عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-29, 13:06 رقم المشاركة : 1
الزرقاء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية الزرقاء

 

إحصائية العضو







الزرقاء غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة

وسام المرتبة الأولى

مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الثانية

وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المركز 3حزر فزر

وسام العضو المميز

وسام الرتبة الأولى مسابقة مقدم

وسام تحدي الصور 1

b7 الكل يكتب ، فمن يقرأ ؟



الكل يكتب ، فمن يقرأ ؟


لماذا نحب أن نقرأ لأشخاص معينين في حين نجد أنفسنا نترك كتاباً ما بعد أول صفحة فيه أحياناً ؟


لماذا نتصفح الشبكة فتستوقفنا مقالة ما دون غيرها من ملايين المقالات المنشورة يومياً ؟


بدراسة العلماء لعملية الكتابة و تحديد مناطق الدماغ المفعلة أثناء ممارسة نشاط الكتابة وجدوا أن الكتابة - تماماً كالرياضيات والفيزياء - مجال من المجالات التي تستخدم مهارات حل المشكلات في الدماغ ! الكتابة نشاط من أنشطة حل المشكلات !



تماما كأي مسألة رياضية أو فيزيائية يتعامل الدماغ مع كتابة مقالة أو فقرة حول موضوع ما ، و قد أورد العالم ألان شون فيلد في بحثه محددات تشكل معرفتها أساسا لحل أي مشكلة ، سأوردها لقارئيّ هنا كأسس يمكن على أساسها أن نختار ما نقرأ من أنواع الكتابة:


فإذا أردنا أن نحدد مدى نجاح مقالة ما بمعالجة الموضوع المكتوب لابد أن ننظر في عوامل أربع:


(١) بنك معارف الكاتب أو محصوله الثقافي المعرفي في المجال الذي يكتب فيه

فعلى سبيل المثال قراءتنا لرواية عن أسباب سقوط غرناطة دون معرفة وضلوع كاتبها بالتأريخ وأصوله لابد أن يأخذه القارئ بعين الاعتبار وبالتالي يدرك أن وزن الرواية كمرجع تاريخي لا يحقق هدفه على الإطلاق.
مثال آخر مما نقرؤه يوميا في الشبكة من مقالات تعج بالتجارب البشرية ، المضحكة والساذجة في كثير من الأحيان "كيف تتعلم الكمبيوتر في عشرة أيام" و "كيف تعالج القلق بخمس خطوات" و "كيف تتغلبين على آثار حبك الأخير " ، وفي كثير منها لا يعدو كاتبها أن شكّل فكرته حول موضوع ما من مشاهداته المحدودة أو من تجربته الفردية البسيطة، دون دراستها بشكل علمي مستفيض بآليات البحث الدقيقة ، مما يجعل المقروء سطحياً جداً و لا يمكن تعميمه ! ولذا فليست كل مقالة بدأت ب: أثبتت الدراسات ، مقالة علمية تستحق الأخذ بمحتواها على الإطلاق.


(٢) أسلوب الكاتب بعرض أفكاره للوصول لحل او لخاتمة مقالته و لإيصال هدفها للقارئ ،

ففي حين قد يكون هدف الكاتب التفريغ عن بعض ما يعج بذهنه، أو قد يكون هدفه مثلا الشعور بالحاجة للثورة على شيء ما ، أو غيرها ، قد لا يتفق هذا الهدف إطلاقا مع سبب اختيار القارئ للمقالة ، بل قد يشتت القارء تماماً ! مثال ذلك مقالات الشحن الأخلاقي السطحية التي يتم تناقل الآلاف منها في وسائل التواصل الاجتماعي كل لحظة، كم مرة قرأنا مقالة عن أثر الكذب على شخص ما بأن الكاذب في بداية المقالة تعرض لحرق محصولاته في آخرها، وبالتالي فالكذب يجلب المتاعب والمصائب ، فلا تكذبوا ! وبالرغم من لطف النية التي تصحب المقالة ونبل هدفها ، إلا أن إجراء تحليل بسيط لأسلوب الكاتب الاستنتاجي ، نجد أنه غير ناضج على الإطلاق ، فليس كل علاقة ترابطية بين حدثين بالضرورة علاقة سببية! وإن حدوث ارتباط بين كذب هذا الشخص وبين حدوث مصيبة له ليست تقتضي بالضرورة أن الأول سبب للتالي ولا يمكن تعميمها!
قد يكون المثال المعروض هنا بسيطا وشديد الوضوح ، ولكن الأمثلة على ذلك من المقالات التي نرى فيها أسلوب الكاتب باستنتاجه وخلوصه لنتائجه بشكل غير مقبول منطقيا او علميا لا يمكن حدها!

