عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-18, 23:11 رقم المشاركة : 2
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: كل ما يجب أن تعرفه عن نظرية الذكاءات المتعددة


الذكاء المتعدد بين النظرية والتطبيق
-----------------------


د. سعادة خليل
نقلا عن: دار ناشري للنشر الإلكتروني


خرجت علينا في العقدين الأخيرين نظريات عديدة عن التعلم والتعليم متعلقةبالذكاء. وجل هذه النظريات يركز على الجانب الخارجي (المظهر) لعملية التعلموالتعليم ولم تغص إلى أعماق الطالب والى قدراته الفعلية كالذكاء مثلا والقدرة علىمواجهة المواقف والمشاكل وايجاد الحلول وتوصيفات لمثل هذه المسائل والمواقف. وفيأوائل الثمانينات من القرن الماضي قام هوارد قاردنر Howard Gardner باعادة النظرجذريا فيما يتعلق بالذكاء وآثاره على التعلم والتعليم وتقدم بنظرية جديدة مفادهاأنها تقوم على أساس تميز الفرد عن سواه وأنه لا بد لكل انسان أن يتمتع ويتميز بذكاءخاص به وحده. وأطلق على هذه النظرية "الذكاء المتعدد" Multiple Intelligences وكانلهذه النظرية الأثر الأكبر على عملية التعلم والتعليم حيث غيرت مفاهيم كثيرة كانتتعتبر من المسلمات.

سنحاول في هذه العجالة أن نجيب على أسئلة محددة هي:
• ما هو الذكاء المتعدد؟وما الفرق بين هذه النظرية ونظريات الذكاء التقليدية؟
• ما هي المبادئ التيتقوم عليها نظرية الذكاء المتعدد وما هي معاييرها؟
• ما هي أنواع الذكاءالمتعدد؟
• ماذا تعني نظرية الذكاء المتعدد وأنواعه للطالب والمدرس؟


1. الذكاء المتعدد
إن النظرية التقليدية للذكاء هي عبارة عن حصيلة نتائجالاختبارات والتحليلات الإحصائية التي تخص فردا ما. وإذا كان في مضمون الاختبار شيءمن الصعوبة فمن الطبيعي أن نرى بعض الأفراد يتفوقون على أقرانهم في نفس المستوىالعمري والتحصيلي. وبالتالي يقال عن هؤلاء المتفوقين نسبيا على أقرانهم أنهميتمتعون بمعدلات ذكاء أعلى يعبر عنها بالأرقام حيث يطلق عليها معاملالذكاء(IQ).

وهكذا إذن فإن النظرة التقليدية للذكاء جوهرية وأصيلة كالطول ولون الشعر وأي شيءتستطيع قياسه ويستمر مع الفرد مدى الحياة. وهذا ما حمل المدرس التقليدي علىالاعتقاد بأن أداء بعض الطلاب أحسن من غيرهم حيث يرجع ذلك الى الاختلاف في قدراتالذكاء الثابتة التي لا تتغير البتة.

إن جوهر الذكاء يحتمل وجهات نظر مختلفة. فعلى المستوى العملي معامل الذكاء يحددالاختبارات التي تستخدم لقياسه. فالباحثون يقولون إن للذكاء عدة عناصر تؤدي إلىمعامل ذكاء واحد يقيس معرفة واحدة.

أما هوارد قاردنرHoward Gardner الذي حسم النقاش والجدال الدائر حول ماهيةالذكاء في كتابه المعروف "أطر العقل" Frames of Mind حيث توصل الى نظرية جديدةتختلف كليا عن النظريات التقليدية. إن نظريته ذات معايير أكثر تحديدا من الاختباراتالتقليدية التي تتعلق بالمفهوم اللفظي والرياضي. فهو يقول بأنه لا يمكن وصف الذكاءعلى أنه كمية محددة ثابتة يمكن قياسها. وبناء على ذلك يمكن زيادة الذكاء وتنميتهبالتدريب والتعلم. بل أكثر من ذلك فهو يقول بأن الذكاء متعدد وعلى أنواع مختلفة وأنكل نوع مستقل عن الأنواع الأخرى ويمكنه أن ينمو ويزيد بمعزل عن الأنواع الأخرى وذلكباستخدامه واستعماله. فكان لتصنيف (قاردنر) هذا أكبر الأثر على طريقة التفكير فيعملية التعلم والتعليم وكذلك على الاختبارات وحتى على طبيعة الأفكار نفسها.

2. مكونات الذكاء عند (قاردنر)
يرى (قاردنر) أن هناك معايير محددة تشكلمهارات الذكاء وهي:
• القدرة على ابداعِ\\انتاج مهم ومؤثر أو على ابتكار طرقووسائل جديدة في طرح المسائل وحلها.
• القدرة على القيام بحل المسائل ومواجهةالمواقف مع الاهتمام بالكيف وليس بالكم أي بإمعان النظر وتفحص الطريقة المتبعة فيحل المسائل.
• القدرة على ابتكار مسائل ومواقف جديدة تضيف شيئا جديدا أومعلومات جديدة.


