الموضوع: مقالات تربوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-03-16, 16:35 رقم المشاركة : 59
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية


أي مستقبل للتعليم في ظل تنامي خطر العنف المدرسي؟

يعرفالعنف المدرسي تناميا متسارعا ويتنوع العنف المرصود بين عنف رمزي وعنفلفظي وعنف مادي ينطلق من مستوى الضرب والجرح إلى القتل أحيانا . وحسبالمربين والمهتمين فان العنف يوجد داخل المؤسسات التعليمية وبمحيطها .ويسجلبين التلميذ والتلميذ وبين التلميذ والأستاذ وبين الاستاذ والآباء. ورصدت»التجديد» هذه الظاهرة عند المختصينالذين أوضحواأن العنف المدرسي قد ينطلق من الرسومات على حيطان وطاولات المؤسساتالتعليمية مرورا بالحركات الاستفزازية أو اللفظية و السب والشتم والضربوالجرح والتهديد وتخريب ممتلكات المؤسسة وتجهيزاتها التربوية والديداكتيكية ...

تنامي العنف المدرسي

حسبمؤسسة التضامن الجامعي فإن عدد القضايا المتعلقة بالعنف المدرسي بلغت 105قضية لموسم 2011 وتتصدر نيابة وجدة بـ 8 قضايا ومراكش المنارة ب6 قضايا،هذا مع العلم أن العدد الحقيقي لقضايا العنف المدرسي هي أضعاف مضاعفة لهذاالرقم المسجل الذي يحصر فقط القضايا المعالجة بواسطة مؤسسة التضامن الجامعيالتي تؤازر نساء ورجال التعليم لأن لا يكاد يمر يوم من أيام الدراسة دونأن يسجل محيط مؤسسة تعليمية أو رحابها حالة عنف .
ولقدصنف تقرير التضامن الجامعي المعمم في المرشد للمؤسسة حالات العنف بين السبوالشتم وشطط في استعمال السلطة والضرب والجرح وخطأ الإدارة ونزاع تعليميوالعنف ضد قاصر ووشاية كاذبة وتهمة التحرش الجنسي وتخريب ممتلكات ... ويتصدر السب والشتم لائحة القضايا بنسبة 39 بالمائة وصدر في مجموع هذهالقضايا أحكام نهائية بنسبة 85 بالمائة فيما تزال 20 قضية برسم نفس الموسممعروضة على المحاكم الادارية.

ضياع التربية بين الحق وغياب الواجب

يحكيحارس عام لإحدى المؤسسات التربوية أن جميع مرافق المؤسسة تتعرض يوميا إلىالعنف بدء ب»الخربشات» التي يقوم بها التلاميذ على جدرانها والتي إمايكيلون فيها السباب لبعض الأساتذة بالدرجة الأولى أو لتوزيع الاستهزاء فيما بينهم، كما أن مكتب الحراسة العامة يتلقى يوميا شكاوى من أساتذة يتعرضونإلى التعنيف من قبل تلامذتهم الذين غالبا ما ينجحون في استفزازهم بعدمالانضباط داخل الفصل أو التشويش على زملائهم بل يصل الأمر أحيانا التشابكبالأيدي خاصة في أقسام السنة الثالثة إعدادي...واستطرد الحارس العام ذيالتجربة الثلاثينية في وصفه للظاهرة أن العمل كمربي أصبح أمرا معقدا جدا،أصبحنا فيه معلقين بين مطرقة الواجب، واجب التربية ونظام المؤسسة وضبطهالتمكين جميع التلاميذ والأساتذة من أداء مهمتهم في في جو تتكافؤ فيه الفرصويسوده الاحترام للقوانين العامة والخاصة بالمؤسسة التربوية، وسندان الحقالذي أصبحت حدوده هلامية المعالم وسرابية المعنى تضيع معها أهداف كينونةالمؤسسة التعليمية والسير السوي للعملية التعليمية والتعلمية. هذا ناهيكعلى ما نكابده من معاناة مع اعتداءات الغرباء على التلاميذ بمحيط المؤسسةوداخلها تكون التلميذات غالبا أولى الضحايا بسبب التحرش الجنسي ...

أمن خاص

ولعلالاستعانة بعناصر الأمن الخاص هو اجتهاد جديد بالمؤسسات التعليمية للحد منظواهر العنف على الأقل داخل المؤسسات يقول (م.ش) أحد عناصر هذا الجسملـ»التجديد» أن عمله يرتكز على تنظيم حركة المؤسسة واستتباب أمنها بدءباستقبال الزوار بالباب الرئيسي وتوجيههم وفرزهم حسب إن كانوا فعلابالمؤسسة بقصد غرض معقول أم فقط لأغراض مشبوهة. وأضاف (م.ش) أنه تدخل فيعدة حالات اقتحام غرباء لفضاء المؤسسات التعليمية وسجل خلال مساره المهنيضبط حالات سكر وتحرش جنسي وأخرى لتلاميذ في حالة تخذير (الشيرا) وحالات لاأخلاقية تشعر بها المؤسسة كالاختلاء بين تلميذ وتلميذة لتبادل القبل مثلا ..أو حالات أخرى تتعلق بتخريب معدات المؤسسة وتجهيزاتها.

مقترحات وحلول

واقترحابراهيم حناني أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي ومربي مهتم بالحياةالمدرسية ثلاثة مداخل لحل معظلة العنف المدرسي أولهم مرتبط بوزارة التربيةالوطنية وعليه أن يصب في الاتجاهات التالية :
ملائمةالبرامج والمناهج والإيقاعات المدرسية ليفسح المجال أكثر للتواصل معالتلاميذ والاستماع لهم ومعرفتهم عن قرب : مضامين لها ارتباط بقضاياالشباب، تسمح للتلميذ بالمشاركة والتفاعل، خلايا إنصات فعالة ومتخصصة،إدارة تربوية صارمة وحاضرة، عدد التلاميذ مقلص داخل الفصل ...تكوين مستمرللمدرسين في مجالات مرتبطة بقضايا الشباب وليس فيما يرتبط بمادة تدريسه فقط، كالتدرب على كيفية حل المشاكل، تقنيات التواصل، المواصفات العامة لشباباليوم ومتطلبات التعامل معها، المستجدات في المجال الحقوقي المرتبطةبالطفل، تقنيات حديثة لإدماج مختلف أنماط شخصيات التلاميذ .. وغيرها منالمواضيع التي يؤدي عدم الإلمام بها إلى اصطدامات وسوء فهم للتلميذ ولحقوقهوبالتالي تعامل غير مناسب في معالجة بعض الوضعيات . بالإضافة إلى اعتمادمؤسسات ذات بنيات تحتية مناسبة، من قاعات ومكتبة ومرافق صحية وساحات نظيفةومؤسسة بأسوار عالية ومحيط خال من كل ما يضر بالعملية التربوية : محلاتصناعية مزعجة، خمارات، مطارح للأزبال أو النفايات، ملاهي الشباب ...
سن نظام داخلي واضح ويضبط العلاقات بشكل جيد ويأخذ بعين الاعتبار الواجبات والحقوق مع توضيحها للجميع في ورشات تحسيسية مع التلاميذ .
أماالمدخل الثاني يضيف حناني فهو مرتبط بالجانب الأمني، ويهم الأمن الداخليالذي يجب أن توفره الإدارة من خلال نظام داخلي يتضمن مجموعة من الإجراءاتالزجرية القابلة للتنفيذ وذات تأثير فعال في الحد من العنف، كما يجب أنيشمل الأمن الخارجي الذي يضمن للتلميذ الذي يتردد على المؤسسة صباحا ومساءأمنا نفسيا وصحيا وجسديا ويحميه من كل اعتداء بشتى أشكاله .
فيمايصب المدخل الثالث، حسب حناني، في تفعيل دور الشركاء من جمعيات مدنيةومصالح محلية ومؤسسات منتخبة وغيرها لتصبح المدرسة فعلا جزء لا يتجزء منالمجتمع ، ويحس التلميذ بأن المجتمع كله مهتم به ويحترمه وينصت له عندالحاجة .


التجديد - حسن البعزاوي - 12 أبريل 2012





    رد مع اقتباس