عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-27, 08:34 رقم المشاركة : 4
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: التربية الفنية ودورها في تنمية مواهب الطفل


الاهتمام بالتربية الفنية يرتقي بالذوق ويدعم المواهب








الفنانة التشكيلية بدرية الكبيسي


نشوى فكري - بيان مصطفى

مادة التربية الفنية في مناهجنا التعليمية بالمدارس المستقلة حائرة فمرة يتم اعتبارها مادة أساسية، واخرى مادة هامشية، فقبل عامين تم اعتبارها مادة غير أساسية، وتم تقليل عدد حصصها لحساب مواد اخرى، ولكن هذا العام تمت إعادة اعتماد المجلس الأعلى للتعليم لمادة التربية الفنية كمادة أساسية.

"الشرق" في هذا الملف تناقش القضية مع المتخصصين للتعرف على مدى أهمية هذه المادة.

فقد قال خبراء التربية: ان مادة التربية الفنية تعتبر من المواد المهمة في حياة الطالب، بل لا تقل أهميتها عن المواد الأخرى، كونها تعمل على بناء شخصية الطفل محور العملية التعليمية، ويسهم تدريس الفن للأطفال، في تعليمهم بشكل مكتمل، وهناك مجالات عديدة، لا يتم تعليمها أو إدراكها، إلا عن طريق تعلم الفن، وذلك بسبب العمليات التي يمارسها الفرد المتعلقة بالتعبير الفني.

وتعمل مادة التربية الفنية كما يقول الخبراء على إعطاء الفرص للطلاب لاكتشاف البيئة من حولهم والتفاعل معها ومع الأقران، وتعمل على تنمية الإلهام والابتكار والعمليات العقلية عندهم، وتتميز هذه الطرق بالتعلم عن طريق العمل واكتشاف الذات والتعلم بالاكتشاف والتعلم الذاتى.

وقالوا: ان التربية الفنية الحديثة تتجه إلى الاهتمام بالبناء المعرفي والوجداني والاجتماعي والمهاري للطلاب تبعاً لقدرات كلٍ منهم، مع تقديم حلول لمشكلاتهم الحياتية الفنية والعملية، تلك التي تواكبها الاتجاهات الجديدة في طرق التدريس وأساليب التعلم والوسائل والوسائط التعليمية والخامات والأدوات والأنشطة؛ فالتربية الفنية لا تقل عن غيرها من المواد الدراسية، فترتبط بداية من العمليات العلمية في تصميم وإعداد وتقديم العمليات الإنتاجية والإبداعية، والاعتماد على التعليم " للتفكير العلمي" الذي يجب أن يكون كنة عمليات التطوير حتى يصبح التعليم " للتميز" وليس للتمييز.

وأكد الخبراء ان التربية الفنية تسهم في تنمية قدرات الطلاب المرتبطة بالملاحظة والإدراك والتمييز بين المثيرات الحسية واللمسية والبصرية، كما تلعب دوراً مهماً في الإيضاح العلمي والفني لمفاهيم الشكل، واللون، والحجم والكتلة والعمق، وقيم السطوح وغيرها من المفاهيم المرتبطة بالتشكيل البصري، إلى جانب الفكر التربوي المساير للتطورات العالمية المرتبطة بالتقدم العلمي في جميع جوانب الحياة، والتي تحكمها الوظيفية.

الارتقاء بالوعي

أكد عدد من التربويات أن الأنشطة الفنية بدأت تتقلص بشكل ملحوظ، ولا تجد اهتمامات كافية في المدارس والجامعات، ولا تتناسب مع دعم الأنشطة الثقافية، مشيرات الى أن هناك الكثير من المواهب بحاجة إلى الرعاية ويجب أن تنتبه المؤسسات لهؤلاء الموهوبين.

وشددن على ضرورة عدم اقتصار نظرتنا للفن، على أنه الرسم فقط، فهناك التصوير والأعمال اليدوية، والتصاميم المختلفة التي يحتاج الطفل لتعلمها في صغره، لافتات إلى أهمية مادة التربية الفنية، في اكتشاف مواهب الطلبة ومساعدتهم في الالتحاق بالكليات المتخصصة، في الفنون المختلفة، كما يحتاج الأفراد في المجتمع إلى الرقي بذوقهم الفني لتنمية حسهم، وقدرتهم على النقد الفني.

