عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-08-21, 21:49 رقم المشاركة : 25
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: قصص زواج نبينا محمد صلى اللـه عليه وسلم من أمهاتنا رضي اللـه عنهم.زيجات الرسول محمد.


عن عروة عن عائشة قالت: >جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار

أزوجهن شيئًا

قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل.

قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره إني أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره، وبجره.


قالت الثالث: زوجي العشنق، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق.

قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة، لا حر، ولا قر، ولا مخافة، ولا سآمة.

قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد.

قالت السادسة: زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث.

قالت السابعة: زوجي غياياء، أو عياياء، طباقاء، كل داء له داء، شجك، أو فلك، أو جمع كلا لك.

قالت الثامنة: زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب.

قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد.

قالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح،

وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك.

قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع فما أبو زرع، أناس من حلي أذني، وملأ من شحم عضدي،

وبجحني فبجحت إلى نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق، فجعلني في أهل صهيل، وأطيط،

ودائس، ومنق، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنح.

أم أبي زرع فما أم أبي زرع؟ عكومها رداح، وبيتها فساح.

ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمثل شطبة، وبشبعه ذراع الجفرة.

بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها وطوع أمها، وملء كسائها، وغيظ جارتها.

جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع؟ لا تبث حديثنا تبثيثا، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا

تعشيشا.


قالت: فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت

خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها.

فنكحت بعده رجلًا سريًا، ركب شريًا، وأخذ خطيا، وأراح على نعمًا ثريَا، وأعطاني من كل رائحة زوجًا،

وقال: كلي أم زرع وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع.

قالت عائشة: قال رسول الله ×: >كنت لك كأبي زرع لأم زرع<( ).

غريب الحديث:

قولها: زوجي لحم جمل غث: أي لحم مهزول، على رأس جبل وعر: أي صعب الوصول إليه،

والمعنى: أنه قليل الخير. لا سمين فينتقل: أي تنقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه، بل يتركوه رغبة

عنه لرداءته، ولا سمين فينتقى: أي يستخرج نقيه.

قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره، إني أخاف ألا أذره: أي لا أنشره وأذيعه. عجره وبجره: أي عيوبه.

الثالثة: زوجي العشنق: الطويل، ومعناه ليس فيه أكثر من طول بلا نفع. إن انطق أطلق، وإن أسكت

أعلق: فإن ذكرت عيوبه طلقني، وإن سكت عنها علقني، فتركني لا عزباء ولا مزوجة.


قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولامخافة ولا سآمة: وهذا مدح بليغ معناه: ليس فيه


أذى، بل هو راحة ولذاذة عيش، كليل تهامة لذيذ معتدل، ليس فيه حر ولا برد مفرط، ولا أخاف له


غائلة لكرم أخلاقه، ولا يسأمني ويمل صحبتي.


قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد، وهذا أيضًا مدح بليغ، تصفه: إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة

في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه، وما بقي، وشبهته بالفهد لكثرة نومه، يقال: أنوم من فهد.

ولا يسأل عما عهد: أي لا يسأل عما كان عهده في البيت من ماله ومتاعه. وإذا خرج أسد: وصف له

بالشجاعة، ومعناه: إذا صار بين الناس، أو خالط الحرب كان كالأسد.


قالت السادسة: زوجي إن أكل لف: اللف في الطعام الإكثار منه مع التخليط من صنوفه حتى لا


يبقى منها شيء. وإذا شرب اشتف: الاشتفاف في الشرب: أن يستوعب جميع ما في الإناء.


ولا يولج الكف ليعلم البث: قال أبو عبيد: أحسبه كان بجسدها عيبٌ، أو داءٌ كنّت به، لأن البث:


الحزن، فكان لا يدخل يده في ثوبها ليمس ذلك فيشق عليها؛ فوصفته بالمروءة وكرم الخلق.


وقالت السابعة: زوجي غياياء أو عياياء: وهذا الذي لا يلقح، وقيل: هو العنين الذي يعيبه مباضعة

النساء ويعجز عنها. طباقاء: المطبقة عليه أموره حمقًا. شجك: أي جرحك في الرأس. فلك: أنها معه


بين شج رأس، وضرب وكسر عضو، أو جمع بينهما. كل داء له داء: أي جميع أدواء الناس مجتمعة فيه.


قالت الثامنة: زوجي الريح ريح زرنب: نوع من الطيب معروف. المس مس أرنب، المس مس أرنب؛


صريح في لين الجانب وكرم الخلق.


قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد: أصل العماد عماد البيت، أي بيته في الحسب رفيع قومه. طويل


النجاد: تصفه بطول القامة.


والنجاد: حمائل السيف، فالطويل يحتاج إلى طول حمائل سيفه، والعرب تمدح بذلك.


