11 غشت ..19
ما أروع السكن قرب البحر. أمضي معظم الوقت مع خالتي وأسرتها لأنهم مخيمون في مدرسة المعلمات قرب مريزيكا.
وجدت في مدرسة المعلمات عالما جديدا.. المدرسة خالية سوى من الحارس، والفرصة مناسبة للاستكشاف: لعبنا، أنا وابني خالتي (ي) و(م)، في ملعب كرة السلة، وأطللنا على الأقسام من النوافذ لأن الأبواب مغلقة، ودخلنا مطبخ الداخلية.. فتحنا الثلاجة فوجدنا علبا كبيرة تحتوي على سمك الطون، وعلبا أخرى من المربى.
صعدنا إلى السطح.. منظر البحر من السطح مختلف.. وجدنا كيسا مملوءا بعدد كبير جدا من سدادات زجاجات المونادا.. لم نعرف لماذا جمعوها، فقمنا بإلقائها على أرضية السطح وأخذنا نتأمل المنظر، ثم نزلنا.
ذهبنا إلى البحر وعدنا أكثر من مرة لقرب المسافة.. في المرة الأولى عدنا بسمكة بوملوس في سطل.
تناولنا الغداء في بيتنا. بعد الغداء خرجت مع ابني خالتي. لم ننم. القيلولة للكبار فقط..
الجو حار.. ذهبنا سيرا إلى زنقة الأمير مولاي عبد الله، كما فعلنا مرات سابقة. كثيرا ما نذهب إلى هناك من أجل الصعود في مصعد عيادة الأسنان التابعة للتعاضدية.. وصلنا إلى الزنقة ووصلتنا رائحة كرواصة التي تباع في إحدى المخبزات.. الرائحة دائما تسبق.
سألنا حارس العيادة ماذا نريد. كذبنا عليه وقلنا أننا نريد أخذ موعد لأمي.. المصعد لا يشتغل. هذا ما قاله هو.. فشلت الخطة، وصعدنا الأدراج إلى الطابق الثاني.. بالطبع لم نأخذ موعدا.
هناك فوق، بدأت المشاورات. أنا و(م) ابن خالتي الأخرى خفنا من النزول في المصعد، و(ي) و(م) قالا أن الحارس يكذب لأنه لا يريدنا أن نستعمل المصعد..
لم أصعد أنا و(م).. صعد (ي) و(م).. ضغطا على زر النزول، بعد النزول بحوالي متر ونصف توقف المصعد وبقيا هما محبوسين داخله.. صرخ (م) طالبا مني أن أورك على البوطونة جيدا، لكن المصعد لم يتحرك.. الحارس كان صادقا معنا.
بقيا عالقين في المصعد لمدة طويلة. أخيرا جاء الحل مع موظفة نصرانية تعمل في العيادة، هي من أخرجتهما.. خرج (ي) و(م) من المصعد كالخارجين من قبر.
عند العودة، لم نشتر الكرواصة ذات الرائحة الشهية.
بقلم: روبن هود