عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-17, 06:31 رقم المشاركة : 1
الشيخ سند البيضاني
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية الشيخ سند البيضاني

 

إحصائية العضو








الشيخ سند البيضاني غير متواجد حالياً


c2 المسألة الثانية : حقيقة الإلهام وأنواعه


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل ( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .


المسألة الثانية : حقيقة الإلهام وأنواعه


توطئة :
إشارة إلى أهداف الدرس الثالث : (( الاستخارة وحي هذه الأمة )) ، وهو متاح على الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t141704.html

أولا : حقيقته

1) أن المولى سبحانه وتعالى قدر فهدى ، ومن تلك الهداية أن وكّل بالإنس ملائكة يلقون في قلوبـهم الخير - وإن كان من البشر من لا يشعر بأنه من الملك ، كالشيطان عندما لا يشعر بعضهم بوسواسه- "1" وهو نوع من أنواع الوحي .

2) ويعرف الإلهام اليوم عند كثير من الناس بمسميات قد تدل عليه في بعض الأحيان مثل الإحساس ، الشعور ، الخاطر ، والحاسة السادسة والفكرة ونحو ذلك ؛ ولكنه غير منضبط بضوابط شرعية ، فيلتبس الإلهام بالوسواس ، والحق بالباطل .

3) هناك طوائف بالغت في الاستدلال به فمنها من جعلته حجة على الإطلاق كالشيعة والصوفية ، وهناك من أنكره على الإطلاق كالفلاسفة ، والحق أن الحق بين ذلك .

4) قال شيخ الإسلام ابن تيمية "2"
(( وحقيقته أن الله وكل بالإنس ملائكة وشياطين يلقون في قلوبهم الخير والشر فالعلم الصادق من الخير والعقائد الباطلة من الشر، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ، لمة الملك تصديق بالحق ولمة الشيطان تكذيب بالحق ، وكمـا قال النبي صلى الله عليه وسلم ، في القـاضي أنـزل الله عليه ملكـاً يسدده.. "3" وَكَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تُوحِي إلَى الْبَشَرِ مَا تُوحِيهِ وَإِنْ كَانَ الْبَشَرُ لَا يَشْعُرُ بِأَنَّهُ مِنْ الْمَلَكِ كَمَا لَا يَشْعُرُ بِالشَّيْطَانِ الْمُوَسْوِسِ )) .أهـ .

ثانيا : أنواعه
الإلهام ثلاثة أنواع :

الأول : إلهام إيماني
وهو ثمرة للعلم النافع المصحوب بالتقوى وثمرة من ثمار التقرب إلى الله ، ويكون في هذه الفئة أشمل وأكثر وأنـقى ، وقد كثر الملهمون في هذه الأمة وخصوصاً بعد العصر الأول " 4".

الثاني : إلـــهام اجتهــادي .

1) هو ثمرة من ثمار الاجتهاد في طلب الحق أو الخير، فيلهم إلى معرفة الصواب ثم قد تثبته التجربة أو الواقـع ، ويشترك فيه البر والفاجر ، بل منهم من قد يهتدي أو يدخل الإسلام .

2) هذا النوع من الإلهام قد يطول الانتظار حتى تـجنى ثماره مقارنة مع النوع الأول ، وقد يظفر العبد بما هو أهون عند الله من جناح بعوضة ، ويخسر السعادة الحقيقية في الدنيا ، ويخسر جنة عرضها السموات والأرض .

إذن لماذا كل هذا الانتظار والعناء طالما وقد مـنّ الله علينا ببديل أيسر وأضمن وأسلم وأقصر ؟؟؟. وقد قال سبحانه (( وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِر )) [ القمر :15].


الثالث : إلهــــــــــام فطــري:
كل المخلوقات مفطورة على وحدانية الخالق وهذا النوع يشترك فيه الإنسان والحيوان ، كالطفل مفطور على أنه يختار شرب اللبن بنفسه فإذا تمكن من الثدي رضع ، وكذلك الحيوان يلهم من الأصوات ما به يعرف بعضها مراد بعض وقد سمى ذلك منطقاً وقولاً " 5". قال سبحانه على لسان سليمان – عليه السلام :
(( وَقَالَ يأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ )) [ النمل : 16] .
وقال تعالى:
(( قَالَتْ نَمْلَةٌ يأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ )) . [النمل : 18].

(( هذا مايسر الله إذ استخرته والخير ما يسره الله )) ،
(( وماخاب من استخار ومَنْ هَابَ خَابَ )) .





التوقيع

توقيع محب الاستخارة
(( اللهم هذه غاية قدرتي فأرني قدرتك واجعل أفئدة المسلمين تهوي إليها وأرني ثوابها في الدنيا والآخرة .. اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين )) .
يقول شيخ الإسلام
((فَإِنَّ فِيهَا مِنْ الْبَرَكَةِ مَا لَا يُحَاطُ بِهِ)). ((وكذا دعاء الاستخارة فإنه طلب تعليم العبد ما لم يعلمه وتيسيره له)).
    رد مع اقتباس