ياسين الضميري - هبة بريس في عصر التكنولوجيات الحديثة و الوسائل المتطورة عوضت "الايباد" و "الطابليت" و الحواسيب الصغيرة كلا من اللوحة و السبورة و حتى الدفاتر ، تطورت العلوم و تطورت الحياة و ظلت عقليات بعض المسؤولين في هذا الوطن في مكانها مع كامل الأسف. تتالت حكومات و تغيرت الوجوه و المناصب و المسؤوليات غير أن واقع الحال بمنطقة جرسيف ظل هو نفسه الذي كان قبل عقود ، لا جديد يذكر و لا قديم يعاد ، وحدها رائحة الاتربة و الطين تخنق تلاميذ اليوم مستقبل الغد في حجرات تسمى عند أهل القرار بالأقسام في حين يسميها أهل الميدان و مرتاديها ب "الزريبة" ، غير أن الفرق بين التسميتين أن الأولى تعقل فيها الألباب و الثاني لا حاجة للإسهاب في توضيح من يعقل فيها. فغير بعيد عن عمالة جرسيف و بالضبط بمدرسة ويزغت المتواجدة بدوار بخاخات جماعة صاكة توجد مدرسة مبنية بالطين و التراب قد تهوي على رؤوس الأطفال في كل لحظة و حين ، فالتلاميذ هناك يعانون من التهميش و التحقير حيث يتلقون دروس فوق طاولات تصلح لكل شيء غير الجلوس عليها و تحت سقف من التراب تتفتت حبيباته و تتساقط بين الفينة و الأخرى فوق اوراق المقررات المدرسية ، التلاميذ هناك يتنفسون هواء تمتزج فيه جزيئات ثنائي اكسيد الكربون بغبار الأتربة و لهذا فأغلبهم مصاب بأمراض الربو و ضيق التنفس و الحساسية. و على الرغم من التصريحات الوردية الفضفاضة التى يرددها المسؤولين عن ماهية البرامج و المشاريع و .. و .. و .. غير أن البهرجة شيء و التنفيذ اشياء أخرى ، و للتذكير فقط فقد تحدث المسؤولون على الشأن التعليمي ببلادنا قبل بدء العام الدراسى الجديد عن قيام الوزارة الوصية بصيانة شاملة لجميع المدارس و هو أمر يطرح أكثر من علامة استفهام. و إذا تمعنتم في الصور أسفله فالمدرسة تبدو من الخارج و كأنها مبنى مهجور محاط بسور كئيب، نوافذ القسم محطمة و مغلقة بألواح خشبية ، فهل بهكذا أقسام سيدرس فلذات اكبادنا الذين نعول عليهم لبناء مغرب الغد أيها السيد الوزير ؟ الصور منا و التعاليق لكم أنتم يا سادة لتعقبوا :