الموضوع: الخــيـــل:
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-02, 23:50 رقم المشاركة : 2
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الخــيـــل:


ونسمع لجعفر بن كلاب قوله ، وهو يساوي حصانه (حذفة) بنفسه اذ يقول:
فــمـن يـك سـائـلا عـني فـانـي
وحـذفـة كـالـشـجـا تـحـت الـوريـد
أسـويـهـا بـنـفـسـي أو بــجــزء
فـألـحـفـهـــا ردائـي فـي الــجـلـيـد
أمـرت الـراعـيـيـن لـيـؤثـرهـا
لــهــا لـبـن الـخـلـيـة والـصـعــود
والخلـيــة : هي الناقة التي خليت للحلب من كرمها
والصعود : الناقة التي ترجع فصيلها فتدر
ويقيها عنترة بنفسه ، وهي تراثه :
أتـقـي دونــه الـمـنايـا بـنفـسـي
وهـو يـغـشـى بنا صدور الـعـوالي
فـاذا مــــــت كان ذال تـراثــي
وسـخـالاً مـحـمـودة مـن سـخـالــي
فجواد عنترة هو خليله وصاحبه وصديقه الذي يقيه بنفسه ويصله على أي حال من سحيل ومبرم :
أقيه بنفسي في الحروب وأتقي
بـهـاديــــه انـي للـخــــيـل وصـول

وتبقى الخيل ، بعد هاذا و قبل هذا مكرمة ومعززة لدى الانسان العربي ، وهي –عنده- من الذخر الذي لايباع ولا يعار حتى للملوك ، فنها رمز أضمر كل المثل العربية السامية ، ثم ان اكرمها و العناية بها اكرام لنفسه ووقاية لها ، واهانتها واهمالها ، دليل على هوان صاحبها وضعفه وضعته ، يقول شاعر بني عامر بن صعصعة :
بـنـي عـامـر ان الـخـيـول وقـايـة
والمــــــــوت وقــــــــت مـــــــؤجـل
اهـيـنـوا لها ماتـكرمون وباشـروا
صيانـتـهـا والـصـون لـلخـيـل أجـمـل
متى تـكـرموها يكرم المرء نفسه
وكـل امـرىء مـن قـومـه حـيث ينزل
كما يقول الأخطل:
إذا مـا الـخـيـل ضـيـعـهـا انـاس
ربــطــناهـا فــشــــاركــــت الـــعـيـالا
نـهـبـن لـهـا الـطعام إذا شـتـونـا
ونــكـسـوهــــا الـبـراقــــع والــجــلالا
ويبقى امرؤ القيس أكثر الشعراء افتتاناً بالخيل ، وعشقا لها إذ يجد نفسه وصورته في صورتها ، فهو فارس ، وملك وابن ملك ، ولهذا ينثر كل الصفات الحميدة من شجاعة وإقدام وقوة على حصانه نثراً ، فهي فرس حرب ، سريعة في الكر والفر ، قوية ، جميلة ، قليلة الشعر ، جرداء ،قليلة لحم الخدين ، طويلة العنق ، مشرفة ، الخير كل الخير فيها ، حيث يقول :
الخير ماطلعت شمس وما غربت
مـطـلـب بنواصي الـخـيـل معـصـوب
قد أشهد الغـارة الشعراء تحملني
جـرداء معـرفـة اللـحـيـيـن سـرخـوب
وأبياته في وصف حصانه المنتصر ، المعروفة مشهورة وأذكر منها هنا قوله :
وقد أغـتـدي والطير في وكناتهـا
بــمـنـجـر قـيـد الاوابـد هـــيـكــــــــــل
مـكـر مـفـر مـقـبـل مـدبـر مـعـاً
كجـلمود صخر حطه السـيـل من عــل
كـميت يزل اللبد’ عـن حال متنه
كـمـا زلـت الـصـفــــواء بـالـمـتـنـــزل
مسح أذ ما السابحات على الوني
أثـرن غـــبــــــارا بالـكـيـد الـمـركـــل
على العـقـْب جياش كأن اهتزامه
إذا جـاش فـيـه حـمـئـة غـلـي مـرجــل
يطير الغلام الـخـف عن صهواته
ويـلـوي بـأثــواب العــنـيـف الـمـرَكـل
دريــر كـخـذروف الـولـيـد أمـره
تــقـلـب كــفـيـه بـخـيـط مـوصًــــــــــل
له أيـطلا ظـبـي وسـاقــا نــعـامــة
وإرخـــاء ســرحـان وتـقـريب تـتـقــل
كأن على الكـتـفـيـن منه إذا انـتحى
مداك عـروس أو صـرايــة حــنــظــل
فـبـات عـلـيـه سـرجـه ولـجـامــــه
وبـات يـعـنـيَ قـائـمـاً غـيـر مرســــــل

