عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-03-13, 20:15 رقم المشاركة : 18
محسن الاكرمين
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية محسن الاكرمين

 

إحصائية العضو







محسن الاكرمين غير متواجد حالياً


وسام المشارك في المطبخ

وسام المشارك

b2 رد: الكتابة على جدران الأبنية وأسوار المؤسسات العمومية والفضاءات المهمشة


تحياتي

يمكن اعتبار الجدران صحيفة الفقراء حيث يتم التعبير عليه بكل اريحية وبكل اللغات حتى الدارجة منها والمتدنية بلهجة سوقية ... صحيفة لا تتطلب اعمدة مرصنة ، بل هي صحيفة العامة " الغوغاء " المفتوحة على الكل ... اما خطها فلا يحتاج الى النظارات لمن قل نظره لان حجم التعبير براق ومثير... اولى الملاحظات التي يتم استخلاصها هي ضرورة التمييز بين الكتابات المفتوحة على الفضاءات العامة وأخرى مغلوقة يتم تداولها ضمن حقل تواصلي محدود في الزمان والمكان ...

قبل الوصول الى الدلالة السيمائية لبعض الكتابات (والتي يمكن ان اتطرق اليها في مداخلة اخرى ) فلا بد من التذكير ان الكتابات الجدرانية لها مرجعيتها التاريخية من خلال معرض المعلقات الشعرية على جدران الكعبة ابان "العصر الجاهلي " فالانتقال من العهد الجاهلي الى عصر ال***** استبدل تعليق الانتاجات الادبية ، الى تدوينها مباشرة على الجدران كمساحة مباحة الاستعمال للعموم وغير مؤدى عنها ...فحسب عدد مزدوج من " الملحق الثقافي " لجريدة الاتحاد الاشتراكي في التسعينيات من القرن الماضي فان الجدران ابا ن الحماية الاستعمارية استعمل كوسيلة نضالية تحرض الوطنيين على المستعمر او هي وسيلة تستهدف الخونة بالتشهير والتضييق... فيما تم نقل الجدران من مستوى اللحمة الوطنية الى صفحات معارضة للحكم وللدساتير الممنوحة ... فالأحزاب المعارضة وبعد التضييق على مطابع وأعداد جرائدها استعمل مناضلوها الجدران كملمح مباشر وواقعي مع المواطنين ... " فلا للدستور المزيف " كانت تزين غالبية الجداريات الحائطية في المدن" المارقة بمعارضتها " بلون كتاباتها الازرق " نسبة الى اللون الازرق الذي كان يفيد " لا للدستور " كتابات تصبح ولا تمسي بفعل ممحاة السلطة... انها لعبة القط والفأر...

فليس كل الكتابات لها مضمون سياسي وإنما هناك كتابات مفتوحة تحمل بين طياتها مطالب اجتماعية / نقابية ... ترفض الظلم او تعبر عن الذات المضغوطة بمكبس الاستبداد ... في حين ان بعض الكتابات المغلوقة فهي تسكن جدران المدارس_ وغيرها_ في داخلها وأي بقعة فيها ما هي إلا صفحة بيضاء كسوتها تعابير غير منسجمة لا في الكتابة "اللغة " ولا في الشكل الهندسي للخط ...كتابات لغتها بسيطة جدا لا تحكمها الظاهر اللغوية فهي تستحمل الاخطاء بحديث حدث لا حرج فيه ...اما من الجانب المعرفي لها فإنها تعبر عن الذات والحلم الدفين في تحقيق "رغبة ما " ...

للمرحلة العمرية فيها تأثير واضح بين الطفولية والمراهقة والشباب .... انها كثلة من النضج العمري التي يتم تصريف ابعادها كقضايا فئوية ... لكن كمها ينغمس في النسق " الجنسي " او في مسار اللعب غير المصنف ...ان الكتابة على الحائط /الجدران ما هي الا عملية لنقل المعرفة كيفما كان مستواها الدلالي الى الاخر المجهول ...فمعظمها لا تقصد اي مخاطب (ة) انها الذات المكبوتة في تعبيرها تروح عن النفس بالخطاب المستور وراء جدار ...

فالرحمة الداخلية بسور يحتمل نزق الشباب ما هو إلا اسفنج يمتص صدمات الاجيال والتي بظاهرها الخارجي يستوطن عذاب الضمير والمجتمع والوسط ... الان و في الطفرة المعلوماتية اصبح الجدار/ الحائط صحيفة من يعيش الكفاف المعلوماتي في تطور حوامله العالمية او في فقر الحيلة واليد والتي لا يبقى لها إلا التخطيط نقمة على الحائط الاصم الذي لا يشتكي لأحد .....
رأيي قابل للتعديل والتصويب، استسمح لم اراجع المكتوب





    رد مع اقتباس