3. المبادئ التي قامت عليها نظرية الذكاء المتعدد
المبادئ كما وردت فيأعمال (قاردنر) هي كما يلي:
• إن الذكاء ليس نوعا واحدا بل هو أنواع عديدةومختلفة.
• إن كل شخص متميز وفريد من نوعه ويتمتع بخليط من أنواع الذكاءالديناميكية.
• إن أنواع الذكاء تختلف في النمو والتطور إن كان على الصعيدالداخلي للشخص أو على الصعيد البيني فيما بين الأشخاص.
• إن كل أنواع الذكاءكلها حيوية وديناميكية.
• يمكن تحديد وتمييز أنواع الذكاء ووصفها وتعريفها.
• يستحق كل فرد الفرصة للتعرف على ذكائه وتطويره وتنميته.
• إن استخدامذكاء بعينه يسهم في تحسين وتطوير ذكاء آخر.
• إن مقدار الثقافة الشخصية وتعددهالهو جوهري وهام للمعرفة بصورة عامة ولكل أنواع الذكاء بصورة خاصة.
• إن أنواعالذكاء كلها توفر للفرد مصادر بديلة وقدرات كامنة لتجعله أكثر انسانية بغض النظر عنالعمر أو الظرف.
• لا يمكن تمييز أو ملاحظة أو تحديد ذكاء خالص بعينه.
• يمكن تطبيق النظرية التطورية النمائية على نظرية الذكاء المتعدد.
• إن أنواعالذكاء المتعدد قد تتغير بتغير المعلومات عن النظرية نفسها.

وبناء على ذلك فذكاء الانسان يجب أن يكون مختلفا عن الذكاء الصناعي مثلا. بحيثيضم في ثناياه صفات انسانية معينة لا يمكن أن تتوفر في الآلة أو الحاسوب. مثل:
• عزل الذكاء عند اصابة الدماغ بأي خلل أو عطب
• امتلاك تاريخ تطوري نمائي
• تفوق بعض الأفراد المتعلمين في الذكاء
• وجود هدف تطويري للذكاء يمكنبلوغه
• سهولة التقويم على المستوى التجريبي أو النفسي أو القياسي
• وجودنظام تمثيلي رمزي

تشكل هذه المعايير والمبادئ أساسا وسلسلة من نقاط التحقق والتثبت التي يجب أنتمر المهارة عبرها قبل أن تعتمد ذكاء حقيقيا. وبناء على ما تقدم أورد (قاردنر) أنواع الذكاء التالية:
• الذكاء اللغوي وهو ما يتعلق باللغة المكتوبة والمحكية
• الذكاء المنطقي – الرياضي وهو ما يتعلق بالأرقام والمنطق
• الذكاءالموسيقي وهو ما يتعلق بالأنغام والألحان والآلات الموسيقية
• الذكاء المكانيوهو ما يتعلق بالصور والخيالات
• الذكاء الحسي – الحركي وهو ما يتعلق بحركةوإحساس الجسم واليدين
• الذكاء البيني (الاجتماعي) وهو ما يتعلق بالتفاعلالاجتماعي مع الآخرين
• الذكاء الشخصي الذاتي (الإنفعالي) وهو ما يتعلقبالعواطف والانفعالات الداخلية للشخص
• الذكاء البيئي وهو ما يتعلق بالطبيعةبما فيها من تنوعات واختلافات

4. الآثار المترتبة على عملية التعلم والتعليم
بينما يتم التركيز في التعليمالتقليدي على الحلول والإجابات للمسائل والمواقف التي يتعرض لها الطالب فضلا عنالطريقة المتبعة في التوصل لكل الحلول أو الإجابات، نجد أن نظرية الذكاء المتعددتقترح عمليات وطرق واستراتيجيات مستقلة عن بعضها البعض لدى كل طالب. فمعظم المسائلالشائكة ومواقف الحياة العملية الحقيقية تتطلب استخدام أنواع متعددة من الذكاء فينفس الوقت. فمثلا عازف (البيانو) لا يستخدم ذكاءه وحسه الموسيقي فقط وانما يوظفذكاءه البيني الشخصي أيضا ليحافظ على التواصل مع الموسيقيين من حوله وكذلك يستخدمذكاءه الحسي – الحركي كي يسيطر على مفاتيح البيانو.

وهنا يكمن واجب المدرس في ملاحظة قدرات تلاميذه وأساليبهم في التعلم حتى يكونقادرا على تغيير أو تحسين طرائق التدريس. وهنا يصح القول: إذا كان الطالب لا يتعلمبطريقة المدرس فمن ثم يجب على المدرس أن يعلم بالطريقة التي يتعلم بها الطالب.

