الموضوع: مولاي إدريس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-18, 18:55 رقم المشاركة : 8
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: مولاي إدريس


وثيقة في اليمن عن المولى إدريس

نشرتها مجلة " أمازيغ "



عثر العالم الزعيم علال الفاسي –رحمه الله- في إحدى خزانات اليمن، على كتاب مخطوط للإمام عبد الله بن حمزة، أحد أئمة الزيدية، يتضمّن وثيقة هامة تتعلق بدعوة المولى إدريس للمغاربة، لم يشر إليها أي مؤرخ مغربي قبل أن يحققها الأستاذ علال الفاسي، ويعلق عليها وينشرها.

وقد تلقاها عدد من المؤرخين المغاربة وحللوها، وأعادوا نشرها في عدد من الكتب والمجلات، من أهمها مجلة "الوثائق"، الصادرة عن مديرية الوثائق الملكية، العدد الأول، (سنة 1396هـ = 1976م).

كما أن الحركة الثقافية الأمازيغية، تقديرا واعترافا منها بما أسداه المولى إدريس من خير للمغاربة الأمازيغ الأحرار، عملت على تتويج العدد الأول من مجلتها "أمازيغ" بنشر الوثيقة الإدريسية [1]، مع تأملات فيها، وذلك سنة 1402 هجرية (1982م).

ونظرا لمكانة الأستاذ علال الفاسي وعلمه الواسع، اخترت أن أطلع أبناء عمي على فحوى ما كتبه -رحمه الله- حول هذه الوثيقة التي وضحت لنا جوانب هامة من شخصية المولى إدريس، ومستواه العلمي العالي، وحكمته وبُعد نظره، ودقة مقاربته للأمور، مع سلامة طويته وحسن نيته، وتقديره للأمازيغيين الذين آزروا المولى إدريس وناصروه ونصروه.

وتعدّ هذه الوثيقة بحق أول عقد [2] أو دستور بالمعنى العصري في تاريخ المغرب الإسلامي، بين من وقف يطالب بحق الخلافة الإسلامية، وبين رعيته المدعوة لمساندته على أهليته وأحقيته في المطالبة بإحياء الدولة الإسلامية، بعدما عبث بها العابثون، ونقضوا العهود وقتلوا وشردوا. يقول الدكتور سعدون عباس نصر الله، في كتابه: "دولة الأدارسة في المغرب"[3].

«…وقد تناصر أعداء هذه الأسرة الطاهرة على محاربتها، وتفننوا في اختراع ألوان العذاب، وأحدثوا صنوف القتل البشع. وما نقموا من آل البيت إلا لأنهم أصحاب حق. ولم يرعَ الحكام الحاقدون لرسول الله إلاًّ ولا ذمة، وصبّوا بأسهم الشديد على الأطفال والنساء والرجال، في تخلٍّ عن إنسانيتهم وفي رعونة حمقاء تصبغ جباه الفاعلين بشنآن نفوسهم الشريرة».

وقد أكد لنا الأستاذ علال الفاسي أن المولى إدريس كان أبعد الناس عن مذهب التشيع، وأن عدم انتشار هذا المذهب في المغرب -رغم كل ما بذله الفاطميون من بعده- إنما يرجع لكون القادم إلى بلادنا هو إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي. يقول الأستاذ الفاسي : « … فكل ما يمكن أن يقال أن المولى إدريس كان من الوجهة السياسية مع الزيدية، وحاشا أن يكون مع الجارودية. وهذا ما مهد لبعض قدماء المؤرخين أن يقولوا باعتزاله، لكنه لم يُعرف عنه وهو في المغرب إلا دعوته للحق. ونعـتقد أنّ من أهم أسباب دخول المذهب المالكي للمغرب وانتشاره به للسنّة التي نشرها إدريس، ولتأييد مالك[4] لمحمد أخيه، ومبايعته له. فالمولى إدريس الأكبر كان سنّيّا، زيدي الاعتقاد السياسي».

[1] مجلة : أمازيغ ، العدد 1 (1402 هـ = 1982 م).
[2] يتكلم جان جاك روسو على "عقد متبادل الشروط" (synallagmatique contrat). وكان المولى إدريس سبّاقا إلى ذلك منذ قرون.
[3] دولة الأدارسة في المغرب – الدكتور سعدون عباس نصر الله، ص 5.
[4] مالك بن أنس، رضي الله عنه.






    رد مع اقتباس