توطئة :
تتمة لما جاء في الدرس السابع (( علامات إتقان الاستخارة )) ، فقد تم إفراد هذه العلامة بموضوع مستقل لتعم الفائدة بإفرادها ، وما خاب من استخار ، وذلك الدرس متاح على الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t153152.html 1) كثير من الناس قد تراه يتبرأ من الحول والقوة إلا بالله ، ولكن إذا تأملت أفعاله ستجد حاله يخالف مقاله ، وقد يلبس عليه إبليس أمره ، فيرى ذلك من الثقة بالنفس أو غيرها من المصطلحات التي ظهرت حديثا تحت مسميات كثيرة منها التنمية البشرية " 1". لذا لا تعجب إذا وكّل الله كثيرا أو قليلا من الناس إلى أنفسهم ، وقد قال الدكتور مهران ماهر عثمان عبارة نفيسة :
((ومن وكله الله إلى نفسه كان الهلاك أقرب إليه من روحه ))" 2" 2) وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها : (( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ))" 3".
قال المناوي " ":
(اللهم لا تكلني) أي لا تصرف أمري (إلى نفسي ) أي لا تسلمني إليها وتتركني هملا (طرفة عين) أي تحريك جفن وهو مبالغة في القلة .
3) الثقة بالنفس يجب أن تكون مبنية على أصول شرعية وفقا للمنهاج الرباني ، وإلا صارت غرورا من تزيين الشيطان ، وكما قال سبحانه :
- (( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا )) ." النساء : 120"
- (( كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) .الأنعام .