نتابع حلقة :
القاسم في زيارة لـدار الأيتام


نعم أبلة فاطمة ... ومن يصرف على هذه الدار
أراها في حالة جيدة , نظيفة , متكاملة المَرافق
من غرف ألعاب , وساحات الرياضة بأجهزتها
وبِرك السباحة ( بيسين ) , حتى حمامات السّوْنة متوفرة

من أين المورد ؟

- أولا أود توضيح أمر مهم
الدار لم تكن بهذا التكامل من البداية
كانت في البداية عبارة عن بيت متواضع تبرّع به أحد المحسنين لأنه لم يكن له وريث
ولما أحس بالمرض الشديد والوهن الذي أرقده الفراش ودون تحسن لحالته
تبرع ببيته على أن يكون دار أيتام ,

وهكذا حصل , كان البيت من البناء القديم بدورين
فبفضل الله والجمعيات والمحسنين , قمنا بترميمه جيدا واشترينا أرضا مجاورة وضممناها فأصبحت دارا واسعة كما ترين

ورفعنا ملف المساعدة للجهات الرسمية فتم قبوله الحمدلله
فأصبحت الدار تتلقى دعما ماديا سهّل علينا إدارة شؤونها وتوفير الراحة للنازلة فيها


- شكرا أبلة ويكفي اليوم أسئلة ..
فـ سوف أحاول زيارتكم كلما سنحت لي الفرصة بحول الله
سأكتفي بما سمعته منك اليوم جزاك الله خيرا

- نحن في الخدمة أختي نسأل الله التوفيق للجميع

- أستأذنك أبلة فاطمة لأرى القاسم أين وصل ببناء القصر وحديقته
- تفضلي أختي

- هَـا ـهْ ... ولدي ... أين وصلت أشغال البناء
- أنا لا أبني .. أنا أرتّب القطع وأزرع الشجرة كي آخذ الهدية
- آسفة على خطئي في التعبير يا صاحب الفخامة لن أكررها
وبعدين .. هل ترتب الصورة لتأخذ المعلومة وتحرّك هذا المخ , أم أنت طامع في الهدية فقط ؟
- أرييييييد الهدييّيّيّيّة ..
- ششش .. لا ترفع صوتك يا ابو الفضايح وكأنك لم تحظ بهدية أبدا
- هي هي .. هي هي ... أكملت الصورة بالتركيب أريد هديتي
- شششش أصمت ..

- سمعتك يااااا أبا القاسم
تعال معي لـ بيت الهدية واختر هديتك بنفسك

وفي الطريق مرت الأبلة وأم القاسم والقاسم بحديقة فسيحة ينبعث من أزهارها عبير الربيع
ثم إلى ممر مبلّط بالرخام , فمدخل بأبواب كثيرة

- تعال القاسم لتسلّم على الأطفال
السلام عليكم أبنائي الحلوين ..

رد الأطفال بصوت واحد :
- وعليكم السلام ماما فاطمة , وعليكم السلام زوارنا الكرام
- هذا القاسم الصغير جاء ليسلم عليكم , ألق التحية القاسم
- السلام عليكم أبنائي الحلوين >> قال القاسم
هههه .. هههه ... >> الجميع يضحك

- هذه سعاد الصغيرة نسميها أميرة الدار ,
وهذه نورة لقبها المعلّمة , وهذا خالد الصغير الملقب بالطبيب
وهذه ناهد الجميلة وهي مشرفة القسم وووووو

- وأنا القاسم الطيّار سوف أسوق الطيارة وأطير بكم إلى كونان
- ههه ... ... هههههه ... .. الجميع يضحك

واستمرت الزيارة والتحية على أغلب أطفال الغرف والتعرف عليهم
ومنها إلى غرفة بباب من حديد لونه أخضر
فتحتها الأبلة بمفتاح أخرجته من جيب سترتها

- وااااو !! كل هذه ألعاب !!
- نعم القاسم كلها ألعاب يهديها لنا الزوار
- لقد رتبتَ الصورة , إذن لك الحق في اختيار لعبة واحدة
- واااحدة فقط ! ولماذا لا أختار أكثر ؟
- لأن لدينا فائزين آخرين من الأطفال يلزمنا إهداءهم ألعابا لنشجعهم وندخل السرور عليهم

- هممم ممممم .. أريد هذه .. لا لا هذه .. لااا لحظة أريد مممممم ...
- القاسم .. الأبلة عندها أشغال لا تضيّع وقتها
- تعالي أم القاسم نجلس في هذه الزاوية ونترك القاسم على راحته ..
هذا مكتب هنا بلوازمه وملفه الخاص بتسجيل كل لعبة تدخل للبيت الهدية أو تخرج منه
كما ترين .. كل شيء مدوّن ومرتب وبنظام بالرقم والإسم لتفادي الفوضى وضياع الأشياء ..

