المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صانعة النهضة
أخي الشريف ...سأتناول موضوع الكتابة على الجدران والطاولات والسبورات من عدة جوانب ،أبدؤها من الجانب التربوي
الجانب التربوي
الكتابة على الجدران ما هي إلا وسيلة ينفس فيها التلميذ (طفلا كان أو مراهقا أوشابا) ينفس عما يختلج قلبه ومشاعره وما يدور بفكره من أمور قلما يجد أين يفرغها.
وعادة نحن في العالم الثاث لا نملك وسائل تربوية كفيلة بتشجيع هذه الفئة على إخراج مواهبها ولا نفسح لهم المجال للتعبير عن ميولاتهم ورغباتهم...فكيف سيصرفون هذه المواهب والطاقات ؟
الطريقة المتبقية أمامهم هي الجدران التي لا رقيب عليها أو طاولات الأقسام وسبوراتها في غياب للأستاذ ...
لذلك يلجؤون لها ليعبروا عما في دواخلهم ...ولذلك نجدهم يكتبون أشياء يندهي لها الجبين خجلا ...أشياء غير مقبولة ،وهم إنما يجنحون لهذا الفعل نظرا للقمع النفسي الذي يتعرضون له فلا يستطيعون إخراج ما يدور بداخلهم سواء مع أسرهم أو في المدرسة أوحتى في الشارع بين أقرانهم...
فكيف سيصرفون هذه الشحنة إذن؟
إنه يبحث لنفسه عن جدار آمن لا يراه أحد ليرسم أو يكتب رأيا لا يستطيع البوح به على الملأ وأمام الجميع.
كثير من هؤلاء يعتبرون الجدران أو الطاولة مساحتهم الخاصة التي تستوعب رأيهم وتستوعب ما يدور في عقولهم الصغيرة ...
فإذن الكتابة أو الرسم على الجدران كسلوك تربوي هو شبه طبيعي ما دام التلميذ لا يجد متنفسا آخر أمامه.
وهنا أتساءل...هل تقوم الأسرة بتخصيص حيز زماني ومكاني لأبنائها ينفسون فيه عن أحوالهم ويكتبون ويدونون ويرسمون شخابيط ولخابيط تخصهم؟؟؟
وهل تخصص لهم الأسرة مكانا للعب ولا يحذر عليه الوسخ والفوضى...؟؟؟
عندما يكتب الطفل على جدران بيت نومه أوفي مدخل البيت أو في الطبخ ...ألا تعاقبه الأم على فعلته؟؟؟
وعندما يكتب على جدران البيت الخارجي ألا يتعاقب؟؟؟
من هنا يبدأ الضغط على الطفل ...فحين تحاصر أفكاره ويحرم من التعبير عليها في جدران بيته يبحث عن البديل خاج البيت
ولعل أفضل بديل هي جدران الشارع أو جدرانوطاولات القسم.