غابة بوهاشم نموذج الإعتداء الممنهج على الملك الغابوي تعد غابة بوهاشم من الغابات الفريدة في المنطقة الشمالية والوطنية عموما، والمتميزة بكثافة اشجارها الفلينية بنوعيه (الدلم والتاشت)، وبجودة هوائها وثرواتها الحيوانية، كالخنزير البري والارانب والطيور، والمصنف من طرف الدولة كمنتزه طبيعي وسياحي بالمنطقة كونه متنفس وشريان حياة للمنطقة الشمالية، كما بدأت تستقطب هاته الغابة سياح من هواة الرياضة الجبلية، حيث يشهد قدوم وفود اجنبية ورحلات منظمة محلية في نهاية الاسبوع وطوال السنة. الا أنها مع الأسف في طريقها الى الإنقراض بحكم بشاعة الاستغلال الممنهج والمنظم من طرف سماسرة بيع الاخشاب، ومزارعي القنب الهندي من السكان المحليين، حيث تقطيع الاشجار لايتوقف، قطع بالنهار وتحميل بالليل بواسطة البغال والفاركونيطات تحت انظار حراس الغابة وبعلم موظفي المندوبية السـامية للميـاه و الغابـات، وتحت انظار ايضا رؤساء الجماعات القروية، والسلطات المحلية لهاته الاقاليم، سواء تعلق الامر بمن هم محسوبون على تطوان أو شفشاون أو العرائش، وهؤلاء الحراس الموجودون في بني ليث أو الاخماس أو بني عروس هم على علم بما يحدث وهم متواطؤون ومتورطون مع المداشر في هذه الجريمة، ولقاء السماح لهم بارتكاب تلك المجازر في حق اشجار الغابة، يتم جمع الاتاوات لهم وإرشاؤهم من قبل سماسرة الملك الغابوي سواء بجمع النقود، والدجاج، والبيض، ومحصول القنب الهندي (الكيف)، والعسل من أجل ان يسمح لهم بتدمير اشجار غابة يزيد عمرها عن قرنين من اجل بيع أعمدتها القوية والتي يفوق العمود الواحد (الكيزا) منها مائتين وخمسين درهما، أو من أجل كسب مساحات تستغل في زراعة الكيف. وبالمقابل يتم فرض الحصار على النساء اللواتي يقمن بجلب الحطب على ظهورهن من أجل الطهي والتدفئة، وتتم ملاحقتهن وفرض غرامات عليهن بعد سلب أغراضهن . فهل من منقد للملك الغابوي من هذه المجزرة؟