- مااما .. اريد هذه المجموعة التي تحتوي على طائرة وبدلة الطيّار
- مجمووووعة ؟! يا ولدي اختر لعبة واحدة فقط سوف تفقدني عقلي .. واااحدة ..
- أم القاسم هذه المجموعة عبارة عن هدية واحدة لأنه لا يمكن فصل الطيارة عن البدلة
هذه الهدية أتانا بها أحد الزوار بمناسبة تخرّج ابنه طيارا وتمنى أن يتخرّج من الدار طيارين
ربما القاسم يكون أحد المحلقين في الفضاء
- جزاك الله خير أبلة على هذه الأمينة التي ترفع الرأس ..

- القاسم .. اخترتَ الطائرة ,, هل معنى هذا أنك تريد أن تصبح طيّارا ؟
- لا أريد الطيّار .. أنا أريد أن أصبح كونان
- ههه كونااان ! يعني محقق ؟
- لا .. كونان ,, كي ألبس الحذاء وأطير به مسرعا بالجري لأسبق صديقي سالم وعمر
- تطييير ! يعني بالنهاية القصة فيها طيران ؟ ..

- تخيلي يا أبة حتى أنا لا أفوّت هذا الكونان
- نعم أم القاسم هي سلسلة محبوبة عند كل الأطفال وحتى الكبار
ولو أنها فيها خطورة على الأطفال
فالطفل في سنه لا ينبغي أن نوصله لمعلومة الجريمة والتحقيق فيها , لا يزال الوقت مبكرا على هذا ..
- أوافقك الرأي أبلة , اقول دائما أنه ليس كل الإنتاجات الكارتونية مناسبة لعقلية الطفل ومفهومه
ربما لأنه منتوج ياباني ,, وعقلية الطفل الياباني ليست هي عقلية الطفل العربي
بيننا أزمنة من الوعي بطرق تربية الطفل
فمثلا الأم في البيت تحاول إعطاء المعلومة الصحيحة للطفل
وعندما يخرج هذا الطفل ليختلط بالمجتمع يجد منابع معلومات خطأ من أطفال لم يحظوا بمعلومات صحيحة من ذويهم لأسباب كثيرة ..

أما الطفل الياباني أو الغربي عامة ,, فثقافة تربية الطفل متوفرة في كل العقول
في عقل الوالدين والمدرّس في المدرسة والمدرب وحتى صاحب السوبيرماكيت وووو
أينما توجه طفلهم يجد عقلا واعيا يعرف كيف يتجاوب ويتعاطى مع عقلية الطفل

- نعم أم القاسم بالإضافة إلى أن المعلومة التي نقول عنها نحن ( مازال الوقت مبكرا ليعرفها )
هم يلقّنونها له ويعرّفون طفلهم عليها ( باكرا ) حتى تنمو معه ولا يحسها معلومة غريبة مستقبلا

- هيا القاسم اليوم أبلتنا لم تفعل شيئا سوى البقاء معنا .. هيا ولدي قل شكرا للأبلة لنذهب

- شكرا أبلة على الهدية أعجبتني كثيرا سوف أطير بها
- يا للهول أم القاسم ولدك سوف يطير بلعبته انتبهي أقفلي كل النوافذ وباب السطح

- .. أعدك أبلة ,, لن يطير قبل أن يُطيّر عقلي أولا , هذا أبو العفاريت الزُّرقْ

- أقول لك أبلةتنا مع السلامة , وألف ألف شكر على وقتك الذي وهبته لنا هدية غالية على قلبي
- بل أنا من أشكرك على زيارتك للدار , وهذا ما نتمناه من أهل الخير , أن يزورونا ويتفقدوا نفسيات هؤلاء النزلاء
فزيارتهم تدخل الفرحة لقلوبهم الصغيرة

مع السلامة


نتابع الطيّار القاسم في الحلقة القادمة
في زيارة لبيت جده عبد السلام

..

.