في البداية تقول الدكتورة لطيفة المغيصيب — أستاذ مساعد في قسم العلوم التربوية بكلية التربية، جامعة قطر — ان دعم مواهب الأطفال والمراهقين، يتيح لهم التنفيس عن مشاعرهم والتعبير عما يدور في أذهانهم، خاصة أن الأطفال قد لا يستطيعون التعبير عن مشاكلهم بشكل صريح، وتواصل قائلة: إنني اكتشفت معاناة بعض الأطفال، عن طريق رسوماتهم التي تصور الخادمة في صورة وحش، نتيجة سوء المعاملة، التي يتعرض لها الطفل، والرسم وسيلة علاجية للكبار، أيضا فلكل مرحلة عمرية البرنامج العلاجي الذي يتناسب معها، مستخدمين الرسم والفن التشكيلي في جلسات علاج خاصة.

وتشير المغيصيب الى أن مرحلة المراهقة أكثر المراحل التي يحتاج فيها الشباب الى دعم مواهبهم لإخراج إبداعاتهم، ولكن لا نجد اهتمامات كافية في المدارس والجامعات، فالأنشطة الفنية بدأت تتقلص بشكل ملحوظ، ولا تتناسب مع دعم الأنشطة الثقافية، لافتة الى أن هناك الكثير من المواهب بحاجة إلى الرعاية ويجب أن تنتبه المؤسسات لهؤلاء الموهوبين.

واقترحت إقامة مسابقات، بين المدارس لدعم مواهب الطلبة واهتمام المؤسسات، بتقديم الورش الفنية، وعقد شراكة بين المؤسسات التعليمية، ووزارة الفنون والجامعة لتحفيز الجميع لتقديم مواهبه، كما أشادت بدور المتحف الإسلامي في تقديم الورش الفنية.

حق الطلاب

وترى مانعة علي سالم، معلمة التربية الفنية بإحدى المدارس المستقلة، أن المراحل التعليمية المختلفة، يجب أن تشمل جميع المجالات الأدبية والعلمية والفنية حتى يتعرف الطالب على جميع المجالات ويختار المسار الذي يتفوق فيه، مشيرة إلى أنه من حق الطالب أن يدرس المواد التي تنمي قدراته الفنية، ولكن ما يحدث هو تهميش لتدريس أنواع الفنون المختلفة داخل المدارس، حيث يتم اعتبار التربية الفنية كمادة تكاملية مع المواد الأساسية الأخرى، بالتعاون مع معلمات هذه المواد يتم تدريسها ولكنها تأتي في نهاية أولويات جداول المواد المقرر دراستها، كما أنها لا تحتسب ضمن درجات المجموع الكلي للمواد الدراسية.

وتقول: اننا بحاجة للفن في جميع مجالات حياتنا، فبجانب ضرورة طرح حصص مدرسية للتربية الفنية، حتى يكتشف الطلبة مواهبهم لكي يلتحقوا بالكليات المتخصصة، في الفنون المختلفة، كما يحتاج الأفراد في المجتمع إلى الرقي بذوقهم الفني لتنمية حسهم، وقدرتهم على النقد الفني في مجالات الحياة المختلفة وانعكاس ذلك على أزيائهم وديكورات منزلهم وثقافتهم العامة، مشيرة إلى أنه يجب عدم اقتصار نظرتنا للفن على أنه الرسم فقط، فهناك التصوير والأعمال اليدوية، والتصاميم المختلفة التي يحتاج الطفل لتعلمها في صغره.

وأوضحت سالم أن معظم الأجيال الجديدة لا تعلم شيئا عن الأشغال اليدوية، مما يحرم الطلاب الموهوبين من اكتشاف المواهب التي قد تغير مسار حياتهم، وتضيف: الطالب غير المتفوق علميا، قد تكون لديه إبداعات في مجالات أخرى يستطيع تحقيق النجاح بها، وهذا دور المدارس في رفع الكفاءات واكتشاف المواهب التي قد لا يدركها الطالب، ولكننا عندما نتيح له الفرصة كي يعبر عن مواهبه نتعرف على تلك المواهب الدفينة، ونحاول تشجيع الطالب، لافتة إلى وجود معلمات غير مؤهلات لتحفيز الطلبة، وتنمية مواهبهم مما يحرم الطلبة من ممارسة هواياتهم وفق معايير علمية صحيحة تتناسب مع القدرات العمرية المختلفة، ويجب أن تنتبه المدارس إلى أن التربية الفنية لا يجب حصرها على الرسم والتلوين فقط.

بدورها أكدت وضحة سعد النعيمي — مديرة مدرسة برزان الإعدادية للبنات —حرصها على إعطاء وتخصيص لكل صف من صفوف المدرسة حصتين أسبوعيا لمادة التربية الفنية، وتفعيل دور معلمي التربية الفنية في تعزيز المواهب الفنية في نفوس الطلاب، موضحة أن المادة تعتبر تكميلية للمواد الأخرى، وترويحية للطالبات، كما أنها تنمي الذوق والإحساس الفني الفردي عند الطالبات ليستمتعن بالقيم الجمالية والحس الفني.

