عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-16, 11:20 رقم المشاركة : 1
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

b2 الشّيخات بين الأمس و اليوم - حفر في ذاكرة مجروحة -


الشّيخات بين الأمس و اليوم - حفر في ذاكرة مجروحة -










دهستهن عجلات الفيديو كليب، وطوتهن صفحات التاريخ، وتنكر لهن عالم الفن و أصحابه، ولطمت أمواج نهر التغيير والحداثة أهازيجهن الشعبية الرنانة وأصبح الجميع يذكر أغنياتهن المليئة بقصص وأحداث سياسية واقتصادية واجتماعية كصورة بالأبيض والأسود لمغرب “القصير و الزهو” ناكرين لهن دورهن الطلائعي في تمجيد عمليات الفدائيين المغاربة إبان الاستعمار وتأريخ جانب من كواليس رجالات السلطة قبيل وبعيد الاستعمار. تحس بألم عميق مصحوب بالحسرة والتذمر وتمتزج لديك الأفكار والمفاهيم وأنت تجالسهن، وتشتبك خيوط بداية ونهاية قصتهن، تتبعثر معها الفرجة الفنية بالطابع المأساوي لمسار نساء اخترن لون الرقص والغناء الشعبيين، ويصدمك” فلاش باك” حياتهن، تحس عندها بألم عميق مصحوب بالحسرة، وتتمنى لو أن عجلات التاريخ رجعت إلى الوراء لتعكس الأيام الوردية الجميلة التي مضت في غفلة من الزمن، عيونهن تشي لك بكل براءة الكثير من الحكايات، وتبحر بك وسط ضباب كثيف تلفه المعاناة والقسوة. الزمن لم ينصفهن رغم ما قدمنه بالأمس من ملذة ومرح ، في ظل انعدام فضاءات متعددة للهو، كن يؤثثن جميع الحفلات والأعراس ، واعتبرن في وقت مضى منبعا للفرح والمتعة والفرجة بألوان الإثارة على حساب أجسادهن وصحتهن، كن شخصيات فرجوية تستهوي نزوات العديد من الرجال.حديثهن ذو شجون، يحيطك بأسئلة لا أجوبة لها سوى الاكتفاء بالإيماء والحسرة.الشيخة ………….و الشعب المغدور“الشيخة شكون اماليك وشكون اللي حاضيك وعلاش حاط عينو عليك واش باغي فيك …..” إلى أخر القصيدة الزجلية التي تنتمي إلى صنف الثرات الشفهي لفن العيطة والدي يطرح إشكالية واقع الشيخة في موطنها الأصلي والمتناقض الذي يجاهر بنبذه لشخصها ويجتهد في الخفاء بمدحها وحبها ويتفق بالإجماع على تقزيم وطمس ملامح ثرات وطني اسمه الشيخة .هدا ما يفرض علينا أن نضع حدا لتناقضاتنا الفكرية والثقافية خصوصا عندما يتعلق الأمر بشخصية كان لها دور كبير في رسم ملامح هدا المجتمع بل و تأطيره وتربيته على المواطنة لمحاربة الاستعمار، “الشيخة يا سادتي” مكانها عال بعلو انجازاتها المجتمعية و الوطنية والتاريخ شاهد على دلك “بغينا ولا كرهنة” وسندرج في تحليلنا هدا بعض من عوامل صناعة شخصية الشيخة .

ليس من السهل العثور على فنانة شعبية أو “شيخة”كما هو معروف عند المغاربة، لكن وجدنا ضالتنا بإحدى المقاهي المشهورة باسم “مقهى الشياخ” حيث كانت تلتئم “الربايع ديال الشياخ”أو المجموعات الموسيقية الشعبية،لعرض منتوجها الفني.منتوج لم يعد له إقبال في ضل التركيبة الاجتماعية والفكرية والاقتصادية الجديدة.التقينا بالفنان الشعبي كبور الذي أكد لنا أن استقطاب شيخات داخل المجموعة الموسيقية أصبح بالنسبة له مغامرة غير محسوبة العواقب ، ولم تعد تدر مدخولا ،لان العائلات حسب رأيه لم تعد تتحمل وجود “شيخات” داخل الأعراس والحفلات:” بكري كانت لكلمة ديال الرجال،اليوم ولاو غير لعيالات هم لي كيحكمو،مابقاوش بغاو الشيخات،كيغيرو على رجالاتهم،كيجيبو لكروب”.مضيفا أن المجتمع قديما كان ذكوريا،وأن الرجل لم يكن يستسغ وجود مجموعة الشباب يؤدون أغاني وسط النساء، وكان رب الأسرة يشترط وجود الشيخات لتنشيط العرس للرجال فقط،أما النساء فيكتفين فقط بالاستماع والتفرج من وراء حجاب أو “السهر مع “الهواريات”أو ” اللعابات” في أقصى الحالات،وحتى إن استقدم رب الأسرة الشيخات ،للسهر مع النساء ،يشترط ضرورة وجود شيخ أعمى.وعن مصير الشيخات المشهورات بمدينة سطات ، يقول الفنان الشعبي العريبي (طعارجي):” كاين الشيخات لي كبرو وليداتهم ،أومبقاوش خلاوهم يخدمو،أو كاين لي وقفوا عن العمل ،ضحاو من اجل بناتهم باش يتزوجو،أو كاينات لي كبرو ولا تزوجو ما بقاوش يكدو على هذا الحرفة،هذه الحرفة كتبغي يكون عندك الزين أو الصوت”،ويضيف أن الشيخة قديما كان لها مركز اجتماعي مهما داخل المجتمع:”كانت الشيخة لي مرض يمشي عندها،لي بغا يتسلف لفلوس يمشي عندها، وكانت كتربي لولاد، لي تخلاو عليهم والديهم. الشيخة كان عندها لمعارف أو عندها لعلاقات مع البوليس والمحكمة والسبيطار،كانت كتساعد كلشي”.كل هذه المزايا كان لها وقع على سمعة الشيخات او الرباعة،بحيث كانت العائلات الكبرى في المدينة تتفاخر باستقدام” رباعة كبيرة لأعراسها,ولم تكن مسالة الأخلاق واردة أنداك،كل شيء كان طبيعيا،كانت الشيخة تؤدي وظيفتها كسائر العاملين،تعمل في الليل ن وتتعايش مع الناس في النهار.الشيخات كن يؤتتن أغلب الحفلات والأعراس،ارتبطن بالغناء الشعبي والعيطة.






التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس