لماذا يدمن البعض استخدام الشتائم والكلام البذيء؟
خلال مرحلة الطفولة، قد نسمع بعض الشتائم والكلام البذيء من الكبار من حولنا، وبحكم كون الطفل كائناً مقلداً، يقوم بتقليد الكبار عبر إعادة قول الشتائم، فيتعرض الطفل للتأنيب والعقاب، ويستمر على هذه الحالة، وهو يرى أن الكبار يشتمون بلا عقاب، فيتبرمج لاوعي unconscious الطفل على أن الشتائم للكبار فقط، فيحاول إثبات أنه كبير من خلال الشتائم وخاصة في مرحلة المراهقة، فيقوم بذلك بين رفاقه وأقرانه حصراً كي لا يعاقَب، ويبدأ يتحين الفرصة تلو الأخرى كي يصبح قادراً على الشتائم بلا عقاب، ومتى بدأ بذلك، يعتبر في اللاوعي أنه أثبت بأنه "كبير" و"رجل" لأنه يشتم بلا عقاب، ويستمر بذلك لأنه إثبات لرجولته ولا يتخلص من هذه العادة بسهولة لأنها راسخة في اللاوعي.
ويعزز الإعلام هذه العادة خاصة من خلال الأفلام التي يظهر فيها البطل وهو يشتم، فتقترن الشتائم بالقوة والبطولة، مما يزيد من التعلق بالشتائم في اللاوعي.

كيف نتخلص من هذه العادة؟
يجب أن ندرك أن الشتائم قبيحة ومؤذية، حتى لو شتمنا شخصاً يتقبل الشتائم، فإنه يتأذى منها في لاوعيه ويؤدي ذلك إلى ضعف في احترام الذات وتقديرها lower self esteem. إن هذا الإدراك يساعدنا في التحكم بهذه العادة إلى حد ما، إلا أن التخلص التام يتطلب التدرب على عادات سلوكية بديلة، وأبرزها تقنية الاستبدال replacement، مما يعني استبدال الشتائم بكلمات بديلة غير مؤذية كأن نقول "أستغفر الله" أو "أعوذ بالله" أو "الله أكبر" أو "يا الله"، وهذا يتطلب مرحلة من التعود حتى تصبح هذه العبارات بديلة للشتائم.
وأخيراً يجب أن نسعى للتخلص من هذه العادة السيئة كي يزيد احترامنا لذاتنا وللآخرين، وكي يزيد احترام الآخرين لنا، وكي ننعم بصفاء الذهن والنفس.

كتبه ساري محمود فرح، متخصص في علم النفس والتربية.