عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-28, 00:17 رقم المشاركة : 1
ابو ندى
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابو ندى غير متواجد حالياً


a3 حْكايْةْ مْتْعْلّم


لعلّ كلّ انسان يحلم بالعودة الى الطفولة، يلعب، يمرح، يتجرّد من أثقال الأعوام و يطير خلف الأحلام فراشة تتذوّق رحيق كل الأزهار.
هذا ما فعلته حين زارتنا جدّتي، استقبلت حضنها الدّافئ، و تمتّعت برؤية تفاصيل الحياة على وجهها البريء.. ثمّ ما لبثت ان استلقيت بجانبها واضعة رأسي على ذراعها النّاعم، طالبة منها أن تحكي لي حكاية كما كانت تفعل
بالماضي يوم كنت استمع لقصصها المشوّقة و أحفظها عن ظهر قلب لأقوم بحكيها بدوري لأصدقائي الأطفال، و أشبع فضولهم بأحداث مشوّقة تفسح المجال لخيالهم الواسع ..
بدأت تحكي جدّتي ممرّرة يدها على خصلات شعري مشعرة ايّاي براحة تسري في أوردتي و تدبّ فيّ الحياة من جديد، قالت :
'' كَانْ يا ما كانْ، فْسالفْ العَصْرْ و الأَوانْ، فْمْدينَة فيها ناسْ من كُلّْ لْوانْ..فيها ناسْ تْكَدْ و تْجَدْ.. و ناس تاكُلْ غِي الْوَاجْدْ.. ناس عْقْلُها حَيْرانْ تالْفْ..و ناس ما تْقولْ غي عْفا اللهْ عمّا سلَفْ.. كانْ فيها دْرِّي صْغيرْ..تزادْ بَعْدْ جَفافْ
عْسيرْ..تْمْنَّاتو النَّاسْ يْكْبْرْ.. وْ لْهْمومْهْمْ يْتْدْبَّرْ..عْزْمُو يْرَبّْوهْ و يْعْلّْمُوهْ.. بالْعْلْمْ وْ الحْكْمَة يْسْلّْحُوه.. المْدينَة كُلْهَا تُجْمْعاتْ.. تْتْناقْشْ عْلى الطُّرُقْ وْ التِّقْنِياتْ..وْكّْلو صْحَابْ الشَّانْ وْ المْعْرْفَة... و صْحَابْ المَالْ و الحَرْفَة.. هَادُو مًضَّارْبينْ
بينَاتْهُمْ.. و كٌلْها يْجيبْ فْكْرَة ضَاعْتْ و لْقَاتْهُمْ..شي يْقُولْ نْتْواصْلٌو مْعَاهْ بالأجْنَبِيَّة.. وْ شِي أَصيلي يْشَدْ فْالعْرْبِيَة.. وْشِي ما يْعْرْفْ اٌصُولْ الحْرُوفْ و المْعَانِي.. يرْكَّزْ عْلَى الدَّرِجَة وْ كْلامْ فَانِي..شِي يْوْرْثُو القديمْ.. وْ شِي بْ جْديدْ باغيهْ
يْضِيمْ.. شِي يْنْقْلْ مْنْ مْدُنْ اخْرى وْ يْتْساءْلْ.. وْ شِي يْحْلْمْ وْ يْقُولْ أَنَا فاعْلْ..دَازْتْ يَّام وْ سْنِينْ عْلَى ذَاكْ الحالْ.. وْ المْتْعْلّْمْ مْسْكين يْهْزلْ وْ همُّو يْثْقَالْ.. يْفْكّْرْ فْالمَاجي يْخَافْ.. اوْ يْرْجْعْ لْمَاضيهْ يْتْلَفْ..قَالُو حْنَا مَا حْنَا.. الْعَدَدْ قْليلْ لْهَادْ
الْمْحْنَا.. نْديرو مَجْلِسْ نْكْبْرو الْعَدَد.. و كُلْهَا يْجودْ بْمَا عْنْدو فْهَادْ الصَّدَدْ.. كُلّْهَا جابْ شْبيهو.. وُصْلُو لْمْيَا (100).. وْ قْرْبُو يْتِيهُو.. لْيَّامْ تْفُوتْ.. وْ الْمْتْعْلَّمْ قْرّْبْ يْمُوتْ.. حْكَايْتُو صَارْتْ كِي الْغْرَابْ.. بْغَا يْصْبْحْ يْمَامَة مَا لْقَا جْوَابْ......
* ايوَا اشْ وْقْعْ اجْدَّة
* جْدَّة نْعْسْتْ فْلّْوْلْ.. مْلِّي بْدَاتْ خْيُوطْ الحْكَايَة تْتْخْبْلْ.. نْعْسْتْ الرَّاوْيَة جْدّة.. وْ خْلّاتْنِي وْ الْمْتْعْلّْمْ نْفْكّْرُو فْغْدَّا.. ''
نظرت الى جدّتي، وجدت عينيها مغمضتين.. قرّرت النوم بجانبها فلم استطع.. شُغِل بالي بحكاية ''المتعلم''، ''ما مصيره؟'' هكذا فكّرت.. ثمّ وضعت رأسي ثانية على ذراعها و بدأت أتمعّن تفاصيل الحياة على وجهها الملائكي..
غزلان قتور





    رد مع اقتباس