هذا حال جميع الطرق بالمغرب، بنيت على حساب أن الجفاف مشكل بنيوي و دائم، بمقاييس مغشوشة و قاتلة أحيانا كثيرة.
أخي أنتم ينقصكم الجسر فقط أما نحن لا طريق و لا جسور: الوحل و الوحل و نعبر على جسر من جدوع الأشجار مكل سنة منذ أول قطرة غيث... و المسافة لمدة ساعة للذهاب صعودا و ساعة تقريبا للإياب نزولا، لأنه لا يمكننا البقاء في الفرعية، بسسب عدم وجود سمن و لا مراحض... أغلب جهدنا يضيع في قطع الطريق... و غالبا لن يشملنا التعويض المزعوم عن المناطق الصعبة و النائية... و الله خير الرازقين.
نحمد الله على الأمطار و لا أحد في المغرب يستطيع أن للأمطار سلبيات بل كلها خير، يكفينا أن نشتري خضرا طرية لا تسقى بماء الواد الحار... المشكل، في الدولة التي لا تعير اهتماما بفك العزلة عن مناطق المغرب غير النافع، عكس المغرب النافع: طرق سريعة و مطارات و ترامويات و سكك حديدة بقروض يدفعها المغاربة كلهم...، و تتهم رجال التعليم بالتقصير في أداء مهمتهم.
أما أهل سوس، فهم أهل الكرم و الإحسان و أنا عملت في الجنوب و رأيت عدد الطرق و الجسور التي شيدها المحسنون من مالهم الخاص، في الوقت التي تبدد فيه الدولة الأموال التي تجمعها من الضرائب التي يدفعها المغاربة أثراؤهم و فقراؤهم، تبددها الدولة على مهرجانات الانحلال الأخلاقي.
رجال التعليم من الطبقة المثقفة في المغرب و التي لا يليق بها أن تصف أهل منطقة بالسوء لأن هذا يسيء لرجل التعليم أولا و ينقص من قيمته، المنتقصة أصلا، في نظر المجتمع. بل يجب أن يكونوا واعين بأن الدولة من واجبها أن توفر جميع الخدمات التي يحتاجها المواطنون.