عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-19, 19:54 رقم المشاركة : 214
habib abousami
أستـــــاذ(ة) مشارك
إحصائية العضو







habib abousami غير متواجد حالياً


افتراضي رد: يا habib abousami ما هو آخر كتاب قرأته ؟؟؟


عذرا للأخ المشرف ..بعد شهور سأكتشف رسالتك حول مقروئي الأخير..وأفرحني تجاوب إخوة كثر مع سؤالك..يالها من صدفة عجيبة !! أما آخر كتاب قرأت فهو ( النص والجسد والتأويل) لفريد الزاهي/ نشر أفريقيا الشرق/ البيضاء/2003..الكتاب متميز في مجاله ، بحيث يطرح قضايا الجسد من مداخل متعددة أدبية ، هوياتية ، سيميائية ، تأويلية ، بلاغية. أسماها النقد المعرفي بما هو متعدد الاختصاصات .قدمت في ستة فصول ، جمع فيها بين أعناق الجسد والنص والتأويل ن وجاءت كالآتي :
- الجسد وقضايا النص
- الرمزية والتأويل
- التأويل الإسلامي : المبادئ والقضايا
- النص والضرورة التأويلية
- الجسد من الذاكرة الرمزية إلى المتخيل
- الجسد والغرابة ومدارات السخرية
قراءة ممتعة لعشاق الحروف السوداء...شكرا على الفكرة ولصاحبها. وأختتم بإهدائكم مقال الصحفي عبد الحميد اجماهري الذي صدر اليوم في الاتحاد الإشتراكي ، ضمن ركنه ( كسر الخاطر )
حكم العائلات