وأعربت عن أملها في أن ترجع التربية الفنية لسالف عهدها، وتدرس بكل حذافيرها، وأن تأخذ بعين الاعتبار الميول الفنية للطلاب.

دعم المواهب يرفع الذوق العام

كما أكد عدد من الفنانات التشكيليات، أهمية مادة التربية الفنية في المناهج التعليمية، لأنها الإبداع والجمال والتذوق الفني، الذي ننشده جميعا، ونسعى لتحقيقه عن طريق هذه المادة، لافتات الى أنها تعين على اكتشاف المواهب منذ الصغر، فالمدرس الناجح هو الذي يلاحظ الطالب الموهوب، وبالتالي ينمى هذا الجانب من خلال تشجيع الطالب ماديا ومعنويا، وإعداده وصقل موهبته، إلى أن تتبلور وتتطور نحو الإبداع.

وطالبن بضرورة الاهتمام بهذه المادة بصورة جدية وإعطائها حقها لتكتمل الخبرة مع ضرورة توعية معلمات المادة بمدى أهمية أن تترك فرصة التعبير الحر للتلاميذ والتلميذات أيا كان مستوى الأداء بالتوجيه البسيط فالمهم أن يمارسوا ويتذوقوا ويجربوا.

أكدت الفنانة التشكيلية ومعلمة التربية الفنية جميلة الشريم، أن حياتنا الاجتماعية في العصر الحاضر حافلة بالتغيرات الفنية، خاصة أن الفن أصبح في عصرنا رمزا من رموز الوعي والذوق والثقافة، وتقدم الشعوب وحضارتها، لافتة إلى إعلان المجلس الأعلى للتعليم، بعودة مادة التربية الفنية، كما انه سيتم تطبيق مادة التربية الفنية في المدارس بداية العام الدراسي المقبل، وهذا يتطلب أيضا عودة تخصص مادة التربية الفنية في جامعة قطر، لان إعداد معلم التربية الفنية يتطلب إعداده من الناحية العملية والنظرية، لأن معلم التربية الفنية هو المربي الواعي والقادر على وضع البرامج والخطط لتحقيق تدريس المادة.

وطالبت بضرورة تعميم مادة التربية الفنية على جميع المراحل الدراسية، وكل المؤسسات التربوية العامة والخاصة، لأن الفن يلعب دورا مهما في بناء الشخصية الإنسانية والمتكاملة، مشيرة إلى أن وجود معلم التربية الفنية الكفء في مدارسنا قضية لها أهميتها الكبرى، فهناك 30 ألفا من المدارس في العالم، تدرس في مناهجها مهارات حياتية، ففي أمريكا مثلا تدرس الفن والتاريخ والتذوق الفني، لأنها تعين الطالب على تنمية الجانب التذوقي لمعرفة ثقافة وتاريخ تلك الشعوب.

أما الفنانة التشكيلية بدرية الكبيسي، فتقول: أنا بصفتي فنانة تشكيلية وموجهة سابقة لمادة التربية الفنية، أؤكد على أهمية مادة التربية الفنية في المناهج التعليمية، إذ اننا لا يمكن أن نغفل أهمية الجمال والتذوق الفني، الذي ننشده جميعا، ونسعى لتحقيقه عن طريق هذه المادة، فهذه القيم لا تختص بفئة الفنانين فقط، وإنما تتعداهم لتشمل كل البشر بصورة عامة على اعتبار أن كل إنسان ينشد الجمال ويسعى لإضفائه على كل ما يحيط به وكل مناحي حياته، وما يتعلق بها من منتوجات متنوعة يحتاجها في معيشته اليومية.

وأشارت إلى أن الشخصية السوية، التي يسعى المهتمون لتحقيقها لدى التلاميذ والتلميذات، لا يمكن أن تكتمل إذا ما انتقص أحد أهم أركانها الأساسية، لافتة الى أن هناك عدة جوانب ومتطلبات للإنسان بصفة عامة، لابد وأن تغطى وتشبع لتتبلور الشخصية المتزنة، من هذه الجوانب الجانب الروحي والبدني والعقلي والوجداني، وكل مادة تسعى لإشباع جانبا منها.

وأكدت الكبيسي أنه من حق كل تلميذ في مختلف مراحل دراسته، أن تخصص له الحصص الكافية لهذه المادة، كي يطلق من خلالها طاقاته الإبداعية بالخط واللون والكتلة وما نراه من شخبطة الأطفال الصغار في بداية تجاربهم مع القلم واللون لهي أكبر دليل على أهمية هذا النشاط لديهم.





    رد مع اقتباس