كيف يتأتى ذلك للمدرس؟ يتأتى له بالملاحظة الدقيقة لطلابه خلال الدرس مع التركيزعلى الاستراتيجيات والطرق التي يوظفها الطلاب عند قيامهم بحل مسألة أو مواجهة موقفما ولا يكون ذلك من خلال إعدادهم لتقديم الاختبارات مثلا. وبمعنى آخر يجب علىالتعليم أن يركز على استراتيجيات الحلول حتي يتقنها الطلاب ويتوصلوا للإجابة أخيرا. ولا يجب التركيز على مجموعة من المهارات الجامدة أو على الإجابة نفسها. وبهذاالمعنى فإن نظرية الذكاء المتعدد تتماشى وتتماهى مع كثير من محاولات التعليمالإصلاحية الحديثة التي تأخذ في الاعتبار أن الطفل هو وحدة متكاملة أي أنه مشروعكامل.

ويستحسن عند تحضير وإعداد الدروس أن يقوم المدرس بطرح أسئلة تساعده على استخدامأكبر عدد من أنواع الذكاء السالفة الذكر. فمثلا يمكنه طرح مثل الأسئلةالتالية:
• كيف استخدم الكلمة المكتوبة أو المحكية في هذا الدرس؟
• كيفاستخدم الأرقام والحسابات والتصنيفات المختلفة وكذلك المنطق والتفكير الناقد؟
• كيف أقوم بتوظيف الأنغام والآلات الموسيقية في أنشودة مثلا؟
• ما هيالوسائل المساعدة البصرية التي يجب استخدامها وكذلك ما هي الألوان والرسوماتوالتشبيهات أو الموجهات البصرية المناسبة؟
• كيف يكون توظيف حركة الجسم وكذلكحركات اليد؟
• ما هي النشاطات التي يمكن أن تزيد من التفاعل بين طلاب الصفوكذلك تزيد من مشاركتهم؟
• ما هي الخيارات الفردية التي يمكن تستثيرالانفعالات الايجابية لدى الطلاب؟
• كيف استخدم تنوعات الطبيعة وموجوداتهاكالرحلات مثلا؟


إن العلاقة بين نظرية الذكاء المتعدد والتعليم بسيطة وعميقة في نفس الوقت. فالطرق المتعددة للتعلم تستخلص الحاجة إلى طرق متعددة للتعليم. والتعليم الموجهبإمكانيات الطلاب الذكائية في الصف يجب أن يصبح طريقة منهجية لجميع المدرسين بحيثتكون مطعمة بالذكاء المتعدد والامكانيات الممثلة في الصف.

ومن هنا فإن نظرية الذكاء المتعدد لا تشير إلى طريقة تعليمية بعينها بل يستطيعالمدرس أن يستخلص طرقا كثيرة تناسب الموقف وتناسب المسألة وتناسب كل طالب على حدةحسب معطيات أنواع الذكاء التي يتمتع بها الطالب. وهكذا فإن المدرس هو المنوطباختيار المناسب وإلى أي مدى يقوم بتوظيف هذه النظرية.

إن هذه النظرية تزود المدرسين والآباء كذلك بإطار معرفي عملي كي يتم تفصيلالتعليم على مقاس الطالب، إن صح التعبير. فعلى المدرس أن يدرك في صف قوامه ثلاثونطالبا مثلا أنه لا يوجد اثنان متشابهان أبدا على الإطلاق. ومن هنا فأن نظرية الذكاءالمتعدد تستوعب كل هذه الاختلافات والفروقات الفردية والتشعبات وتشجع المدرس علىتنمية كل طريقة واستراتيجية خاصة بكل طالب على حدة. فعلى سبيل المثال، يمكن للمدرسأن يشرح مفهوم الكسور العشرية باستخدام الذكاء المكاني. حيث يقوم برسم أجزاء الكسورعلى شكل أعمدة تمثل وحدة قسمة كاملة كالدائرة مثلا. أو يستطيع أن يستخدم الذكاءالموسيقي لايجاد العلاقة ما بين الكسور والنوتة الموسيقية.
وهكذا فالطلاب هماجدر وأقدر من يوضح ويفسر الطرق والاستراتيجيات التي يفضلونها في التعلم. وعندمايقوم المدرس بتعليم تلك الطرق والاستراتيجيات التي يفضلها الطلاب، عندئذ يستطيعالاختيار إما تعزيز انجازات الطالب المتمكن أو تشجيع الطالب الضعيف لتحسين انتاجهالمعرفي.

وخلاصة القول أن نظرية الذكاء المتعدد تقدم لنا إطارا عمليا وجذريا ومرنا يمكننامن خلاله تحقيق الأهداف المحددة للتعليم. وهكذا فإن نظرية الذكاء المتعدد تشبه إلىحد كبير مواءمة الحذاء للفرد فالمقاس الواحد لا يصلح لجميع الأفراد. فمن هنا يجبتنوع وتعدد طرق واستراتيجيات التعليم لتعكس الفروقات والاختلافات الفردية





    رد مع اقتباس