عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-10-09, 23:44 رقم المشاركة : 12
فطيمة المراكشية
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية فطيمة المراكشية

 

إحصائية العضو







فطيمة المراكشية غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: يوميات القاسم | فطيمة المراكشية


الحلقة الثامنة

- تفضل حبيبي أولا أعرّفك بنفسي :
إسمي أبلة فاطمة والكل هنا ينادوني ماما
سوف نبدأ بأول مكان والذي هو أهم مكان في الدار
تفضل أيها الرجل الكبير .. هذه مكتبة , أرأيتَ القاسم كم فيها من الكتب ؟

- نعم .. وأين الألعاب ؟

- الألعاب في مكان آخر سوف نذهب إليه لاحقا
انظر هذه الكتب تحتوي على قصص الأطفال التي يمكنك قراءتها أو تقرؤها لك الماما
وهذه دفاتر للتلوين , وهذه مجموعة كتب ... لحظة أفتح لك واحدا منها كي ترى بنفسك ما تحتويه
انظر .. هنا على هذه الصفحة بيت وحديقة
إذا ضغطت هنا سوف تتبعثر أجزاء الصورة وتصبح مرقّمة
وإن أردت تجميع الصورة من جديد حتى يعود بيتا وحديقة كما كان
عليك الضغط على هذا الزر من حافة الصفحة على الرقم المناسِب للقطعة وتؤشر على مكان القطعة وسوف يأخذ مكانه
وإن ضغطت الرقم الغير مناسب سوف تسمع رنّة تعني أنك أخطأت .. فأعد المحاولة
هل تريد أن تجرّب اللعبة ؟

- نعم نعم أحب أن ابني البيت من جديد

- طيب اجلس هنا على هذه الطاولة وابدأ ,,
بعثرها من هنا وابني بيتك من هنا
وسوف تمنحك الأبلة هية إذا أكملت اللعبة
- شكرا ماما أبلة فاطمة
- ماما .. وأبلة .. وفاطمة ؟ كلها مع بعض ؟ كثّر الله خيرك يا ابو الخير

- حفظك الله ابلتنا أرحتينا من أسئلته
- أم القاسم , أنت اليوم ضيفتنا الوحيدة وأنا متفرّغة ..
ما رأيك أن نجلس في مكتب المكتبة بينما القاسم يقوم بالبناء
- إيه والله أختاه أنا أيضا أريد أن أطرح عليك بعض الأسئلة الخاصة بهذه الزيارة
ربما سوف تكون نقاطا مهمة للبحث الذي أجهّزه ..

- من عيوني أم القاسم ..
تفضلي اجلسي وتفضلي بالسؤال الأول

- لحظة إذا ممكن أخرج مذكرتي والقلم , لأن ذاكرتي لن تحفظ من الحوار إلا القليل ,يبدو أنني بدأت أتزهمر
- بعيد عنك السوء , إذا عن الزهايمر , فقد سبقتك إليه ووقّعتُ معه معاهدة الصداقة بوفاء وإخلاص

- سؤالي الأول :

الأطفال المتخلى عنهم لا يخلوا منهم أي مجتمع عربي كان أو غربي

أين وصلت إحصائيات الأطفال المتخلى عنهم في المغرب بالخصوص ؟

- حالة الأطفال المتخلى عنهم يمكننا أن نسميها ( الأمهات العازبات ) حتى تبقى التسمية الأصل
فالأم العازبة هي التي تنجب خارج إطار الزواج لدوافع سنذكرها فيما بعد

آخر إحصائية تقول :

أن عدد الأمهات العازبات في العام 2009 بلغ 27200 مقارنة بنحو 11000 أم عازبة في العام 2008.
ونحن في سنة 2014 ما يعني أن العدد قد تضاعف , مما يشكّل مخاوف كبيرة لدى كل أطراف المجتمع
والعدد الذي تم رصده ظاهرا هو ولادة تقريبا 180 طفلا إلأى 220 في اليوم وما خفي أكثر ..

- طيب ما هي الأسباب التي تدفع الفتاة إلى الإنجاب خارج اللإطار الشرعي ؟

- أولا الجهل , ثم الفقر , فـ ( الإنحراف ) , وأستسمح عن هذا اللفظ

لأن الإنحراف في بعض الأحيان تتخذه الفتاة كلعبة تتسلى بها فقط
ولا تنتبه أنها تمشي في طريق الخطأ إلا بعد أن تحس بتحرك الجنين في أحشائها
عندها تبدأ في التفكير في الحل وليس في الأسباب

