توطئة :
هذه المقالة الرابعة لترسيخ ما جاء في الدرس الثاني : شروط إتقان الاستخارة ، والرابط متاح :
http://www.profvb.com/vb/t141179.html

أولا : تعريف الطمأنينة لغة واصطلاحا

*** * لغــــة *****
1) جاء في تهذيب اللغة ( 1:
طمن: قَالَ اللَّيث: اطْمَأَن قلبه: إِذا سكَن. واطمأنت نفسُه.

2) وجاء في (( جمهرة اللغة ))(2) .
(( وَقد اطمأنّ الرجلُ اطمئناناً، إِذا سكن، وَهِي الطُّمأنينة.)) .

3) وجاء في (( لسان العرب ))3) :
طمن: طَأْمَنَ الشيءَ: سَكَّنه. والطُّمَأْنِينَةُ: السُّكونُ. واطْمَأَنَّ الرَّجُلُ اطْمِئناناً وطُمَأْنينة أَي سَكَن، ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن اطْمَأَنَّ مَقْلُوبٌ، وأَن أَصله مِنْ طَأْمَنَ، وَخَالَفَهُ أَبو عَمْرٍو فرأَى ضِدَّ ذَلِكَ )) .

4) جاء في (( كتاب العين ) (4)
(( اطْمأَنّ الرّجل، واطمأنّ قَلْبُهُ، واطمأنَّتْ نَفْسُه إذا سَكَنَ واستأنس )) .

***** اصطــلاحــا ******
سكون القلب من الخوف أو الانزعاج (5 ) ، قيل : ((سكون يقويه أمن صحيح )) (6)، وقيل ((الطُّمَأْنِينَةُ سُكُونُ الْقَلْبِ إِلَى الشَّيْءِ. وَعَدَمُ اضْطِرَابِهِ وَقَلَقِهِ."7") .


وكذلك وردت كلمة الطمأنينة في الكتاب والسنة .. منها :
1-قال تعالى : (( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) [الأنفال: 9-10].
(( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) [الرعد:28].
قال السعدي:
(الذين...)) أي يزول قلقها _أي القلوب_ واضطرابها وتحضرها أفراحها ولـذاتها، [ألا بذكر..] أي حقيق بها وحري أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره.
2- عن الخشني رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أخبرني بما يحل لي ويحرم علي ، قال : فصّعد النبي صلى الله عليه وسلم في النظر فقال: ((البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون)(8).

والشاهد :
من كل ذلك يتميز الفرق الدقيق بين الطمأنينة والسكينة فبينهما عموم وخصوص ، فالطمأنينة تختص الشعور بالخوف والأمن والقلق والاضطراب ، أما السكينة فهي أعم فغالباً ما تنـزّل للتثبيت وسوف يأتي ذكرها .
وقال الإمام ابن القيم ( 9):
(( وَمِنْ مَنَازِلِ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] مَنْزِلَةُ الطُّمَأْنِينَةِ ،قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] . وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27] .