عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-27, 16:21 رقم المشاركة : 1
ابو ندى
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابو ندى غير متواجد حالياً


important غريش: حكومة بنكيران لا تملك آليات الحكم


غريش: حكومة بنكيران لا تملك آليات الحكم

بتصرف
الصحافي والكاتب الفرنسي يقول إن المغرب يعرف سيادة تمايز طبقي عميق

حاورته مريم الزريرة


في هذا الحوار يعود الكاتب والصحافي الفرنسي المرموق آلان غريش إلى الثورات العربية ومآلها، ولا يستبعد أن يشهد المغرب حراكا شعبيا آخر بعد أن أفلحت السلطات في احتواء حراك 20 فبراير، ويرى أنه رغم الإصلاحات التي عرفها المغرب فإنها لم تفلح لحد الآن من فصم ذلك «الزواج القائم بين المصالح الاقتصادية والمخزن».. لنتابع..

{ كيف ترون المسار الذي اتخذته الثورات العربية بعد ثلاث سنوات من بدئها؟

< السؤال بسيط، والإجابة معقدة. من البديهي أننا خرجنا من الاحتفالية التي تلت سقوط حسني مبارك وزين العابدين بن علي. ونحن نعيش –الآن- وضعية صعبة ومختلفة، بحسب كل بلد. لكن رغم ذلك أعتقد أنه لا مجال للعودة إلى الوراء. ما بدأ في ربيع 2011 وهو توق الناس للحصول على مزيد من الحرية وحل مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية، وتلك كانت أهم أسباب الانتفاضات الشعبية التي مازالت موجودة. ولا أرى سببا وجيها للعودة إلى الوراء إلى زمن ما قبل الثورات؛ مع العلم أن هناك عدة أوضاع مختلفة في كل بلد، وأصبح لكل قطر عربي قصته السياسية المختلفة عن القطر الآخر. لدينا وضع خطير جدا في سوريا وصل إلى درجة الهدم الكامل لمقومات الدولة، ومسارات أكثر تعقيدا في تونس ومصر، لكن المسألة الأهم بالنسبة لي هي التأكيد على أن هناك مستقبلا لهذه الثورات العربية، وأنها بداية عملية التغيير وليست نهايته، ورغم انقلاب الأحداث في مصر وسوريا وليبيا لا أعتقد أن مسلسل التغيير سيتوقف.

{ هل هناك احتمال بأن تعيش بعض الدول العربية، التي لم تشهد ثورات، تحولات تؤدي إلى انتفاضة شعبية؟

< نعم، نعم..، بلا شك! هناك المغرب والجزائر من جهة، والمملكة العربية السعودية التي ليست بمنأى عن حركات احتجاجية جديدة.

{ لماذا لازلتم تتوقعون حراكا شعبيا في المغرب، ألا ترون أن التحول الذي شهده المغرب بعد إقرار دستور جديد ومجيء حكومة إسلامية إلى الحكم كفيل بإخماد الاحتجاجات وتحقيق التنمية المنشودة؟


< لا أعتقد ذلك! في المغرب توجد حكومة لا تملك آليات الحكم، فلا أمل في التغيير منذ وصولها. التعديل الدستوري الذي شهده المغرب كان مهما وشاملا أكثر مما شهدته دول أخرى. الملك فهم بشكل أعمق ما يحدث في بلدان أخرى، ولكن في نهاية المطاف فهو الذي يقرر كل شيء، وفي كل الملفات والقضايا الكبرى. لا أعتقد أن الحكومة الحالية مسؤولة أمام الشعب أو الناخبين، والنظام الانتخابي يسهل ذلك. مشكلة كل الدول العربية هو أنه حتى بوجود تعديلات دستورية، فالرئيس الفعلي للدولة هو الذي يقرر إذا ما كانت هذه التعديلات مناسبة، وسيتم اعتمادها أم لا. لا أحد يستبعد أن يتم غدا، سواء في المغرب أو في بلد عربي آخر، التخلي عن التعديلات التي أدخلت على الدستور والعودة إلى الشكل القديم من الأحكام والقوانين؛ بالمقابل –مثلا- هذا التحول أصبح مستعبدا في تونس بشكل تام، وهذا هو الفرق بالنسبة لي. أنا أرى أن التعديلات الأخيرة التي أجريت على الدستور المغربي لو تمت قبل 10 سنوات لبدت استثنائية ورائعة، لكنها –الآن- تبدو غير كافية مقارنة بتطلعات الشعب، ولن توقف حركة شعبية احتجاجية.

{ ألا تعتقد بأنه لو كانت الوضعية السوسيو-اقتصادية للمغرب مستقرة، فذلك سيؤثر على المناخ السياسي العام، وتتقلص احتمالات حدوث ثورة شعبية بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم؟

< بالتأكيد، لكني لا أعتقد أن هناك وضعا اقتصاديا أو اجتماعيا مستقرا في المغرب، بل هناك فقر رهيب..، واقتصاد ريعي واضح المعالم. المغرب يُسيَّر بطريقة أفضل بالنظر إلى كثير من الدول، ولكن ذلك لا يكفي. المغرب بلد يضم ظواهر تتجلى في عدم المساواة، وفي سيادة تمايز طبقي عميق. المغرب بلد يسود فيه زواج حقيقي بين المصالح الاقتصادية والمخزن، كل هذه العوامل تمنع فعليا وجود تنمية اقتصادية منسجمة مع مصالح عموم المواطنين المغاربة.












    رد مع اقتباس