عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-07, 12:51 رقم المشاركة : 1
ابو ندى
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابو ندى غير متواجد حالياً


important شوف تشوفﺍﻷﺧﺒﺎﺭ - ﻋﺪﺩ 06 ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ 2014





شوف تشوف





ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺫﺍﻫﺐ ﺑﻼ ﻋﻮﺩﺓ
ﺍﺳﻤﻲ ﻳﺎﺳﻴﻦ، ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ
ﻗﺒﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮﻳﺔ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺘﻞ
ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ. ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ
ﻫﻮ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻻﺑﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﺳﺎﺑﻖ ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﺳﺠﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ .
ﻭﺩﺭﺳﺖ ﺟﻴﺪﺍ ﻭﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺑﻤﻴﺰﺓ ﺣﺴﻦ ﻭﺫﻫﺒﺖ
ﻻﺟﺘﻴﺎﺯ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺷﻔﻮﻱ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ. ﻭﻫﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺳﺄﻛﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﺸﻔﻮﻱ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ،
ﻭﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻃﻠﺒﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺳﻮﻯ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺍﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﺨﻄﻮﺑﺔ ﻷﺳﺘﺎﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .
ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺑﻤﻴﺰﺓ ﺣﺴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺮﺗﻴﺒﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺩﻓﻌﺘﻲ .
ﻭﺃﻗﻨﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺗﻜﻮﻳﻨﻲ،
ﻷﻧﻨﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻑ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﻌﻪ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ . ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻲ ﺃﺑﻲ « ﺍﺳﻤﻊ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ، ﺳﺄﻗﺘﺮﺽ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻚ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﻋﻮﻡ ﺑﺤﺮﻙ» .
ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ . ﻭﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ
ﻣﻔﺘﺶ ﺷﻐﻞ . ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ « ﻣﻔﺘﺶ ﻋﻦ ﺷﻐﻞ »
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺣﺘﺮﻓﻬﺎ ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .
ﻭﺭﻏﻢ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﺭﺕ ﺍﻟﻌﻴﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، ﻓﺈﻥ
ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺨﺒﻴﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ « ﻟﻴﻞ» ، ﺍﻗﺘﺮﺡ ﻋﻠﻲ
ﻋﻘﺪ ﻋﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺩ، ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻟﻜﻲ ﺃﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ .
ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﺣﺒﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺇﻧﻬﻢ ﻣﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻲ، ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ
ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﻧﻲ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ. ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺇﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﻻ
ﻳﺮﺍﻭﺩﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻼﻡ .
ﻭﺗﺄﻛﺪ ﺃﻧﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ، ﻻ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺠﺒﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ،
ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺳﺄﺻﻨﻊ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻃﺎﻟﺒﺎ. ﻷﻧﻬﻢ ﺣﻄﻤﻮﺍ
ﺃﺣﻼﻣﻲ .
______________________________
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺃﻭﻻ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺛﺎﻧﻴﺎ
ﺃﻧﺎ ﻳﻮﻧﺲ، ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﺑﻔﻀﻞ
ﻣﻨﺤﺔ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ ﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻤﻘﺔ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺘﻴﻜﻨﻴﻚ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ «ﻟﻮﻓﻴﻦ» . ﺯﺭﺕ ﻓﻠﻮﺭﻳﺪﺍ ﻟﻤﺪﺓ
ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﺩﺭﺳﺖ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻠﻮﺭﻳﺪﺍ ﺳﺘﺎﻳﺖ ﻳﻮﻧﻴﻔﻴﺮﺳﺘﻲ، ﻭﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺧﻼﻝ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺃﻥ ﺃﺷﺘﻐﻞ ﻛﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﻋﻠﻤﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ .
ﻃﻴﻠﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺗﺴﻠﻖ ﺍﻟﺴﻼﻟﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻌﺪ
ﺍﻵﺧﺮ . ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺷﻴﺪﺕ ﺳﻤﻌﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺺ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺠﺎﻟﻲ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮﺓ ﺫﺍﺗﻴﺔ
ﻣﻦ 12 ﺻﻔﺤﺔ .
ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 2004، ﺳﺄﻗﺘﺮﻑ ﺣﻤﺎﻗﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ،
ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻥ ﺑﻠﺪﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻳﺤﺘﺎﺟﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺑﻠﺪ ﺁﺧﺮ ﻭﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺤﻨﺘﻲ . ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻟﺘﻮﻇﻴﻔﻲ، ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺸﻮﺷﺔ ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺼﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻫﺎﺗﻒ،
ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺑﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ. ﻭﻫﻨﺎ ﻻ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻟﻤﻠﻔﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ، ﻛﻀﻴﺎﻉ
ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﺮﻳﺐ، ﻣﺜﻼ .
ﻗﻀﻴﺖ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺿﺎﺋﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﻣﺎﺝ ﺗﻴﻜﻨﻴﻚ .
ﻭﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺿﻌﺖ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﻕ 300 ﻣﻠﻒ. ﻭﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ
ﺍﺟﺘﻴﺎﺯ ﻣﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻤﻨﺼﺐ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﺴﺎﻋﺪ. ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ
ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻡ ﻓﻲ ﺧﻤﺲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ. ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺮﻭﺍ ﻗﺒﻠﻲ
ﺃﻋﻄﻮﻫﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ . ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑـ « ﻣﻴﻨﻲ
ﺟﻴﺐ »، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﻈﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ .
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺼﺤﻮﻧﻨﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻟﻜﻲ ﺃﺗﻮﻇﻒ .
ﻭﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻠﻘﻰ ﻋﺮﻭﺿﺎ ﻣﻐﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ،
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻲ ﺇﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻓﺮﺻﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .
ﻋﺸﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﻃﻔﻠﻲّ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺷﻬﻮﺭﺍ ﻗﺎﺳﻴﺔ، ﺑﺮﺍﺗﺐ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ
ﻳﺘﻌﺪﻯ 3500 ﺩﺭﻫﻢ. ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ
ﺣﺼﻨﺎ ﻣﻨﻴﻌﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ. ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻧﻔﺪ ﺻﺒﺮﻱ ﻭﻗﺒﻠﺖ ﺑﻤﻨﺼﺐ « ﺷﺮﻳﻚ
ﺑﺤﺚ» ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎﻧﺸﺴﺘﺮ ﺑﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﺑﺮﺍﺗﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ. ﻟﻢ ﺃﺻﺪﻕ
ﻧﻔﺴﻲ، ﻟﻘﺪ ﻗﺒﻠﻮﻧﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮﺗﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻟﻢ
ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻲ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺟﻬﻲ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﻜﻲ ﻗﺼﺘﻲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻫﻨﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻲ ﺇﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻴﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺃﻧﻞ ﺣﻈﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ. ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ
ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻧﻌﻢ ﻋﺎﻝ ﺟﺪﺍ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺴﺔ .
ﻟﻢ ﺃﻓﻜﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ . ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻨﻲ
ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺃﺧﺘﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﻦ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺃﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ
ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺑﻠﺪﻱ. ﺃﻗﻮﻝ ﺑﻠﺪﻱ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ .
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻲ. ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ
ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﺗﺒﺪﻟﺖ. ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﻜﺒﺮ ﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺑﻲ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻋﻬﺎ ﻭﻣﺪﺍﺭﺳﻬﺎ. ﺃﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﻜﺒﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ
ﺷﻮﺍﺭﻋﻬﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺮﺻﻨﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻭﻳﺴﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ «ﺷﺮﻣﻠﺔ » ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ .
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻟﻜﻲ ﺃﺧﺪﻡ
ﺑﻠﺪﻱ . ﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺤﻴﺎﺗﻲ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﻄﻌﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ
ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻲ .
_______________________________
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺇﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺴﺮ ﻳﺴﺮﺍ
ﻫﺬﻩ ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺐ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻱ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺭﺱ ﻟﻴﻼ
ﺗﺤﺖ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻲ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﺃﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ. ﻓﻌﺪﺩ ﻟﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﺃﺟﺎﺏ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺃﺳﺌﻠﺘﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻣﺪﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ . ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻛﺄﻱ ﺗﻠﻤﻴﺬﺓ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ،
ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻃﺒﻴﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﺎﻟﺞ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﺃﺧﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ .
