نتابع


- قاااسم ..... باص الروضة وصل أين أنت ؟
- لحظة ماما ... أمشط شعري
- ألم أمشّطك قبل قليل ؟
- نعم ماما ... لكن لم تعجبني التسريحة أريد تسريحة سبّايكي ..
- سبّااايكي !!؟ ... من سبّايكي هذا ؟
- يعني الشعر منفوش وملخبط ومثل المسامير من المقدّمة ..




- وهل هذه تسريحة برأيك ؟ انزل يا معكوس أنا أمشّط شعرك وأنت تمسمره !! أنزل يالله ..

نزل الصغير وكأن عاصفة ضربت بشعره , أو كأن أحدا قام يتنتيفه في معركة ..

_ يمّة ! ما هذا ؟ أذهب امشط شعرك , أو تعاااال هنا أمشطه أنا ,, الباص ينتظر وكأنه ملك أبوك

الراوي _ بدأت الأم في الغلط ههه .. أدخلت الأب في الخط واليوم صباحا
يبدو أن هذا الزوج العزيز قد تسبب لها بحدث استحق تصويبة سهم صباحي

طييييط .. طيييط ..
- يا مدام هل قاسم سيأتي أم نذهب ؟

خرج القاسم يركض ودموعه تكاد تنهكر ,,

- انتبه لنفسك ولدي ولا تنس الساندويش كُلها في الإستراحة
لا تشتري أي شيء من البوفيه ... فقط العصير

- فففف .. حااااضر
- لا تنطق هذه الأففف سوف أعاقبك عليها إن قلتها مرة أخرى
- اافففف .. حااااضر

- ما هذا الصباح ؟ لقد شدّ أوتار أعصابي هذا الصبي العنيد , سوف يجنني وهو ما يزال في البيض ..
الناس تصطبح بصباح رب العالمين ونحن نصطبح بالسبّايدر أو السبّيكي أو ما أدري ما هذه التسميات
ربنا يطوّل في عمرك يا أمي , كانت تشد شعري شدا بالظفيرة تبدأها من المقدمة إلى الخلف وتربطه بالأستيك حتى يتطرطق الجلد
ولاااا نتكلم , لأن الإعتراض يعني ضربة على القفا بصندل أو إبريق ..
معها حق , فشعري أيضا يستحق , كان منظره بدون تمشيط كالشمس المشرقة ,, ودائما ضد الجاذبية ..

الراوي _ والله يا أم القاسم أعتقد أن أباه من تسبب في جنونك اليوم خخ
الحمد لله .. أم القاسم اعترفت بعوامل الطبيعة فوق رأسها : شمس وجاذبية هع


بدأت أم القاسم تكلم نفسها :

أقول له لا داعي لترهقني بهذه الرحلة أنا والولد سوف تقطع عنه حضوره الدراسي
يقول لي : لن أذهب لوحدي وأترككم هنا
أقول : كيف هنا وهل نحن في الشارع أو في جزيرة منقطعة ؟ دع أحدا غيرك ينوب عنك
يقول : لا أحد يعرف المهمّة أكثر مني
- طيب يا أخي كيف سيتحمّل الولد تلك الصحراء لمدة أسبوعين بلا مكيف ولا حمام ولا كهرباء
يقول : الولد إذا لم يعش التجارب الصعبة لن يصبح رجلا , سيكون هو والفتاة سواء ..
اللهم ارزقني الصبر ياارب هذا ليس زوجي بل سندباد البري ..

الراوي _ ألم نقل أن سّي سيد هو صاحب هذا الصباح المُرعد .. هع

- أم باسم .. يا أم بااسم .. تعالي ساعديني في إنجاز وجبة الغذاء

الساعة تشير إلى الواحدة والنصف
طيييط .. طيط

- يا ساتر ها قد أتى صاحب السبّايدر
- جوعاااان
قل السلاااام عليكم , قل مرحبا ماما .. عندما تدخل من الباب في أي وقت ألقِ التحية أولا يا ولدي
- ف .. السلام عليكم جوعااان
- ألم تأكل السندويتش في الإستراحة ؟
- أكلتها مع صديقي خالد نسي وجبته في البيت
- شااطر ولدي , يجب أن تعطي لأصدقائك من وجبتك ومن مصروفك أيضا
- مصروووفي ! أعطيهم فلوسي !!
- نعم ولدي ليس كلها , بل أعطي لمن يحتاج جزءً وأبقِ لك جزء ..
- ماما .. ولكن أصدقائي ليسوا متسولين في الشارع
- نحن لا نعطي للمحتاج الذي في الشارع فقط , بل حتى لأصدقائنا وإخواننا وأعمامنا وأي شخص طلب منا ذلك
- ولماذا أعطيهم شيء ملكي ؟
لكي يسعدون كما نسعد نحن فبعض الناس لا يملكون نقودا لشراء الثياب
نحن نملكها يجب أن نعطيهم ليشترون ما يريدون
وبعض الأطفال لا يملكون لعبة
أنت لديك لعبا كثيرة يجب أن تهديهم بعض ألعابك حتى يفرحوا أو بعض نقودك حتى يشتروا لهم لعبة ..
وايضا عندما تعطي الهداي سوف يحبونك , والحب شيء جميل جدا

- أتتني فكرة يا ولدي بهذا الخصوص سوف أخبرك بها بعد الغذاء وبعد أن تنجز واجباتك المدرسية
- لا ماما قووولي قووولي الآن بعد الغداء بعيد جدا وأكره الإنتظار ..
- قلت بعد إنجاز الواجبات ويجب أن تتعلم الصبر والإنتظار أيضا ..
لا أحب ولا أحب وكأنك سنفور الغضبان ..

- ففف ............
- القاااسم .. ماذا قلت لك عن هذه الأففف ؟
- لم اقلها ..
- أتكذب على الماما ؟ >> قالتها بغضب
- أسف ماما قلتها ولن أكررها
- وعد .
- نعم وعد



نتابع