عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-03-22, 05:17 رقم المشاركة : 2
مهل
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مهل

 

إحصائية العضو








مهل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ** الإعجــاز اللغوي في القرآن الكريـــم


- الإعجاز البياني

القرآن.. عجيب التأليف، متناه في البلاغة إلى الحد الذي عجز عنه الخلق.... لم ينظم على بحور الشعر ولا على طريق السجع، تصرفت وجوهه، وتباينت مذاهبــه، خارج عن المعهود من نظام جميع ما عرف العرب في القديم والـحديث، لــه أسلوب خاص لا يشاركه به أحد في كل ما هو في بلاغة العرب في القديم والحديث.. ولنبدأ في نـماذج الإعجاز البياني..



- "وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ "

(سورة الشورى، 43)

- "وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"

(سورة لقمان، 17)


نلاحظ أن في الآية الأولى استخدم حرف التوكيد في

"لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ "

أما في الآية الثانية فلم يستخدم حرف التوكيد فقال

"مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"


ما السر في ذلك؟

هناك نوعان من الصبر صبر ليس لك فيه غريم -كالمرض مثلا- وهو شيء محسوس، وصبر لك فيه غريم -كأن يظلمك شخص ما- وهو شيء ملموس، فكان الشيء المحسوس الذي لا تراه ولكن تحس به يحتاج إلى صبر وهذا

"مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"

ولكن الشيء الملموس يحتاج إلى صبر قوي شديد فكان ذلك

"لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"

=====



"وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ"

(سورة الأنبياء، 46)



يبين الله لنا الضعف البشري أمام عذاب الله.... فاختار كلمة "مستهم" وهي أقل درجات الإصابة، واختار "نفحة" ليدل على ضعفها، وذكر "من" وهي تفيد التبعيض، وقال "ربك" الرحيم يا محمد ، وكل ذلك يدل على أقل درجات العذاب.. فإذا كانوا لا يستطيعون الصبر أمام هذه الدرجة من العذاب، فكيف بالعذاب الذي وعد الله به الكافرين؟

=====

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ "

(سورة التوبة، 38)


النفور يدل على شيء يستوجب السرعة ....وكان مقابل هذا شيء تثاقل البعض عن النفور فجاء القرآن بأسلوبه البديع ليبين لنا شدة التثاقل والانجذاب إلى الأرض بقوله..... "اثّاقلتم" .....فتدل على حب الركون للأرض.

=====



"هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ "

(سورة الفرقان، 74)

- "امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ"

(سورة يوسف، 30)

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً "

(سورة الروم، 21)

- "اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ "

(سورة التحريم، 10)


فمتى تستعمل كلمة امرأة؟ ومتى تستعمل كلمة زوجة؟

من فهمنا للآيات.... تستخدم كلمة زوجة عندما تكون العلاقة مبنية على المودة والرحمة من جانب والتكاثر من جانب آخر..

أما إذا انقطعت العلاقة كما حدث مع امرأة العزيز بخيانة الشرف وامرأة نوح وامرأة لوط بخيانة العقيدة سميت امرأة..

وقد وضح هذا الأمر في قصة زكريا حيث يقول تعالى بلسانه:

"وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً "

(سورة مريم، 5)

فقال امرأتي ووصفها بالعاقر التي لا تنجب، فرد الله تعالى بقوله:

"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ"

(سورة الأنبياء، 90)


فأسماها زوجة لأنها تحققت العلاقة بالتكاثر.

فسبحان الله الحكيم العليم

=====






التوقيع

ان ما هو ايسر على النفس واهون ان تستمر تساندها في هواها
والنفس لا تنفطم بسهولة ويسر فهي تمارس عليك عتاهيتها الا ان تكون اشد مراسا منها واقوى شكيمة
ومنه فان انانية المرء وتحليه بكبريائه في غير رادع تحيله كلية على التسلط من حيث لا يستبين دلك من نفسه على نفسه
والامر يسير على من يسره الله تعالى له
وكونك تمضي في سند فكرة او دعم او تفسير خاطئ فليس لك الا الزمن منتقدا ومصححا

    رد مع اقتباس