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺩﺭﺳﺖ ﺑﺠﺪ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﺃﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻄﻔﻮﻟﺘﻲ ﻭﻻ ﺑﻤﺮﺍﻫﻘﺘﻲ
ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻨﻔﺲ ﺳﻨﻲ، ﻓﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﺍﻟﺘﺎﻡ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺟﻬﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﻛﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﺑﻤﻌﺪﻝ 15 ﻭﻭﻟﺠﺖ ﻛﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻄﺐ. ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻣﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻘﺐ
ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺑﺎﺑﺘﻬﺎﺝ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺃﻟﻘﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ﻓﻲ
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻟﻜﻞ ﺩﻓﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻗﺎﺋﻼ :
ﺃﻧﺘﻢ ﻗﺸﺪﺓ ﺍﻟﻘﺸﺪﺓ، « ﻻﻛﺮﻳﻢ ﺩﻳﺎﻝ ﻻﻛﺮﻳﻢ» .
ﻭﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻓﺮﺣﺘﻲ ﻭﺍﻓﺘﺨﺎﺭﻱ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺻﺪﻗﺘﻪ . ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻓﺘﺌﺖ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺗﻤﺮ
ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻛﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻮﻯ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﻫﻢ . ﻓﺎﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ
ﻟﻴﺲ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺘﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ
ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﻳﺔ . ﻭﺣﺘﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ، ﻟﻢ ﺗﺪﺭﺱ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻣﻀﻲ ﻭﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻧﺘﺮﻧﻴﺖ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻣﻌﺎﺭﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺤﻴﺚ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻘﺼﻨﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ . ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﻌﻰ
ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﺪﺭﻭﺱ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻘﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺦ ﺣﺘﻰ
ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺭﻛﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺘﺒﺊ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺃﻭ
ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻀﺒﻄﻚ ﻣﺘﻠﺒﺴﺎ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ .
ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺭﻳﺐ ﺍﻻﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻴﺔ ﻓﺤﺪﺙ ﻭﻻ ﺣﺮﺝ. ﻓﺄﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻬﻠﻪ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ . ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﺘﺄﻃﻴﺮ ﻓﻤﻨﻌﺪﻡ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻴﻦ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ
ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ . ﺃﻣﺎ ﻋﺪﺍﻫﻤﺎ ﻓﻜﻞ
ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﻌﻴﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ
ﻧﻌﺮﻑ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻭﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ
ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﺴﺒﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻗﺒﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺮﺿﻲ
ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﺍﻟﻀﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ « ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﺴﻌﻮﺩﺓ» ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ
ﺳﻬﺮﺕ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﻭﺍﺣﺘﻤﻠﺖ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﻟﻴﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﺃﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﻏﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﻞ ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻛﺮﻫﻬﺎ
ﻭﺃﻛﺮﻩ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻄﺐ .
ﻭﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﺩﻳﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﺒﺆﺳﺎﺀ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻪ .
ﻫﺬﻩ ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺐ، ﻭﺍﻵﻥ ﻭﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻲ
ﺃﻥ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺻﺪﻭﺭ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ « ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ »، ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﻗﺪ ﺗﺄﺗﻲ ﻭﻻ ﺗﺄﺗﻲ .
ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ، ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺌﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻴﻦ؟
ﻭﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ، ﺇﻧﻪ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﺜﻞ « ﻛﻢ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﺪﺩ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻞ؟» .
ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺇﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﻻ ﻏﻴﺮ. ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ
ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻀﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻟﻺﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤﺒﺎﺭﺍﺓ، ﺑﺤﻴﺚ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺠﺒﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ
ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﻟﻠﻮﺯﺍﺭﺓ .
ﻭﻭﺳﻂ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﺘﻬﺎ،
ﺑﻞ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻟﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ،
ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﺣﻤﻠﻬﻤﺎ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﻋﻼﺟﻲ، ﻭﺣﺎﻟﺘﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺗﺪﻫﻮﺭﺍ ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺻﺎﺏ
ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻭﺍﻹﺟﻬﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ .
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ . ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ
ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻒ ﻓﻴﻪ ﻋﺎﺋﻘﺎ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻴﻦ؟
ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻷﻱ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺷﺒﺢ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻋﺪﺕ
ﺃﺷﻚ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺪﻓﻌﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻟﻮﻻ ﺇﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺴﺮ
ﻳﺴﺮﺍ






آخر تعديل ابو ندى يوم 2014-07-07 في 13:05.
    رد مع اقتباس