عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-10, 18:58 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي أزمة التعليم ، مسؤولية الوزير أم المدرس؟


أزمة التعليم ، مسؤولية الوزير أم المدرس؟


جواد وهبي
hespress
الخميس 10 أبريل 2014 - 15:57
جرت العادة أن يقوم الوزراء الذين تعاقبوا على تدبير قطاع التربية والتعليم بإلقاء اللائمة على المدرسين في تبرير الأزمات التي يعرفها القطاع، متناسين أن المدرس هو آخر حلقة في مسلسل التدبير التربوي، وأنه بدوره مجرد نتاج لتدبير سيئ وفاشل لقطاع مهم وحيوي، فكيف نرجو صلاحا من تعليم بإدارة ضعيفة وبهيكلة قديمة وبمناهج ومقررات مشوهة وداخل مؤسسات وأقسام مهترئة وبعضها آيل للسقوط بالإضافة إلى غياب المرافق الأساسية والوسائل التعليمية وضعف التكوين والتـأطير والمراقبة.
وحتى إذا سلمنا بالمسؤولية الأولى للمدرسين في هذا الوضع المأساوي، يحق لنا أن نطرح بعض الأسئلة المهمة : فمن قام باختيار وانتقاء هؤلاء المدرسين عديمي الضمير؟ بل من وضع المعايير والشروط لانتقائهم وتباريهم؟ ، ثم من قام بتكوينهم وتأطيرهم وإعدادهم للحياة العملية؟، ومن يفترض أن يقوم بمراقبتهم ومحاسبتهم ليقوموا بواجبهم أحسن قيام؟، أليس هذا من صميم مهام الوزارة الوصية؟. أين كان هؤلاء المسؤولون حين كان العشرات من الشواذ والمنحرفين والمرضى النفسيين يجتازون مباريات التعليم بنجاح لينشروا الفساد في أقسامهم ومؤسساتهم وقراهم ومداشرهم؟، حتى أصبحت فضائح التحرش بالتلاميذ والاغتصاب والدعارة لا تتوقف عن الانفجار هنا وهناك...، هذا ما نعلمه من الإعلام فقط وما خفي أو تم إخفاؤه أعظم، حتى أن الكثير من الآباء أصبحوا يتخوفون من إدخال أبنائهم إلى المدرسة في الوسط القروي خوفا عليهم من الاستغلال الجنسي من طرف هاته النوعية من المدرسين.
على الوزارة في البداية أن تقوم بمراجعة عميقة وصادقة للذات و تحدد أي جيل تريد إعداده ، فإن كانت تهدف إلى إعداد المواطن المسلم المعتز بدينه ووطنه وهويته فعليها أن توفر مدرسين يتحلون بهذه المواصفات، لأن فاقد الشيء لا يعطيه فمدرس مدمن على التدخين أو الخمور وحتى المخدرات أحيانا لا يمكن أن يلقي درسا في مخاطر التدخين أو المخدرات ولن يكون قدوة لتلاميذه، ومدرس ملحد معاد للدين لا يحفظ من القرآن حتى الفاتحة ويملأ القسم سبا في الدين والعرض لا يمكن أن يساهم في إعداد مواطن صالح معتز بدينه ووطنه، بل سيؤدي فقط إلى إعداد جيش من المنحرفين والمدمنين، وهذا الواقع هو ما جعلني استغرق ساعة كاملة لإقناع أحد الآباء بإرسال ابنه المتفوق إلى الإعدادية دون جدوى بسبب التخوف من انحرافه.
لذلك وجب الاستعجال في إعادة النظر في شروط ومعايير الانتقاء والتباري والتوظيف والترقية والمسؤولية لكي تنسجم مع هذا هدف إعداد المواطن الصالح وذلك بإدماج معيار الأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن والاعتزاز بالدين والهوية والوطن في عمليات انتقاء وتعيين جميع الموظفين والأطر بما فيهم العاملين بمختلف الإدارات والمناصب المدبرة للقطاع. آنذاك فقط سينصلح حال التعليم بصلاح واستقامة المسؤولين عليه ودون حاجة لاستيراد أية نماذج إصلاحية من وراء البحار.






    رد مع اقتباس