الموضوع: مقالات تربوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-03-16, 07:28 رقم المشاركة : 5
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات تربوية


أهمية التواصل البيداغوجي مع الصفوف الأخيرة
يرتكزالتواصل البيداغوجي- للأسف- في مؤسساتنا التعليمية ومراكزنا التربوية والتكوينية{بمختلف أسلاكها و مستوياتها} على التلاميذالجيدين، أيعلىالفئة القليلة التي تجعل من الصفوف الأولى عنوان جديتها ودينامكيتهاداخلالقسم، وذلك صمانا لإنجاح العملية التدريسية و تحقيقالأهدافالمتوخاة منالنشاط أو المواد المقدمة، وبما أن الفئة العريضةتتخلف عنالفهم و كسبالمهارةو الكفاية اللازمة ، بسبب النقص الفظيعالحاصل فيالتواصل معها ،فإن هذه الطريقة التعليمية تكون قد أخطأت الطريقورمتبرهانات إصلاحالمنظومة التربوية عرض الحائط ، لأن زمن الطبخاتالسريعة والاقتصار علىعنصر أو عنصرين في تقديم وإنجاز الأنشطة التعليميةقد أكلعليه الدهروشرب، لذلك نلفت انتباه الفاعلين التربويين و المهتمينبهذاالميدانالاجتماعي الصرف، أن عملية إشراك كل الفئات داخل العمليةالتدريسية والتواصل معها أضحى ضرورة بيداغوجية و إنسانية لا مفر منها.
فإذا كان رجال وعلماء الاقتصاد يرون أن محور الدولة وعمودها الفقري يكمن فيقوة اقتصادها؛ فان رجال الفكر والمعرفة بصفة عامة والمهتمين بشؤونالتربيةوالتكوين والفاعلين التربويين بشكل خاص يجزمون بأن المدرسة هيإكسير حياةكل المجتمعات الإنسانية؛ إذ بواسطتها تتميز هذه الأخيرة عنباقي المجتمعاتالكونية- أي بالقراءة والكتابة- وعلى رأسها المجتمعاتالوحشية- كما يرىالانتروبولوجي الفرنسي كلود لفي ستراوس-هذا فضلا عن كونالمدرسة تلعب دورارياديا في تقدم المجتمع و ازدهاره. لكن عن أيةمدرسةنتحدث؟ وهل الأمريتعلق بأنواع عديدة من المدارس؟ وإذا كان الأمر كذلكفماهي المدرسة التييتطلع لها جيلنا الجديد؟
أجل؛ إن الأمر هنا يتعلق بالمدرسة الواقعية التي تقدم لتلاميذها تعلمات؛مفاهيم ومعارف ذات معنى ومدلول وهو ما يعنى به اليوم: مدرسة منسجمة معتاريخها الفكري والثقافي ومعنية بتحولات مجتمعها الداخلية ومنفتحة على مايجري في الخارج.ولعل أول ميزةتبرر هذا المعنى وهذه الواقعية الحداثية هوالخطاب التربوي المتداول داخل فظاءاتها الرحبة سواء بين المتعلمينوالإدارةأو بينهم و بين المدرسين أو بين بعضهم أنفسهم.
إن التواصل الذي تفتقده جل مؤسساتنا التربوية في وطننا العربي؛ يظل السمةالبارزة للمدرسة الجديدة- مدرسة جيل النجاح كما اصطلح عليها المخططألاستعجالي للتربية والتكوين- إنها المدرسة التي تقوم على قيم إنسانيةكونية عادلة وعلى مبادئ ثقافية يتقاسمها أبناء العالم مثل مبدأ التعاونوالإنصاف والتشارك والإنصات للآخر والتحفيز والتشجيع اللذان يولدان لدىالمتعلم حب الاستطلاع والمبادرة والتساؤل والانخراط عن حب واقتناع في كلالاوراش والأنشطة التي تقوم بها مؤسسته؛ إنها بعبارة أخرى مدرسة التواصلالفاعل والهادف الذي يبني الأجيال الجديدة ويقلص المسافات بين الثقافاتوالحضارات العالمية.
ترى لماذا التواصل كمادة دراسية وسلوك مدني وثقافة بيداغوجية؟
لان بصراحة؛ إذا كانت قيمة المواد الدراسية تموت- تقريبا- بانتهاء المواسمالدراسية والانتقال من مستوى إلى آخر؛ فان دينامكية التواصل تتقوى وتتطورأكثر فأكثر مع السيرورات التعليمية/ التعلمية للمتعلم ومع النجاحالمتواصلالذي يحرزه ليس فحسب على مستوى الامتحانات وإنما على مستوىالعلاقاتوالمعارف والقيم والكفايات التي اكتسبها هذا الأخير من جراءتواصلانهاليومية سواء مع أصدقاء القسم أو غيرهم وسواء معالطاقمالإداريومدرسيهداخل المؤسسةأو مع جيرانه وأقاربه خارجها.
وتأسيسا على ما سبق يمكن القول: إن امتلاك المتعلم للكفاية التواصلية يعدبمثابة المفتاح الذهبي الذي سيلج به المتعلم كل أبواب الكفايات – وعلىرأسها الكفاية السلوكية التي تربي المتعلمعلىالسلوك المدني الحسنوالمروءة – والمهارات المتبقية- وعلى رأسها مهارة الملاحظة والتحليل وإبداءالرأي- ولن نبالغ في هذا المقال إذا أعطينا أمثلة حية من مشروع المربيالفرنسي سيليستيان فرينيه في التربية على التواصل التربوي وروح المبادرةومشروع مدرسة سامير هيل ورائدها ألكسندر نايل؛ إنهما المربيان اللذانجعلامن إستراتيجية التواصل سواء مع التلاميذ أو مع الآباء وأولياء أمرهموفيانفتاح المدرسة على محيطها الخارجي أنجع طريقة لتحقيق أهداف وغاياتالعمليةالتدريسية من جهة ومعالجة كل الصعوبات والمشاكل التي تحول دوناستيعابالمتعلم لدروسه وفهمها فهما جيدا يقوده في نهاية المطاف إلىاستثمارها فيواقعه المعيشي اليومي من جهة ثانية ؛ ناهيك عن الأساليبالبيداغوجيةالمتميزة التي تتهجها الأوساط الإدارية والتربوية لهاتينالمؤسستين فيالوصول بالمتعلم إلى تخطي كل العقبات النفسية- الخوف؛ القلقوالارتباك- للإقبال على دراسته بحبوشغف.
ترى؛ هل سيتربى الجيل الجديد- جيل مدرسة النجاح- على مبدأ التواصل والاختيار وروح المبادرة؟
ثم إلى أي حد سنعمل على تغيير طرائقنا التعليمية للتواصل مع الفئات الضعيفة التي غالبا ما ترسو محافظها بالصفوف الأخيرة؟
الحسين وبا
فاعل تربوي





    رد مع اقتباس