المصيبة تكمن في المقالات ذات الطابع التعميمي من مثل مقالة تنادي لضرورة إيقاف كل ماهو غربي لأن المطربة الغربية الفلانية وهبت مالها لجمعية ضد العالم العربي ! أو مقالة تحشد العواطف بأن الإسلام أثبت نفسه صحيحا لأن النجم الفلاني أسلم !


(٣) طريقة معالجة الكاتب لمصادره و للوقت و لاهتمامات القراء وانتباههم

من يكتب منا يدرك أن الكتابة الحرة تختلف اختلافاً جذرياً عن الكتابة لشريحة من الجمهور في مجلة علمية مثلا أو عن الكتابة لسرد تحليل في جريدة يومية أو غيرها.

إن الكاتب حين يضع باعتباره احترام اهتمامات القراء الذين يهتم لأن يقرؤوا أفكاره، ويدرك ماذا يريد أن يقدم لهم محترماً فكرهم ، فإنه يختلف عن سواه ممن يكتب بأنه ينتقي مصادره بدقة ، ويعالجها بحذق ، و يختصرها لتناسب سرعة نقل المعلومة اليوم، وبالتالي يجتذب شريحة من القراء لا تقرأ الغث والسمين الذي يجتره الآلاف من الكتاب.

مثال ذلك ، تخيل أستاذا يطلب من تلاميذه مقالة عن الأم ، ستجد في 95% من المقالات المكتوبة عبارة "الأم مدرسة"، أو مقالة عن العلم فستجد في 95% من المقالات المكتوبة عبارة "العلم نور" ، أو مقالة عن الماء فستجد في 95% من المقالات المكتوبة عبارة "الماء عصب الحياة " ، دون وقوف استقرائي على العبارات المألوفة والأفكار المتداولة المجترة ! تخيل مدى استفادتنا كقراء حين تعالج الكتابة معنىً جديد من معنى مكرر ، أو حين تعمر المقالة بين أيدينا فكرة جديدة بمعالجة سليمة البناء !

(٤) واخيرا قناعات الكاتب المرتبطة بالموضوع المكتوب


فحين نقرأ مقالة ، لابد أن ندرك أن هناك كجموعة من القناعات التي تنطوي تحتها ضمنياً ، فحين يكتب موظف يعاني من غطرسة مديره في العمل مقالة عن الفرق بين المدير والقائد ، يبدو لي جلياً أنه مقتنع ضمنياً أن مديره لايتمتع بصفة القيادة ، في حين أن كلاً منا لديه نسبة من حسن الإدارة والقيادة مثلاً ، ومثال آخر ، حين نقرأ في إحدى الصحف مثلاً مقالة سياسية كتحليل لحدث ما ، لابد أن يتذكر القارئ أن قناعة الصحيفة والحكومة القائمة عليها تشكل عاملاً رئيسا ينحاز بالمقالات فيها باتجاه قناعاتها أو قناعاتها المفروضة عليها.



لماذا اشارككم بهذا ؟



لأن انتقاء من نقرأ لهم في العصر الذي يكتب فيه الجميع ، للجميع ، يشكل جزءًا كبيرا من شخصياتنا و عقولنا وبالتالي يشكل من نكون غدا ،



يمكن لقارئي الكريم الآن إجراء تجربة بسيطة بأخذ ثلاث عينات من المقالات المتبادلة على الشبكة ، وتقييمها بناءً على هذه العوامل ، ليجد بنفسه أن الكثير مما يمر علينا لا يستحق الوقوف عنده، بل إن غالبه يمكن القاؤه في سلة المهملات لفشل إحدى العناصر فيه (:


وقد صارت لدي عادة، أن أجري تدقيقاً للعناصر السابقة في كل ما أقرأ اليوم فوفرت على نفسي الكثير ، وتغيرت نسبة استفادتي منه بشكل كبير.





لننتقي ما نقرأ وننتقي ما نكتب ...



تحيتي وتمنياتي بقراءة ممتعة

منقول للإفادة








التوقيع







    رد مع اقتباس