

ويصح أن نطلق على أي كائن يتمتع بالصفات المتفق عليها للإنسان لقب إنسان، فنقول محمد إنسان وزيد إنسان، وعليٌّ إنسان. " فالكل " له أجزاء، وللـ " كلي " جزئيات، ويكون الكل شيئا واحداً ولكنه ذو أجزاء، فقد يكون عندنا كرسي واحد. ولكن لهذا الكرسي أجزاء.

وهل نقول على الحق سبحانه وتعالى: انه " كل " أو " كلي "؟. لا نقول على اسم الحق " كل " أو " كلي "؛ لأنه اسم لا يطلق على كثيرين فليس كليا لأنه واحدٌ، وليس له أجزاء؛ لأنه أحد، وليس له أفراد لأنه واحد. فلا يقال لله سبحانه وتعالى " كل " أو " جزء " أو " كلي " أو " جزئي " ، فلو كان كُلٍّياً لكان - كما قلنا - له أفراد ولو كان " كُلاًّ " لكان له أجزاء، ولكن الله واحد لا أفراد له، وأحد لا أجزاء له.

ولذلك يَرُدُّ القرآن على أي قائل بغير هذا، فيقول:
{*قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ*}
[الإخلاص: 1]

ويقول أيضاً:
{*وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ*}
[البقرة: 163]

وقد قلت كل ذلك لنفهم قوله الحق:
{*يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ٱنتَهُواْ خَيْراً*}
[النساء: 171]

وقوله الحق: " انتهوا " أي اقضوا على كلمات الباطل، و " خيراً لكم " أي تمسكوا بكلمات الحق، وفي قوله: " ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ } تخلية وإبعاد لكلمات الباطل، نأخذ ذلك من قوله: (انتهوا) وتحلية لكلمات الحق ونأخذها من قوله - سبحانه -: { خَيْراً لَّكُمْ }.

ويقول الحق: { إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } أي أنه سبحانه لا أفراد له، ويضيف: { سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ } ، وساعة نسمع كلمة " سبحانه " فلنفهم أنها تنزيه للذات الخالقة.

ولذلك نجد كلمة " سبحانه " تأتي في الأمور العجيبة التي يقف فيها العقل، وعلى الرغم من وجود كفار في هذا الوجود، وعلى الرغم من وجود مجترئين على الله في هذا العالم، وعلى الرغم من وجود من ينعتون البشر بألفاظ الألوهية، إلاأن إنساناً واحداً لم يجترئ على أن يقول لمخلوق كلمة: " سبحانك " ، ولذلك نقول لله عز وجل " سبحانك أيضاً في سبحانك ".






التوقيع

    رد مع اقتباس