عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-04, 06:47 رقم المشاركة : 1
الشيخ سند البيضاني
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية الشيخ سند البيضاني

 

إحصائية العضو








الشيخ سند البيضاني غير متواجد حالياً


c2 بحث قصير لأعجب المسائل أن الاستخارة توفق بين مطليين شرعيين متناقضين !!


[

الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل ((( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .


بحث قصير لأعجب المسائل أن الاستخارة توفق بين مطليين شرعيين متناقضين !!

توطئة :

هذه المقالة السابعة لترسيخ أهداف الدرس الأول : أهمية الاستخارة ، وهو متاح على الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t140093.html#post731422

أولا : الخوف من الرياء

الخوف من الرياء مطلب شرعي قلما ينتبه له ، لأن له صور كثيرة جدا وخصوصا تلك الصور التي تلازم المسلم أثناء تحقيق الذات أو اعتقاده بأنه ميسر للدعوة ونحو ذلك ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
أ) ((
ألا أخبرُكم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ؟ قالوا: بلى، قال: الشركُ الخفيُّ، يقومُ الرجلُ فيصلي فيزيِّنُ صلاتَه، لما يرى من نظرِ رجلٍ )) .
أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني .

ب) (
( يا أبا بكرٍ ، لَلشِّركُ فيكم أخْفى من دبيبِ النَّملِ والذي نفسي بيدِه ، لَلشِّركُ أخْفى من دَبيبِ النَّملِ ، ألا أدُلُّك على شيءٍ إذا فعلتَه ذهب عنك قليلهُ و كثيرهُ ؟ قل : اللهم إني أعوذُ بك أن أشرِكَ بك و أنا أعلمُ ، و أستغفِرُك لما لا أَعلمُ )) . صحيح الأدب المفرد / الألباني .

ثانيا : الطمأنينة على الإخلاص

1)
الطمأنينة على الإخلاص أيضا مطلب عقلي وشرعي ؛ حتى لا يصير العبد ضحية للوسواس أو يترك العمل الصالح لأجل الناس، ولطالما كان الهم الأكبر عند الصالحين من أهل الورع والتقوى الاطمئنان على إخلاصهم ؛ لأن العبد كلما أغلق باباً على الشيطان جاء من باب آخر ، فإذا لم يستطع إغواءه سعى جاهداً ليلبس عليه أمر إخلاصه حتى يجعله في حيرة من أمره خوفاً من الرياء أو أن يُـظن به مراء فيترك العمل . يقول الفضيل بن عياض :
(( ترك العمل من أجـل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما)) .((شعب الإيمان : 5/347 للبيهقي )) .

فائدة :
هناك خطأ شائع في فهم مراد الفضيل ، فالمقصود ليس ترك العمل خوفا من الرياء بل ترك العمل خوفا من أن يظن الناس أنه مراء .
ولمزيد ينظر: (( خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس )) . متاح على الرابط :
http://www.almeshkat.net/books/open....t=60&book=8135

ثالثا : الاستخارة والتوفيق بين المطلبين الشرعيين المتناقضين

1) بعد الذي تقدم يبرز سؤال مهم ، كيف يمكن التوفيق بين هذين المطلبين الشرعيين - السالف ذكرهما - ؛ لتحقيق التوافق والتوازن ؟، والمطلبان هما :
أ) الخوف من الرياء .
ب) الطمأنينة على الإخلاص .
2) هنا يظهر سر من أسرار الاستخارة ، فالاستخارة تزيد من الإخلاص ، لكثرة وجود شروط وأركان الإخلاص فيها ، وما ينتج عن ذلك من ثمار ، مثل المراقبة والمجاهدة والتوكل . الرضا ، السكينة ، الطمأنينة ، صلاح البال . وسوف يأتي معنا بإذن الله في دروس قادمة .
3) كلما أكثر العبد من الاستخارة زاد إخلاصه ، وكلما زاد إخلاصه عرف الرياء ، وفي ذلك يقول الإمام الشافعي في معرفة الرياء :
(( لا يعرف الرياء إلا المخلصون )).(( تهذيب الأسماء :1/76، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن حزام)) .

