باسم الله الرحمن الرحيم . في صحيح مسلم: عَنْ صُهَيْبٍ, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ, يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ, فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ, فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ تبارك وتعالى, ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )) انطلاقا من الحديث الشريف للنبي الكريم صلى الله عليه و سلم ، يتبين بالملموس مدى " إغفال " أصحاب الجنة للمهم الأهم ، وهو التعرف " المادي " على الخالق الجبار ، والذي ظلوا يعبدونه طيلة العمر الدنيوي ... فقد عبدوه تعالى بكل محبة لوجهه الكريم ، ولقوته و قدراته على تدبير الكون بجميع مكوناته ..كما عبدوه طمعا في جنته ، وما المنافسة التعبدية التي مارسوها ،إلا لهذا الغرض أساسا ..كما عبدوه خوفا من عذابه و سعيره . فالمصلحة حاضرة شئنا أم أبينا في علاقتنا بالواحد القهار : أطمعُ في تيسير مهامي و نجاحي ، أطمع في استجابة دعائي ، أطمع في نجاح أسرتي ، أطمع في دوام عافيتي ...وأخاف دخول النار . وهذا كله لا يمنعني من البحث في الإعجاز الرباني لأزداد حبا لله الحميد الجليل ..والجميل بنظامه و علمه . إذن فالأمر مُركب بصورة دقيقة ، دون محاولة النظر إليها بجانب واحد و وحيد من البصر و البصيرة . شكرا على الإدراج القيّم .