عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-20, 17:21 رقم المشاركة : 12
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: الحملات الأخلاقية لمنتديات الأستاذ


قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " [ رواه مسلم ]
و قال : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " . [ رواه الترمذي و أبو داود و النسائي ]
و قال أيضاً : " اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر " . [ رواه ابن عباس رضي الله عنهما ]
لقد ثبت علمياً أن الكحول يختلف عن أغلب المواد في أنه حتى بالمقادير البسيطة يحدث أضراراً في قوة الإرادة و التحكم ، و تزداد به الانفعالات النفسية و الأضرار الفسيولوجية .
و هذا هو محور الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف الذي يحرم شرب الخمر حتى و لو كانت بكميات قليلة .
و لكي يتبين لنا خطورة الخمر تفصيلياً _ و لا سيما في تأثيراتها الفسيولوجية _ نرى أن الأبحاث العلمية قد أثبتت قيامها بتثبيط عمل عضلة القلب فيقل ضخ الدم من القلب كما تزيد من سرعة دقات القلب ، و ترفع الضغط الإنقباضي مما يؤدي إلى حدوث توسع في الأوعية الدموية و الجلدية … و هذا بدوره يسبب زيادة التعرق و من ثم يحدث انخفاض في درجة حرارة الجسم .
و بالنسبة للمعدة فإن الخمر تؤدي إلى زيادة إفراز حامض الهيدروكلوريك و هذا بدوره يؤدي إلى احتقان الأغشية المخاطية ؛ و من ثم يحدث _ مع الإدمان _ التهاب المعدة الحاد .
و لذا من الشائع أن توجد أعراض اضطراب وظيفة الجهاز الهضمي عند الذين يعاقرون الخمر خاصة القيء و الغثيان ، فضلاً عن الأعراض الأخرى كانتفاخ البطن و التقيؤات الدموية و زيادة كمية البول نتيجة لتثبيط إطلاق الهرمون المضاد للإبالة من الغدة النخامية .
إن الأبحاث العلمية التي تجري في دول العالم حول التأثيرات الفسيولوجية للخمر مستمرة و صيحات الاستنكار لا تنتهي ، و الدعوة إلى نبذ الخمر و المشروبات الكحولية ينادي بها الكثيرون من الدعاة في المجتمعات التي ألفت شعوبها شرب الخمر أكثر من الماء .
إن الأبحاث العلمية الحديثة تضيف إلى الأضرار الفسيولوجية التي أشرنا إليها أضراراً أخرى ، لعل أخطرها تأثير الخمر على الجنين و هو في رحم أمه ، حيث تحدث له تشوهات خلقية كتوقف نمو الدماغ ، و صغر حجمه ، مما يؤثر على ذكاء الجنين .. أو يسبب تأخراً في نمو جسمه بصفة عامة .
و قد أشار العالم الفسيولوجي الأمريكي " بيرتون ألتورا " إلى ذلك في بحث نشر له فقال :
إن الكحول الذي يوجد في كأسين من كؤوس الكوكتيل يكون كافياً لكي تنقبض الأوعية الدموية في المخ ، و من ثم ينخفض تدفق الدم فيه عن الحد الضروري ، مما يؤدي إلى حرمان بعض خلايا المخ العصبية من الأوكسجين الذي يتيح لها أن تقوم بوظيفتها بشكل مناسب .
و قد قام هذا العالم مع زوجته العالمة الفسيولوجية " بيللا " بدراسات على فئران التجارب و الطلاب ، فاكتشفا أنه مع زيادة جرعات الكحول يتناقص تدفق الدم في المخ و يعلقان على ذلك بقولهما :
إذا كان هذا هو ما يحدث في مخ الإنسان أيضاً ، فسيكون لدينا تفسير جيد للحالات المتباينة _ بين بني البشر _ من التسمم الكحولي .
و من الثابت علمياً أن التسمم الكحولي ينجم عن تناول كمية بسيطة من الكحول سواء كان الشخص معتاداً على تناوله أم غير معتاد … و تؤدي هذه الحالة _ غالباً _ إلى حدوث اضطراب في المشي و الحركة بالإضافة إلى الاعتداءات و المشاجرات ، و قد تؤدي أيضاً إلى ارتكاب الجرائم الجنسية و حالات الاغتصاب و الانحرافات الأخرى .. و أبسط دليل هي الروايات الكثيرة التي تحفل بها أقسام الشرطة و مكاتب النيابة عن جرائم أخلاقية تمت في حالات السكر و التسمم الكحولي .
و يكون أثر الخمر أشد خطورة على هؤلاء الذين يحتسون الخمر بكميات لم يعتادوا عليها ، فيحدث لهؤلاء أن تؤدي قلة وصول الدم للمخ إلى ما يشبه " السكتة المخية " و الذين لقوا حتفهم نتيجة لذلك أثبت تشريح الطب الشرعي لهم أن بعض الأنسجة في المخ لديهم تالفة و ميتة .
و يعتقد الباحثون المختصون أن هؤلاء يموتون لأن الكحول يمنع سريان الدم في أجزاء معينة من المخ .
و قد توهم بعض العلماء المعاصرين أن الخمر علاج للذبحة الصدرية و جلطات القلب ، و ظهرت نظريات مبنية على افتراضات واهية _ اكتشف فيما بعد خطؤها _ تجيز شربها للعلاج .
ثم ظهرت الأبحاث العلمية الأخيرة تفند تلك النظريات السابقة مؤداها أن الكحول ليس دواء للذبحة ولا للجلطة ، بل هو أحد العوامل التي تزيد من حدوثها فضلاً عن أن الكحول يسبب اعتلال عضلة القلب .
و من هنا يظهر الإعجاز العلمي في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم
لرجل كان يصف الخمر للدواء : " إنه ليس بدواء و لكنه داء " . [ أخرجه مسلم و أبو داود و الترمذي ]
و في قوله أيضاً : " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم " . [ أخرجه البخاري ]
و قد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن استعمال الخمر كدواء و حرم بذلك استخدامها كترياق ، ثم يأتي الطب الحديث و يقرر مؤكداً صحة و صدق ما قاله الرسول الكريم من أن الخمر داء لا دواء .
ثم ظهرت بحوث علمية جديدة تؤكد أن شرب الخمور يؤدي إلى زيادة في دهنيات الدم ، فترتفع نسبة " التراجلسريد " Triglycerides . [ هي مادة دهنية تتكون بالتفاعل بين الجليسرين و أحماض دهنية ]
كما ترتفع نسبة الكوليسترول مما يؤدي إلى زيادة كمية الدهون الممتصة من الأمعاء إلى الكبد ، و بالتالي تفقد الكبد قدرته على أكسدة الأحماض الدهنية و تحويلها إلى طاقة ، كما تفقد الأنسجة إنزيمها الخاص بإزالة المواد الدهنية أو تعطل وظيفة هذا الإنزيم فيؤدي ذلك إلى عدم قدرة الأنسجة على تخزين الدهون .
و يصاب بعض مدمني الخمور بمرض " زيف " Zeive و هو مرض خطير لا يصيب سوى المدمنين . [ هذا المرض يؤدي إلى فقر دم شديد نتيجة تكسر كريات الدم الحمراء في مجرى الدم و في الطحال بكمية هائلة تفوق تلك التي تتحطم في الشخص الطبيعي مرات عديدة ، و ينتج عن زيادة تحطيم كريات الدم الحمراء و ما بها من خضاب هيموجلوبين زيادة كبيرة في المادة الصفراء ، مما يسبب اصفرار الجسم … و تتضخم الكبد و تكون مؤلمة عند اللمس .
و حيث أن شرب الخمور يرفع نسبة الدهون في الدم و هذا بالتالي يؤدي إلى ترسيب الدهنيات تحت الغشاء الداخلي للأوعية الدموية فيضيق الوعاء الدموي ، و من ثم يؤدي الضيق إلى الاختناق و الجلطة .
و هكذا يتبين أن الخمر يؤدي إلى جلطات القلب و المخ و إلى تصلب الشرايين بصورة عامة ، لا إلى علاجها كما توهم البعض .
و إذا كانت الخمور تساعد مؤقتاً على تمدد الأوعية الدموية ، و لا سيما المنتشرة تحت الجلد فإنها تفقد هذا التأثير بالنسبة للشرايين التاجية المغذية للعضلات.