4) ونتيجة لما تقدم إذا استخار العبد ربه ، أطمأن على إخلاصه ، ثم إذا انقضى الأمر اطمأن أكثر ، وانقطع – بإذن الله _ وسواس شياطين الإنس والجن ، بينما قد تجد قليلا أو كثيرا من الناس قد يقدم أو يحجم عن أمر دون استخارة ، ثم يظل زمنا وهو يشك هل ما فعلته أو تركته كان لله ؟ وهذه صورة من صور استفزاز و تسلط الشيطان ، وفي ذلك يقول المولى سبحانه :
((وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ..)) ." الإسراء : 64 "

رابعا : فوائد مستخرجة من هذا البحث


هذه بعض الفوائد ومن أحب أن يضيف ، فليتفضل مشكورا .
1)
خوف الرسول صلى الله عليه وسلم أمته ، وحرصه على تعليمهم
2) صعوبة تحقيق الإخلاص . وبإذن الله سوف يتم التفصيل في ذلك إذا تم فتح ملتقى خاص بإتقان فقه أعمال القلوب ، سواء كان في هذا المنتدى المبارك - بإذن الله - أو غيره .
3)


صعوبة تمييز الرياء .
4)
كثرة انتشاره الرياء في هذه الأمة ، وكذلك يدل عليه قول المولى : ((وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ )) . " يوسف : 106" - والشرك نوعان ، أصغر وأكبر .
5) بيان أن الرياء أخطر على هذه الأمة من المسيح الدجال .
6)
الإشارة إلى أهمية الدعاء والاستغفار ، والاستغفار من الجهل . وبإذن الله إذا يسر المولى فتح قسم (( تكوين وتنمية الملكة الفقهية )) . سيتم التفصيل أكثر في بيان الفروق بين المتشابهات . مثل سبب التفريق بين كلمة البيان والإشارة – وردت في فقرة 5و6 - ، الفرق الشجاعة و التهور ، والفرق بين الحذر والجبن . والأمر يطول .

7)
الحذر من تحقيق الذات دون مراقبة الإخلاص ، فتصبح الدنيا أكبر همه ، وينزع البركة من علمه وعمله ، ويجعل الفقر بين عينيه ، ويفرق له جمعه .
8) )
الخوف من الرياء مطلب شرعي ، وعلامة من علامات الإخلاص الكثيرة .
9)
الطمأنينة مطلب شرعي .
10)
من الصعوبة بمكان أن تجد مطلبين شرعيين متناقضين ،بحيث لا يمكن التوفيق بينهما إلا باستخارة .
11)
بيان أهمية الاستخارة وعظيم فوائدها وكثرتها وكما قال شيخ الإسلام (( فَإِنَّ فِيهَا مِنْ الْبَرَكَةِ مَا لَا يُحَاطُ بِهِ)) .
12)
خوف الرسول صلى الله عليه وسلم أمته ، وحرصه على تعليمهم .

وفي الختام أن الحمد لله رب العالمين .

(( هذا مايسر الله إذ استخرته والخير ما يسره الله )) ،
(( وماخاب من استخار ومَنْ هَابَ خَابَ )) .


0000000





التوقيع

توقيع محب الاستخارة
(( اللهم هذه غاية قدرتي فأرني قدرتك واجعل أفئدة المسلمين تهوي إليها وأرني ثوابها في الدنيا والآخرة .. اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين )) .
يقول شيخ الإسلام
((فَإِنَّ فِيهَا مِنْ الْبَرَكَةِ مَا لَا يُحَاطُ بِهِ)). ((وكذا دعاء الاستخارة فإنه طلب تعليم العبد ما لم يعلمه وتيسيره له)).
    رد مع اقتباس