منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل ((

( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .

كاشف نفسك !!! لماذا لم تستخر قط ؟؟!!

توطئة مهمة :
هذه المقالة :
1) االإحدى عشر لترسيخ أهداف الدرس الأول : ((أهمية الاستخارة )) ، وهو متاح على الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t140093.html#post731422

2) والثانية من أصول مكاشفة النفس لإتقان الاستخارة )) ، وهي متاحة على الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t140325.html

أما إذا كنت قد استخرت من قبل ولو مرة واحدة ؛ فقد تم التطرق إلى ذلك من قبل ،فينظر الرابط التالي :
http://www.profvb.com/vb/t140326.html

3) سوف تساعد - بإذن الله - هذه المكاشفة وغيرها من المكاشفات القادمة لفهم السبب الحقيقي في أنك لم تستخر قط ، وكذا فهم نفسك شكل أعمق وأفضل . لذا يرجى قراءة سؤال المكاشفة وخيارات التعليل ؛ بتأن وتركيز ، ومن ثم اختار التعليل الذي تراه يناسب حالتك .

أولا :لمكاشفة أفضل .. سؤال وإشكال ؟؟
1) الأصل في الإنسان أنه خلق من عجل ويحب العاجلة ، ، قال سبحانه :
- ((وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا )) (( الإسراء : 11)) .
- ((خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ )) . (( الأنبياء :37)) .
- ((كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) (( القيامة )) .

2) من خلال ما تقدم في فقرة ((1)) ، فهناك سؤال وإشكال ، كل واحد منهما يفرض نفسه بقوة ، ويطل برأسه وجناحيه إلى السماء ، وهما :

* السؤال
لماذا لم تستخر ولو مرة واحدة في حياتك ؟؟
طـالما تؤمن بالله ،وتؤمن بأن الاستخارة لم تشرع عبثا ، وتؤمن بأن الإنسان عجول ويحب العاجلة ، وتؤمن بقوله تعالى :
- ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )) . (( الأحزاب : 72)) .
- ((وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا )) . (( الإسراء : 67)) .
- (( وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا )) . (( الإسراء : 100)) .
- ((وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا )) . (( الكهف : 54)) .
أن الاستخارة فيها من الثمار العظيمة العاجلة ، وقد تقدم ذكر الكثير منها في المقالات السابقة . وطالما أن الإنسان بطبعه يحب العاجلة .

* الإشكال
يكمن في :
أ) وجود تناقض بين ما تؤمن به وبين ما يقتضيه ذلك الإيمان ، فمثلا الإيمان بأن الإنسان جهول ؛ فالشرع والعقل يقضيان بأن تستعين بعلام علام الغيوب سبحانه ؛ لتجنب هذا النقص .

ب ) مخالفة حتى الفطرة التي فطرك الله عليها !!! فكيف تحب العاجلة ثم لم تستخر خالقك قط ؟!! ولكنك مع ذلك تستشير المخلوقين !! فليس من العقل أن يستبدل الإنسان الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كما أن هذه من سمات بني إسرائيل ، قال سبحانه على لسان موسى عليه السلام :
((قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ )) . (( البقرة : 641)) .

ثانيا :الهدف العام
الهدف العام من سؤال هذه المكاشفة :
مكاشفـــة النفس لمعرفة أسباب فوات الخير ومن ثــمّ تكون المعالجــــــــة.
00000
تنويه :
غالباً لا يقتصر الهدف العام على الاستخارة فقط ، كما أن الأسئلة قد تكون من أحسن الوسائل المساعدة على مكاشفة النفس بكل تركيز ووضوح ، ومن ثم تكون المحاسبة والتصحيح .

ثالثا : سؤال المكاشفة وخيارات التعليل

أنت لم تستخر قط لأنـــــــــــــــــــــــــــــــــــك :
000000

1) كنت تجهلها ولا تعلم درجة أهميتها .
2) تحسن التخطيط والاختيار واتخاذ القرار .
3) ضعيف التوكل .
4) لا تهتم بها بكونها ليست واجبة.
5) تشعر أن الله لن يقبل منك ؛ لأنك مقصر.
6) لا تهتم كثيراً بالجوانب الشرعية من حيث العموم.
7) تؤمن بالقضاء والقدر ، وبالتالي كل شيء مكتوب لي .

رابعا : تدريبات لتحليل تعليل الخيارات
سبق وأن تم تخصيص مقالة تساعد في هذا الشأن، والرابط في الأعلى .(( أصول مكاشفة النفس لإتقان الاستخارة )) ، ومن خلال تحليل تعليل الخيارات تحليلا شرعيا وعقليا ، تستطيع بإذن الله معرفة نفسك بشكل أفضل وأعمق ، فمثلا إذا كانت إجابتك على سؤال المكاشفة ، الخيار رقم (2) أي أن السبب :
(( تحسن التخطيط والاختيار واتخاذ القرار )).
فجواب تحليل التعليل :
هذا التعليل غير دقيق بل غير صحيح ومتناقض مع ما يقتضيه إيمانك وفطرتك ، وقد تم التطرق إلى ذلك في (( أولا )) (( الفقرة 2)) .
وكذلك حسن التخطيط والشورى وغيرهما ؛ لا يكفي في ضمان اختيار الأفضل ، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بضبط خير الخيرين وشر الشرين ، والمصالح والمفاسد ، وتقديم الأولويات ، وقد مر معنا : ((ما جرى ويجري في مصر مثال مهم جدا يبين خطورة ترك الاستخارة )) . وهي متاحة على الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t140099.html

والخلاصة :
إذا تم بيان ضعف هذا التعليل ،فلا بد من معرفة السبب الحقيقي . وستجده في التعليلات الأخرى التي تقدم ذكرها .

خامسا : فرصة أخرى ((وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ )).
قال سبحانه :
(( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )) .( آل عمران :159)) .
وبما أن الاستخارة مبنية على التوكل ، لذا من أحب التشاور والمدارسة لتحليل التعليلات ؛ فليتوكل على الله ، لتعم الفائدة للأعضاء والزوار والمتابعين ، وهو خير أكبر بإذن الله .. حيث فيه أيضا تنمية للملكة الفقهية لفقه الأسباب والنتائج .

والحمد لله رب العالمين .

[size="5"]

(( هذا مايسر الله إذ استخرته والخير ما يسره الله )) ،
(( وماخاب من استخار ومَنْ هَابَ خَابَ )) .

00000000000