عظيم الرماد: تصفه بالجود، وكثرة الضيافة من اللحوم والخبز، فيكثر وقوده فيكثر رماده. قريب البيت


من النادي: وصفته بالكرم والسؤدد؛ لأنه لا يقرب البيت من النادي إلا من هذه صفته؛ لأن الضيفان

يقصدون النادي، واللئام يتباعدون من النادي.


وقالت العاشرة: زوجي مالك... له إبل كثيرات المبارك: له إبل كثيرة فهي باركة بفنائه. قليلات


المسارح: لا يوجهها تسرح إلا قليلًا قدر الضرورة، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك: أرادت


أن زوجها عود إبله إذا نزل به الضيفان؛ نحر لهم منها.


قالت الحادية عشرة... أناس من حلي أذني: النوس: الحركة من كل شيء متدل، ومعناه: حلاني


قرطة وشنوفًا فهي تنوس، أي: تتحرك لكثرتها.



وملأ من شحم عضدي: أسمنني وملأ بدني شحمًا. بجحني فبجحت إلي نفسي: عظمني

فعظمن عند نفسي.


وجدني في أهل غنيمة بشق: تصغير الغنم، أرادت أن أهلها كانوا أصحاب غنم لا أصحاب خيل وإبل؛

لأن الصهيل أصوات الخيل، والأطيط أصوات الإبل وحنينها، والعرب لا تعتد بأصحاب الغنم، وإنما


يعتدون بأهل الخيل والإبل.


قولها: بشق، أي: بشظف من العيش وجهدٍ.



دائس: هو الذي يدوس الزرع في بيدره.


فعنده أقول فلا أقبح: لا يقبح قولي فيرد، بل يقبل مني. وأرقد فأتصبح: أنام الصبحة، وهي بعد


الصباح، وأشرب فأتقنح، وقيل: فأتقمح: أروى حتى أدع الشراب من الشدة الري.


عكومها رداح: العكوم؛ الأعدال والأوعية التي فيها الطعام والأمتعة. رداح: أي عظام كبيرة. وبيتها


فساح: واسع. مضجعه كمسل شطبة: أي ما شطب من جريد النخل أي: شق، وهي السعفة؛ لأن


الجريد تشقق منها قضبان رقاق. تشبعه ذراع الجفرة. الجفرة هي: الأنثى من أولاد المعز.


طوع أبيها وطوع أمها: أي مطيعة لهما منقادة لأمرهما.


ملء كسائها: أي ممتلئة الجسم سمينة، غيظ جارتها: أي ضرتها.



لا تبث حديثنا تبثيثًا: أي لا تشيعه وتظهره، بل تكتم سرنا وحديثنا كله، ولا تنقث ميرتنا تنقيثًا.

الميرة: الطعام المجلوب، ومعناه: لا تفسده ولا تفرقه، ولا تذهب به، ومعناه: وصفها بالأمانة.


ولا تملأ بيتنا تعشيشا: أي لا تترك الكناسة والقمامة فيه مفرقة كعش الطائر، بل هي مصلحة

للبيت، معتنية بتنظيفه.


الأوطاب تمخض: الأوطاب: جمع وطب، وهي أسقية اللبن التي يمخض فيها.


فنكحت بعده رجلًا سريًا: أي سيدًا شريفًا، وقيل: سخيًا.


ركب شريًا: هو الفرس الذي يستشرى في سيره، أي: يلج ويمضي بلا فتور ولا انكسار.



وأراح عليّ نعمًا ثريًا: أي: أتى بها إلى مراحها وهو موضع مبيتها.



والنعم: الإبل والبقر والغنم. وأعطاني من كل رائحة زوجًا، مما يروح من الإبل والبقر والغنم والعبيد.


زوجًا: أي: اثنين... ميري أهلك..أي: أعطيهم وأفضلي عليهم وصليهم.


قوله : >كنت لك كأبي زرع لأم زرع<.


قال العلماء: هو تطيبٌ لنفسها، وإيضاحٌ لحسن عشرته إياها، ومعناه: أنا لك كأبي زرع.


قال أبو عمرو: ولعائشة رضى الله عنها في هذا الحديث من الفضائل :


1- إصغاء النبي
لحديثها دون ملل ولا ضجر.
2- ملاطفته لها ’.


3- قوله : >كنت لك كأبي زرع لأم زرع< فهذه فضيلة لها ’.

4- قال الحافظ ‘: زاد الزبير في آخره: >إلا أنه طلقها وأنا لا أطلقك<، ومثله في رواية الطبراني.


وزاد النسائي في رواية له والطبراني: قالت عائشة ’: يا رسول الله، بل أنت خير من أبي زرع.


قال الحافظ: وكأنه × قال ذلك تطيبًا لها وطمأنينة لقلبها، ودفعًا لإيهام عموم التشبيه بجملة أحوال

أبي زرع إذا لم يكن فيه ما تذمه النساء سوى ذلك.


وقد وقع الإفصاح بذلك، وأجابت هي عن ذلك جواب مثلها في فضله وعلمه.


يتبع






    رد مع اقتباس