حين اتحدث عن العوامل التي تؤدي إلى هكذا إرهاب فإنما أقصد قبل وقوعه درءا لمفاسد كثيرة أما وإن وقع فتلك مسألة أخرى ...مع أنه لابد من انتهاج مسلكيات حقوق الإنسان في التعامل مع التحقيقات وهذا أيضا يوافق المسلسل الديموقراطي الذي أصبح خيارا اساسيا لامحيد عنه..
وحتى في الدين الإسلامي تمت شق هام خصص لحفظ الضروريات الخمس وشرع لأجل ذلك عدة نصوص من الكتاب والسنة وأظن من أهم الضروريات حفظ النفس التي بدونها لايكون استمرار النوع البشري على وجه الأرض حيث استخلف الإنسان للعبادة وذكر الله ..ولذا التعامل مع الغمة إنما يكون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن يقول تعالى:

{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].

أفلاترى معي أخي أستاذ أن بعضا من شيوخ السلفية الجهادية بدأوا يؤمنون بالمراجعات الفكرية حسبنا ماوقع في مصر من عودة كبار دعاة الهجرة والتكفير إلى حضن الأمة ....
على أنني لاأنفي أن المجتمع لايمكن حمايته إلا بيد من حديد تضرب على كل من سولت له نفسه الإضرار بالبلاد والعباد وللدولة عين حارسة تضمن الإستقرار والنماء لكن دون نسيان فقه المقاصد في ابوابه المتسعة ضمانا للموازنة الفريدة والمتميزة التي أسس لها الدين :جلب المصالح ودرء المفاسد فتميل جهة الاولى أو الثانية حسب الرجحان وحسب مقتضيات الظرف.
مودتي.