عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-09-22, 18:43 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي دينامية الجماعة


مجال التربية من المجالات الأكثر استفادة من الدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية، خصوصا علم الاجتماع، وعلم النفس، أو العلوم السلوكية، كما تفضل المدرسة الأنجلوساكسونية أن تسميه. أما علم النفس الاجتماعي، فقد وجد ضالته في ميدان التربية كميدان خصب لدراسة التمثلات والجماعات وكل ما يتصل بالإنسان نفسيا واجتماعيا.

من هنا، جاءت تطبيقات علم النفس الاجتماعي في المدرسة، من خلال عدة مباحث، منها مبحث "دينامية الجماعة"، بحكم أن المدرسة تضم جماعة أو جماعات قابلة للملاحظة، بعد أن كانت بالمجموعات الصغرى في المقاولات وغيرها.

مفهوم الجماعة هنا لا يعني مجموعة من الأفراد كيفما كانت، بل هناك على الأقل شرطان ينبغي توفرهما حتى ينسحب مفهوم الجماعة على مجموعة ما.

أول الشرطين وحدة الهدف، أي أن يكون لأفراد المجموعة هدف موحد ومشترك، وثاني الشرطين أن يكون هنالك تفاعل بين الأفراد من أجل تحقيق ذلك الهدف. وهذا الشرطان هما ما يجعل من مجموعة المتعلمين داخل القسم جماعة، وليس الأمر كذلك بالنسبة لمجموعة من الأفراد يشاهدون فيلما في قاعة السينما،أو مجموعة من الأفراد بصدد التسوق داخل سوق أو متجر. ففي حالة القسم، يتمثل التفاعل في مشاركة المتعلمين في سير الدرس عبر طرح الأسئلة والإجابة والتعاون بينهم وتصحيح بعضهم، وأي نشاط آخر يقومون به في سياق التعلم.

بخلاف هذا، ليس هناك أي تفاعل بين الأفراد في قاعة السينما مثلا، إذ المشاهدة تتم لفرد واحد في استقلال تام عن باقي الأفراد. بصيغة أخرى، وجود فرد أو عدد من الأفراد لا يؤثر. ويظهر أن وحدة الهدف متوفرة، لكن ينقص شرط التفاعل.

إن للجماعة دينامية غير عشوائية تنتظم من خلالها العلاقات بين الأفراد، لكنها لا تظهر سوى بعد الملاحظة العميقة. لذلك، من شأن التعامل مع القسم كجماعة أن يسهل ملاحظة الظواهر الاجتماعية في حيز صغير، كما قد يمكن المدرس من وضع يده على مفاتيح تسيير وتنشيط جماعته، وأيضا على العوائق التي تكبح تطور المتعلمين. وهذا يحصل بعد تحديد أربعة أصناف من الأفراد داخل الجماعة:

1. الزعيم الإيجابي، وهو التلميذ النجيب والمتخلق، وصاحب التأثير في من حوله من التلاميذ. إذا تمكن المدرس من تحويله إلى شخصية محورية، فسيكون لذلك أثر إيجابي.

2. الزعيم السلبي، وهو التلميذ صاحب التاثير السلبي في الآخرين، والذي يتزعم كل عمليات الإزعاج، عن طريق إضحاك التلاميذ مثلا، أو حثهم على العصيان، أو التغيب، وهذا العنصر ليس له أي أثر إيجابي على التعلم. وإذا نجح المدرس في تكسير خطته أو عزله، سلوكيا طبعا، فستكون لذلك نتائج حسنة.

3. العنصر المنعزل، وهو التلميذ الذي يعزل نفسه جسديا أو وجدانيا. وعلى المدرس أن يكون متيقظا في هذه الحالةن وينتزع هذا العنصر من عزلته.

4. العنصر المهمش، ويختلف عن المنعزل من حيث أنه يسعى إلى إثبات حضوره، لكنه لا يعار انتباها من لدن التلاميذ أو المدرس. ويجب على المدرس في هذه الحالة أن يحرص على إخراج العنصر المهمش من حالة التهميش.

بقلم: روبن هود





    رد مع اقتباس