عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-10, 23:24 رقم المشاركة : 3
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “بابا الطيب”.. وفاة أشهر مشرد في مدينة طنجة



بنكيران هل تعرف “با الطيب”؟


الصورة تبدو *****ية اذ بمجرد ما تنظر اليها تجذبك لمعرفة صاحبها…يسميها الفرنسيون “فوطوجينيك” أي أن صاحبها في تصالح مع الصورة…قد يتبادر الى ذهنك أنها صورة أحد الحكماء أو الفلاسفة القدامى…أو ربما لصاحب نظرية غيرت جوانب من العالم…نعم صورة تتفجر أمامك معانيا و أفكارا بمجرد النظر…
الصورة ليست لتولستوي و لا لأي من هؤلاء،ليست لأي ممن يمكن أن يتذكرهم سياسي أو مثقف …انها صورة لنكرة من بين آلاف النكرات الذين يعيشون على هامش “الحياة”…هو نكرة من بين النكرات التي تجوب اليوم الشوارع أمامنا دون أن نحرك ساكنا…تراه فتسرع لاقفال نافذة سيارتك حتى تتقي شر الطفل النكرة…تراه نائما في الشارع ملتحفا السماء فتلوي عنقك في الاتجاه الآخر حتى لا يتلوث يومك بمنظر”شمكار”…تراه واضعا أرنبة أنفه في كيس معبأ بمواد كيماوية فلا يتعدى رد فعلك استنكارا قلبيا في خانة أضعف الايمان…الصورة هي ل”با الطيب” شيخ مشردي مدينة طنجة…بل شيخ مشردي المغرب…رجل لم أعرفه الا اليوم حين قرأت نعيه في احدى الجرائد الالكترونية…توفي “با الطيب” بعد حياة حافلة في شوارع مدينة طنجة…كان شاهدا على كل السياسات الفاشلة التي رفعت شعار احترام كرامة الانسان…شعارات ياما سمعها قيد حياته للسياسيين الذين كانوا يجوبون شوارع طنجة قبيل الانتخابات…كان ينطق حكمة اتجاه كل القضايا بما فيها السياسية…و لما لا يكون حكيما و هو الذي كان سكنه الهواء الطلق و أصدقاؤه “منبوذو الوطن”…لما لا يكون حكيما و هو الذي كان يعيش الواقع “بلا زواق و لا نفاق” مباشرة على الهواء…لم يكن يضطر لاستيقاء أخباره من تلفزة دار البريهي أو عين السبع…بل هو مصدر الخبر الذي كان يعيشه أولا بأول…”با الطيب” لن ينعاك الا من عرفوك عن قرب…فلن يستقل بنكيران طائرة خاصة لحضور جنازتك…لا لشيء الا لكونك نكرة لا يعرفك السياسيون و لا المثقفون…مثلك لا يصلح للعب أدوار محددة في زمن الانتخابات بل في المسرحيات التي ينزل فيها السادة من أعالي بروجهم ليلتقطوا الصور مع “حثالة المجتمع” الذين لا يصلحون الا لهاته المهام المحددة في الزمن..
رحمك الله “با الطيب” و حشرنا الله مع الفقراء و المساكين الذين حتما سنغبطهم يوم القيام فقد حملنا من أوزار و أوساخ الدنيا أكثر مما حملوا…
رحمك الله” با الطيب” ستكون خصما لوزراء و مسؤولين كثر غدا يوم القيامة…ستكون خصما لكل الوزراء الأولين الذين عاصرتهم و الذين قضيت عمرك كله في شوارع المدينة شاهدا على فشل سياساتهم الاجتماعية…ستكون خصما لأول رئيس حكومة مغربية و آخر رئيس حكومة عاشرته لأنه رغم الشعارات البراقة التي رفعها بتغيير أحوال الفقراء فلا شيء تغير…و الدليل أنت “با الطيب” عشت ولايته في الشارع و مت في الشارع…ستخاصم قبل هذا و أولئك كل رؤساء المجالس البلدية الذين عايشتهم قيد حياتك و الذين خرجو خلال الولايات المتتالية بالقصور و الفيلات و السيارات الفارهة…و زدت أنت مع ذلك كمدا و هما و ضنكا…ستقف خصما أمام الله عز و جل ضد كل هؤلاء…
رحمك الله “با الطيب” سأتخذك ايقونة لفشل كل السياسات التي لم تستطع انتشالك من الشارع لأجيال…و أتساءل كم من “با الطيب” لا زال يعيش في شوارع طنجة و أكادير و البيضاء و الرباط و غيرها…هم آلاف “باالطيب” في عمر الزهور و من شاء أن يجد الجواب للسؤال أمام “با الطيب” غدا يوم القيامة،فليفعل شيئا لهؤلاء…
كم أتمنى أن يقرأ بنكيران و بسيمة هذا المقال الذي اهديهماه عربون حب و اشفاق
تتوقيع :فؤاد واعلي





    رد مع اقتباس