كما أثبتت التقارير العلمية مؤخراً .
و مما هو جدير بالذكر أن جلطة القلب هي السبب المباشر لموت الفجاءة ، إذ أن ستين في المائة من الوفيات الناتجة عن جلطة القلب تحدث في الساعات الأولى من الإصابة … و ان ثمانين في المائة من الوفيات تتم قبل مضي أربع و عشرين ساعة على الجلطة .
و إذا عدنا للنظر في علة تحريم تناول الخمر و لو قليلاً و ما تضمنه هذا التحريم في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما أسكر كثيره فقـليله حرام " الذي سبق أن أشرنا إليه … نتبين السبب الذي اكتشفه العلم الحديث أخيراً من أن شرب الخمر و لو بكميات قليلة بانتظام يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم ، و يؤدي ذلك إلى زيادة إفراز " الكورتيزول " و " الكاتيكول أمينيس" … و لقد ذكرت المجلة الطبية لأمريكا الشمالية أن الخمر تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم بمجرد شربها و ل ولمرة واحدة .. و أرجعت ذلك إلى زيادة في هرمون " الرينين " Renein و " الألدسترون " Aldosterone و " الكاتيكول أمينس " .






التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

آخر تعديل mustapham يوم 2010-02-20 في 17:27.
    رد مع اقتباس