عبد الحميد جماهري
قدر الفقراء أن يتقدموا إلى الحياة فرادى، واللحظات التي يجتمعون فيها، عادة ما تكون قريبة من الموت. يجتمعون في رتل يذهب إلى الجبل للدفاع عن البلاد، أو يتحلقون حول بعضهم في النقابات والإضرابات لتحصدهم الرشاشات في ظهيرة يوم حاسم. هؤلاء الفقراء تتربص بهم الحياة في المنعطفات كلها وتسلبهم ما لهم:الحياة..
العائلات السعيدة تكون سعيدة بنفس الطريقة، أما العائلات التعيسة، أي الفقيرة، فإن كل واحدة منها تعيش تعاستها بطريقتها التي تختلف عن الأخرى..
هكذا تتقدم العائلات الفقيرة المسكينة،
الفقراء لا يفكرون جماعة، عكس الأثرياء،
في بلادي الأثرياء يتقدمون جماعات جماعات، أو بالأحرى يتقدمون عائلات عائلات. وقد ذكرنا صلاح الوديع في حواره مع «الجريدة الأولى» بأن «حكم العائلات» حدث دائم في البلاد.
تأملت التصريح، وتذكرت عائلات استثنائية، لم تحكم، بل كانت عائلات من دم وتراب وشرف: أولاها عائلة المانوزي: كان هناك إصرار كبير على اجتثاثها، بعد إبراهيم، اختفى الحسين. الأول لم يستطع الاستعمار أن يركعه، ولم يقتله، وجاء أوفقير لكي يركعه وعندما رفض المسايرة، اتهم بالمشاركة في انقلاب 1971: وكان الاغتيال.
عائلة الوديع نفسها، من آسية إلى صلاح، مرورا بعبد العزيز، والوالد والوالدة ثريا، التي تربعنا طويلا في أسطورتها مثل قطط ثورية غير أليفة،
عائلة الجعواني، عائلة الجدايني، بوجدة، وعائلة وزان بفجيج، وعائلة أمزيان في الأطلس.. وأعتذر عن كل العائلات التي لم أذكرها الآن، لأنها تستحق اعتذارنا جميعا!
عائلات لم تحلم سوى بحبها لهذا البلد، وحكمت عليها البلاد بانتظار أفق آخر..
وهناك عائلات طلعت من المغرب العميق، واستطاعت أن تبني الرخاء، وظلت محتفظة بحبها للبلد، ومحتفظة بالوطنية وبالقيم الكبرى للمغرب، وتقف دوما لصالح المغرب وتحمل القيم التي يحملها كل المغاربة وتعشق البلاد كما لا تعشق شيئا آخر، عائلات جد محترمة وتحتفظ بتامغرابت حقيقة في دمها ولغتها وحركاتها، وفي أفراحها وفي أقراحها.. وهي لا تحكم، بل تنتج شيئا ما للمغرب يفتخر به..
وعائلات كثيرة عندنا مثل آل كينيدي، أو أكثر وعائلات نبتت مع فطر النخب الجديدة، وأخرى عبرت الاستعمار بسلام يثير الريبة ويبعث على التأمل.
والحال اليوم أن العائلة ربما قد تكون أقوى حزب في المغرب.
فالأب الذي اعتدنا أن نسمع المسيحيين يباركونه في السماوات: بوركت أبانا الذي في المساء، نزل إلى البورصة وإلى الفيرما وإلى البانكة وإلى الأحزاب وإلى السياسة وإلى المجتمع وإلى السهرات.
بوركت أبانا الذي في الإيديولوجيا وفي المال،
في الدولار وفي فيينا،
في البورصة وفي المجالس،
في كتاب علي بنحدو، الذي سبق لنا أن قدمنا أجزاء مترجمة منه في سنوات خلت. يتحدث صاحب «المغرب، نخبة المملكة» عن كون رجال السلطة في المغرب، والسلطة هنا بالمعنى الحاسم، ينتمون إلى 50 عائلة غنية ومعروفة في البلاد، وأن 70 % منهم يتزوجون فيما بينهم، في ما يشبه الطبقة النقية والعريقة للسلطة والمال. وقد ظلت الزيجات تهتم بهذا المنطلق الذي يجعل كل شيء قريبا من السلطة هو المعيار.
وبطبيعة الحال هناك شيء اسمه التاريخ جاء بالكثير من الأشياء إلى القرن الذي نعيشه، وجاء في حقيبته الكبيرة بعائلات وخزائنها مازالت إلى اليوم، وهي جزء من هذا التاريخ نفسه، وربما حان الوقت لحديث منزوع العواطف والتشنجات حول الموضوع، حتى لا نسمع التشكيات من الذين لهم اسم من أسماء المغرب الحسنى..!.
وحتى بالنسبة لبعض العائلات التي نبتت من عمق التربة الخارجة عن دائرة المخزن دخلت في المحقن العام، ورأىنا كيف أن المرحوم ادريس البصري تزوج من فتاة السليماني القريبة من رئيس المحكمة العسكرية ومدير ديوان أوفقير.
بعض الفقراء يخطط الله سبحانه وتعالى لسعادتهم، فيضع في طريقهم إشارات مرور إلى..
طبعا قد يبتسم الفقراء وهم يقرأون هذا، لأنهم سيدركون بالطبع أنه لا يمكن لواحد من هؤلاء أن يلتقي بواحدة من أولائك في السويقة أو بالقرب من بائع النعناع، والفضاء هنا يخلق اسبابه .
والكل مرتبط بالدولة وبالسلطة المركزية، لأن ذلك لا يتم دوما حسب خطط الناس، ونحن ندرك بأن المخزن في جزء منه هو علاقة بيو-إدارية، أي أن البيولوجيا تتكيء على الإدارة من أجل خلق هذا المسار الذي تعارفنا على تسمياته بالمخزن.
وسيكون من المفيد أن تتكسر السلسلة البيولوجية الإدارية من أجل مغرب للجميع.. فلعل القصص الرهيبة عادة ما تكون قصص العائلات.، سواء وهي تصنع صراع الطبقات أو تصنع صراع المصالح.
وعلى كل، والتحول الأعمق سيبدأ من هنا بالذات وليس من دائرة تاريخية أخرى، وتبقى المدرسة العمومية أو غير العمومية المجال العائلي الوحيد للفقراء، وهذه قصة أخرى أكثر دموية
.

2/19/2010





    رد مع اقتباس