عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-16, 08:52 رقم المشاركة : 1
الشيخ سند البيضاني
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية الشيخ سند البيضاني

 

إحصائية العضو








الشيخ سند البيضاني غير متواجد حالياً


new1 هل الاستقامة الشرعية تؤثر في تمييز التيسير من الصرف ؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل : إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .



هل الاستقامة الشرعية تؤثر في تمييز التيسير من الصرف ؟؟



توطئة
تقدم معنا في السابق ( الدرس الثالث : الاستخارة وحي هذه الأمة ) وأن تمييز نتائج الاستخارة - تمييز التيسير والصرف - مبنية على الإلهام .
http://www.profvb.com/vb/t141704.html

وفي درس سابق ( الدرس الرابع : العوامل المؤثرة في تمييز نتائج الاستخارة – التيسير والصرف ) ، تم الإشارة إلى هذا الأمر وتم إفراده هنا بشكل مستقل ، وما خاب من استخار ، وهو متاح علـــى الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t142675.html

أولا : إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا

1) قد يظن كثير من المسلمين ، أن الاستقامة الشرعية تؤثر في سهولة أو صعوبة تمييز التيسير من الصرف ، وهذا من كيد إبليس وتلبيسه على العباد ، لينتهي بهم الأمر إلى ترك الاستخارة ، فهو قد توعد ذرية آدم ، فقال كما في سورة الأعراف .
(( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) .

2) مما ينبغي أن يعلم الاستخارة شرعت للأذكياء والعاديين والعالم والجاهل والرجل والمرأة ... وليست خاصة بصفوة المسلمين .
وفي ذلك يقول فضيلة الشيخ محمد صادق المراني ( المغلس ) :
(( وكما شُرعت الاستخارة للشخص المفرط في الذكاء ؛ فهي مشروعة للشخص العادي ، وكما هي عبادة للعالم فهي أيضاً عبادة للبدوي ، ولكل واحد مقدرته وعفويته )) .

3) إذا كانت الاستخارة لا تقبل إلا مع حسن الاستقامة الشرعية ، أو تمييز التيسير من الصرف لا يقع إلا مع قوة الإيمان ؛ للزم أن تكون خاصة لصفوة المسلمين وهذا لا يقوله أحد ، بل هي من أحسن الأعمال التي تقوي التوكل ، و تزيد الإيمان وتجدده ، والله يحب المتوكلين .ولكنها بحاجة إلى الاجتهاد والمجاهدة ، كغيرها من العلوم والطاعات الأخرى ، والمجاهدة من الإحسان ، قال سبحانه :
((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) . العنكبوت .


ثانيا : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ

1) الأصل في صعوبة التمييز عدة عوامل ، ولكن أهمها عاملان : نوعية المسألة و قلة الخبرة – أي نوعية المستخير ، مثل صعوبة تجويد القرآن لغير المتقن له ، ولكن ضعف الإيمان قد يؤثر أحيانا في سرعة فهم قرائن التيسير أو الصرف لحكمة يريدها ، مثل إقبال وتقرب العبد إلى خالقه بالدعاء وغيره ، ومع ذلك ، فهذا لا يمنع من وصول الحق عند طلبه ، فمن استخار وفقا لشروطها ، فقد طلب الخيرة - الحق- قال تعالى :
(( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (([القصص : 51].
(( وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ )) [البقرة : 282] .
(( وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ )) . [ الأنفال : 23 ].


ثالثا : تفاوت نتائج الاجتهاد
1) الأصل في نتائج الاستخارة إذا اجتهد في تحقق شروطها ، أن يحسن الظن بالله ، فإذا تيسرت أسباب التيسير أو الصرف ، ثم رجح عند المستخير بأن الأسباب تيسرت – تيسيرا أو صرفا – أقدم أو أحجم ، ثم إذ انقضى الأمر وجب الرضا والتسليم .

2) وأما إذا لم يرجح عنده شيء من تلك الأسباب ، فليمض في الأمر ، فإن كان شرا فسوف يصرفه الله ولو في آخر لحظة ، وهذا شيء مشاهد ومجرب ، المهم ألا يبقى في تردد وشك من أمره ، وليوقن أن الله يعلم السر وأخفى ويسمع ويرى وينزل كل شيء بقدر . فالله عند حسن ظن عبده به .

3) وفي مسألة تفاوت نتائج الاجتهاد ، يقول شيخ الإسلام( 1) :
((فقد يتفطن أحد المـجتهدين لدلالة لو لحظها الآخر لأفادته اليقين لكنها لم تخطر بباله ، فإذن عدم وصول العلم بالحقيقة إلى المجتهد ؛ تارة يكون من جهة عـدم البلاغ ، وتارة يكون من جهة عدم الفهم وكل من هذين قد يكون لعجز وقد يكون لمشقة فيفوت شرط الإدراك وقد يكون لشاغل أو مانع فينافي الإدراك )). أهـ
لذا إذا اجتهد المستخير فقد يتفطن لدلالة تفيده الإقدام أو الإحجام عن الأمر ، بينما لم تخطر ببال لمستخير آخر ، أو لحظها ولكنها لم تعن له شيئا .

4) مع وجود ضعف الإيمان فقد يحصل لسبب ما ؛ كحســن توكل في الأمر المستخار فيه أو طاعة ؛مما يزيده إيماناً عاماً وخاصاً(2 )، فيؤدي ذلك إلى تيسير تمييز الخيرة.

وفي الختام أن الحمد لله رب العالمين


== = الهوامش = = =
1 ) (( الفتاوى الكبرى 3/306))((الجواب الصحيح /6/494))
( 2) أي يزداد يقيناً بأن الله سيختار له خيراً أو سيصرف عنه شراً في الأمر الذي استخاره فيه.


(( هذا مايسر الله إذ استخرته والخير ما يسره الله )) ،
(( وماخاب من استخار ومَنْ هَابَ خَابَ )) .





التوقيع

توقيع محب الاستخارة
(( اللهم هذه غاية قدرتي فأرني قدرتك واجعل أفئدة المسلمين تهوي إليها وأرني ثوابها في الدنيا والآخرة .. اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين )) .
يقول شيخ الإسلام
((فَإِنَّ فِيهَا مِنْ الْبَرَكَةِ مَا لَا يُحَاطُ بِهِ)). ((وكذا دعاء الاستخارة فإنه طلب تعليم العبد ما لم يعلمه وتيسيره له)).
    رد مع اقتباس