والحل الوحيد في رأيها هو قرار التخلي عن المولود مباشرة بعد ولادته
فإما أن تتركه على قارعة الطريق أو في مكان مهجور أو أمام مسجد أو أمام باب دار للايتام
يمكننا أن نعتبر هذا طبيعيا إن تركت الطفل هذا على قيد الحياة
أما إن قتلته ورمته فهذه طامة أخرى تضاف إلى طامة أصل المشكلة
هنا عندما تقع بين يدي العدالة سوف تحاكَم كقاتلة ويُتخذ فيها الإجراء اللازم
هذه هي الأم المنحرفة

نأتي لسبب الفقر : غالبا نجد الأم العازبة تكون قد خرجت للدعارة لأجل لقمة العيش على حد تعبيرها
لكن هذا ليس بـ عذر , فأسباب العيش الحلال متوفرة وكثيرة كان يمكنها أن تتخذ أحدها
ومن منطلق فكرتها وتطبيقها يحدث الحمل , فتضيف مشكلة أخرى ليس لها حل
فلا تجد إلا التخلي عن طفلها فتختار له المكان والزمان الذي تراه هي مناسبا

أما الجهل : فإن الأم العازبة ليس بالضرورة أن تكون منحرفة أو فقيرة
بل تكون قد اتخذت صديقا وجمعتهما اللحظات الغير شرعية فينتج عنها حمل
فهي الأخرى تتخلى عن طفلها بعد الولادة مباشرة

وفي الحالات الثلاث , الضحية الأولى هو الطفل المتخلى عنه
فإنه يجد نفسه وهو يكبر بلا هوية ولا أهل ولا نسب
فالمجتمع لا يقبل الأم العازبة نهائيا وينبذها بعد إصدار الأحكام عليها تزيد من تفاقم مشكلتها

دون أن ننسى أن تلك الأم هي ( أم ) حتى لو أنها تخلّت عن طفلها في لحظة خوف من المجتمع الذي يرفض حمل الفتاة خارج النطاق الشرعي
فإنه يبقى قطعة منها وفلذة كبدها , لابد في يوم من الأيام أن تسأل عنه ولو من بعيد
لتطفيء النار التي تأكل قلبها كأم .. ربما تجد مكانه في حالة إن تابعته في الخفاء من أول يوم تخلّت عنه وعرفت من أخذه وإلى أين ..
وربما لن تعثر عليه أبدا , فتبقى طوال عمرها تبكي دما لأجله ,
وكلما زادت السنين تكون قد رسمت له في قلبها وذهنها صورة لا تزيدها إلا شوقا إليه
هذا من الناحية السيكولوجية للأم , وأيضا الطفل إن علم أنه مجهول الوالدين فنفسيته لن تكون في أفضل حال من نفسية أمه البيولوجية ..
وتكون الحالة أو الحدث قد نتج عنه إثنان محطمان نفسيا والعقدت هذه لن تُحل

- طيب أبلة وآسفة على إزعاجك
- بالعكس أم القاسم أنا جدا سعيدة بهذا الحوار

- ماماااا .. تعالي ساعديني في الرقم 18 لم أجده أريد إكمال بناء الحديقة
- عيب حبيبي لا ترفع صوتك في المكتبة , بعض الأطفال يقرؤون الكتب لا تزعجهم
- طيب ماما أين رقم 18 ؟
- هذا هو .. ضعه هنا وإن ناديتني مرة أخرى لن تحسب لك الأبلة الفوز سوف تحسبه لي أنا وآخذ الهدية

- آسفة أختي فاطمة على قطع حديثة هل يمكننا الإستمرار ؟
- طبعا تفضلي أم القاسم

- هل هناك جمعيات أو منظمات يمكنها أن تهتم بتوعية الأمهات العازبات ؟

- نعم توجد جمعيات نسائية أشهرها جمعية ( إنصاف للدفاع عن حقوق المرأة ) و جمعية ( التضامن النسوي ) بالدار البيضاء
ذكرتُ مدينة الدار البيضاء بالخصوص لأنها هي المدينة التي تضم أكبر عدد من الأمهات العازبات
هذه الجمعيات وبشراكة مع منظمة الأمم المتحدة تسهر على إيواء الأمهات اللواتي يحتفظن بأطفالهن
تباشر مساعدتهن ماديا ومعنويا , حتى يستطعن تجاوز الأزمة ,
وحتى يعين الأسباب التي دفعت بهن لما وصلن إليه , كي يتفادينها لاحقا ولا تتكرر

ولكن المشكلة تكمن أن هذه الجمعيات لا تلجأ إليها إلا القلّة
لأن في الغالب الأم العازبة لا تريد أن يتفتضح أمرها فتصمت للأبد ..
وتستمر في معالجة مشكلتها بنفسها وهذا لن ينفعها إن لم تكن تحت إشراف المختصين في مجال التربية والتوعية الإجتماعية ..

- طيب .. الطفل المتخلى عنه ما هو حقه القانوني ؟


تاابع



..



















التوقيع

آخر تعديل فطيمة المراكشية يوم 2014-10-21 في 20:00.
    رد مع اقتباس