عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-27, 08:12 رقم المشاركة : 1
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

a3 بيان اللسان ...من أجل اللغة العربية


مقال هام وقعته 53 شخصية مغربية من مشارب مختلفة ( الموقعون في آخر المقال )

و قد قسمت المقال ل 10 أجزاء



بيان اللسان ...من أجل اللغة العربية


الرباط: كفى بريس
27 يونيو 2014 - 6:54
أصدر مجموعة من المثقفين المغاربة بيان من أجل اللغة العربية، في ما يلي نص البيان:


الجميلة وحاطب الليل

لم تكن اللغة العربية في المغرب في ضائقةٍ من أمرها، منذ الاستقلال حتى اليوم، مثلما هي حالُها الآن أمام أوضاعٍ لا يَرْضى عنها السواد الأعظم من الشعب، ومن جمهور المتعلمين فيه. وأظهر مظاهر تلك الضائقة ما تعانيه من تهميشٍ رسميّ لا يناسب مكانَتَها في الحضارة والثقافة وتاريخ الدولة والمجتمع، بل ولا يتناسب ومكانتها الفعلية، اليوم، في الواقع الدستوري والتعليمي والثقافي والاجتماعي. وليس مَرَدُّ الضائقة تلك إلى تراجعٍ في نسبة تداوُلها واستخدامها؛ إذ هي - على العكس من ذلك - زادت انتشاراً بتزايُد نسبة المتعلمين في المدارس والجامعات، وبفضل عملية التعريب النسبي للبرامج التعليمية، الذي قطعت فيه الدولة أشواطاً لا بأس بها منذ عقد الستينيات من القرن الماضي...، وإنما تعود الضائقة إلى حرمان العربية من حقوقها الدستورية في أن تكون لسان التعليم كلِّه، بأسلاكه وموادّه كافة، ولسانَ الإدارة والاقتصاد والأعمال، على مثال سائر الدول الحديثة التي تتنزّلُ لغاتُها الوطنية منزلةَ عُمْلةِ التداول الأساس في قطاعات المعرفة والإنتاج. والحرمان هذا سياسيٌّ ولا مبرِّرَ لغويّاً له، لأن العربيةَ أهلٌ لأن تنهض بأدوارها كاملةً في ميادين المعرفة والإنتاج، ولأن الذين يقفون وراء تهميشها نخبةٌ صغيرة مشدودة إلى علاقاتٍ وولاءاتٍ - لا منفعة عامّة من ورائها للشعب والوطن والدولة - تحْملها على التمسُّك باللسان الأجنبي تمسُّكاً لا يبرِّرُهُ واقعٌ ولا يُشَرعنُه دستور!وإذا كانت هيمنةُ اللسان الأجنبي في الإدارة والتعليم والاقتصاد والمال، في السنوات الأولى للاستقلال، مفهومةً - وإنْ غيرَ مبرَّرة - لقلّة الأطر المتعلّمة والمؤهَّلَة، تأهيلاً حديثاً، باللسان العربي؛ وإذا كانت تلك التبعية اللغوية في جملة التبعية الشاملة لبلدٍ حديثِ الاستقلال تجاه الدولة المحتلة، فإن مرور ما يقارب الستين عاماً على الاستقلال الوطني يجعل استمرار التبعية تلك مجافياً للطبائع والوقائع والتراكمات، ويقيم دليلاً إضافيّاً على فقر السياسات اللغوية المُنْتَهَجَة إلى مضمونٍ وطني يتناسب وتطلعات الوطن والشعب لاستكمال حلقات التحرر الوطني من المواريث الكولونيالية. ومع أن مكتسبات اللغة العربية في المغرب غنية في مجال التكوين والتربية والبحث العلمي، وانتزعت اعتراف كثيرين في الخارج عاينوا المستويات المتقدمة التي بلغها الإنتاج الثقافي والفكري، باللسان العربي، في العقود الخمسة الأخيرة من تاريخ البلاد؛ ومع أن الاعتناء العلمي باللغة العربية زاد معدَّلاً في المغرب؛ من خلال شُعَبِها في كليات الآداب (وازدهار الدرس اللغوي واللساني فيها)، كما من خلال تضاعُف المادة المترجَمة من اللغات العالمية إلى اللسان العربي، بما فيها المادة العلمية، ناهيك بتضاعُف النشاط المعجمي...، إلاّ أن هذا الرصيد العلمي الثري يَلْقَى التجاهُل الكامل من قِبل القائمين على إدارة السياسات اللغوية، فضلاً عن أنه لا يحظى بأي رعاية مادية من الدولة على نحو ما تفعل دول العالم، جميعُها، مع لغاتها!

ولقد استمرت الحركة الوطنية المغربية، ومنذ بدايات الاستقلال، تطالب بالتعريب الشامل للتعليم والإدارة والمرافق الاقتصادية، مشدّدةً على أن ذلك يقع في صلب عملية استكمال الاستقلال والتحرر الوطني، ويُقيم الأساسات التي لا مبنًى للدولة الحديثة المستقلة إلاّ عليها. واستمرتِ المطالباتُ عينُها تتزايد من المنظمات الاجتماعية والنقابية والتعليمية بحسم التردّد، والإقدام على خطوات شجاعة في مضمار التعريب، تطوي صفحة الماضي الكولونيالي، وتفتح للمغاربة أفقاً أمام التقدم بتعظيم الموارد الوطنية الذاتية، ومنها اللغة العربية.

وعلى الرغم من ذلك كلّه، ظلتِ الاستجابات الرسمية تراوح في مكانها عند الحدود الرمزية والانتقائية، بل كثيراً ما كان يقع التراجع حتى عمّا تحقَّق من تعريبٍ نسبي؛ فكان يُؤخَذ بالشِّمال ما يُقَدَّم باليمين!

إذا كان هذا مما يبرر إصدار هذا البيان/الرؤية، فإن حاجاتٍ إضافيةً إلى ذلك طرأت في الآونة الأخيرة، وفرضت على موقّعيه الإسراع في إصداره، ومنها ذلك اللغط الذي فتحته دعوات إلى المساس بمكانة اللغة العربية في النظام التربوي، وأجابت عنها حركةُ صحوةٍ ثقافية انطلقت مدافعةً عن مركزية العربية ومرجعيتها في ذلك النظام.

والموقعون على هذا البيان إذْ يشيدون بوقفة مَن وقفوا من المثقفين والصحفيين والجامعيين والمُدرّسين، دفاعاً عن اللغة العربية، وصوناً لمكانتها، وإذ يرون في ذلك علامةً صحّية على سلامة بيئتنا الثقافية الوطنية، وحيوية أعضائها، والتزامهم الثوابتَ الوطنيةَ والتاريخيةَ، يهمُّهم أن يشدّدوا على جملةٍ من المنطلقات والمبادئ الحاكمة لرؤيتهم إلى المسألة اللغوية في المغرب، وإلى مقام اللغة العربية على نحو خاص.





آخر تعديل بالتوفيق يوم 2014-06-27 في 08:30.
    رد مع اقتباس