وكانت الخيل العربية الاصيلة تشار الفرسان في الإجهاز على القتيل من الأعداء ،حيث كانوا يعودونها ان تطأ القتيل وتجهز عليه ، مثل فرس زيد الخيل الذي ظلع في أحد المعارك ، فأخذه بنو الصيداء ، فصلح عندهم ، فناشدهم ان يردوه ، وقال لهم :
يابـــنــــي الصـيـداء ردو فرســي
انـمـا يــفـعـل هــاذا بـذلـــــيــــــــل
لاتــذيـلـــوه فـــأنــي لــــــم أكـــن
يابني الصيداء لـمـهــري بالـمـذيــل
عـــــودوه مــثـــلــمـا عــودتـــــه
دلــــــج الـلــيـل وإيـطـاء الـقـتـيــــل
وهي عند طرفة بن العبد ، الفتى العربي الشجاع ، الشاعر ابن العشرين من أمانيه الثلاث التي عدها من لذة الفتى التي لايبالي الموت إذا فقدها ، ولايحرص على الحياة إلا من أجلها :
ولولا الثلاث هن من عيشة الفتى
وجـدَك لم أحـفـل مـتى قـام عــوَدي
فـمنهن سـبـق العـاذلات بـشـربة
كــمـيت متى ماتـعـل بالـمـاء تـزبـد
وكـري إذ نادى الـمـضـان محنبا
كـسـيـد الـغـضـا نـبـهـتـه الـمـتـورد
لقد أحبها العربي ، وهام بحبها ، واصبحة بينه وبينها علاقة تاريخية مصيرية ، ((فكانا صديقين وفيين ، يتقاسمان صروف الحياة ، ويتعرضان للمخاطر نفسها في غمار المعارك ، وكانت النصرة والعزة ثمرة لتعاونها الوثيق وشجاعتها ، وجلدهما ، وبراعتهما )).
وكثيراً ماكانت تقع الغير بين الزوجات وبين الافراس فتلوم النساء أزواجهن على تفضيلهم جيادهم عليهن ، كعنترة العبسي الذي كان لايأبه ولا يحفل لشكوى وتذمر امراته منه ، بل كان يهزاً منها ، وينذرها بالشر أن عادت الى شكواها ، لها الماء البارد ولمهره اللبن الخالص:
لاتـذكـري مهـري وما أطعمـتـه
فـيـكـون جلدك مثل جـلـد الأجـرب
ان الـغـبـوق لـه وأنـت مـسـوءة
فـتـأوهـي مـاشـئـت تـم تـحـــوّبـــي
كـذب الـعـتـيـق ومـاء شـن بارد
ان كـنـت سـائـلـتـي غـبوقـاً فاذهبي
وقد حذا الأعرج الطائي حذو عنترة في صراعه مع زوجته من أجل إيثار فرسه عليها ، وقد علل ذالك الأيثار بقوله :
أرى أم سـهــل لا تزال تـفـجـع
تــلــوم ومــا أدري عــلام تـوجــع
تلوم على أن اعطي الورد لقحة
وما تستـوي والـورد ساعة تـفـزع
إذا هي قـامـت حاسراً مشمـعـلة
نـحـيب الـفـؤاد رأسـهـا مـاتـقــنـَـع
وقـمـت الـيـه بـالـجـام مـيـسراً
هناك يجزيني الـــذي كـنـت أصنع


وهي عند المتنبي كالصديق الصادق المخلص المجرب إذ يقول :
وما الخيل إلا كالصديق قليلـه
وان كـثرت في عيني من لايجرب
وهي عنده أفضل مكان وأعز في هذه الدنيا ، كما الكتاب عنده خير جليس وأنيس :
أعز مكان في الدنيا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب

وما ثبته في المعركة التي قتل فيها إلاقوله :
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أخيراً يبقى العربي المسلم ، يتذكر قوله تعالى ويردده ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )).صدق الله العظيم


منقول مع تصحيح كتابة بعض الآيات






    رد مع اقتباس