اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالتوفيق * مشروع واعد و أفكاره جيدة، هذا على الورق لكن المشكل في التنزيل و إحاطته بسبل التنفيذ الصحيح و طرق التطبيق الملائمة و شروط النجاح و كذا تكيُّفه مع واقع كل منطقة و كل مجموعة تعليمية: ابتدائي إعدادي ثانوي هذا مشكل كبير في كل مشاريع الإصلاح التي يتم اعتمادها في مجال التعليم لو وضعنا أحسن أستاذ و أحسن مقرّر و أحسن طرق بيداغوجية و ديداكتيكية و تلاميذ قابلين للتعلم و كان كل ذلك في حجرة دراسية بها سبورة مهترئة أو أشعة شمس ضاربة أو برد قارص أو ماء نازل من السقف أو توقيت غير مناسب للتدريس فلن ينفع كل ما أسلفنا ذكره، و هذا مثال بسيط من واقع التدريس. هناك مثل غربي شائع و هو أن المهم في التفاصيل و التفاصيل عندنا مهمَلةٌ و لا يعيرها أحد اهتماما * التدبير الذاتي أو المستقل لم يتمّ الاتفاق الكامل نحوه ففي السنتين الأخيرتين عايشنا وزارتين في التعليم إحداها أوقفت و نقصت من جميع الصلاحيات الفرعية و جعلت جميع القرارات و التوقيعات و الإجراءات تصدر من مكتب الوزير شخصيا و الثانية اعتمدت سياسة التفويض و لو على صعيد الأكاديميات * في مجال الإدارة لقد عانى كثيرا الطاقم الإداري من مستجد آخر و هو مسار إلى درجة أن بعض هيآت الإدارة النقابية أرادت مقاطعته. في الثانوي التاهيلي هناك نقص كبير في عديد الموظفين بإدارة الثانوي فكل من يخرج للتقاعد من المعيدين لا يتم تعويضه و أصبحت مكاتب الحراس العامين بها فقط الحارس العام أعرف ثانوية تأهيلية كبيرة ( في تاريخها و عدد المتخرجين منها و عدد التلاميذ المسجلين فيها حاليا في وسط مدينة...) لا يوجد بها مدير لا يوجد بها ناظر عدد الحراس العامين 3 و المفروض أن يكون 4 حسب حصيص التلاميذ تَمّ تكليف الأقدم سنا في الحراس العامين لإدارة شؤونها رغماً عنه هذا في الموسم الدراسي الحالي 2013 / 2014 و لكم التعليق...... * أتساءل لماذا لا يوجد تكوين خاص بإدارة المؤسسات التعليمية فعامة: كل حارس عام هو أستاذ في القسم يطلب المنصب لأسباب مختلفة ثم يُسند له دون تكوين أو تدريب سابق و كل ناظر عامة: هو حارس عام و كل مدير ( عامة ) هو ناظر و هذا ما عايشناه منذ سنوات فالتدبير المستقل أو المفوض يقتضي أولا العناية بالطاقم الإداري و تنظيم المنتسبين له و مواكبتهم و إغناء عديده حتى يتسنّى له القيام بمهماته المركّبة و المتنوعة و الصعبة لقد عايشت في تجربتي لحد الساعة 6 مدراء و 5 نظار و لاحظت كيف أن طريقة الاشتغال و منطق الاشتغال و عقلية الاشتغال عندهم تغيّر من مسار المؤسسة و تؤثر عليها بشكل كبير، فإدارة المؤسسات التعليمية تتطلب كفاءة نوعية خاصة و قد فصّلت ذلك سابقا في المنتدى في لبنات الإصلاح مشاركة3: على الرابط التالي:http://www.profvb.com/vb/t119809.html لقد أشرت أخي توفيق في مداخلتك القيمة - كعادة مساهماتك - إلى إشكالات متعددة سأثير من خلالها إشكالين اثنين: - مشكلة عدم وجود رؤية تربوية تعليمية قارة للدولة تلتزم كل حكومة وكل وزارة وصية على احترامها ...فمن خلال الواقع لا حظنا هذه السنة أنه من خلال تجربة حكومة واحدة وبمجرد تغيير الوزير الوصي على قطاع التعليم تم توقيف قرارات وصياغة قرارات أخرى ..فما بالك حين تتغير الحكومة وتتغير معها الإيديولوجيات ... فأمام هذه المتغيرات التي لا أرضية لها وكأنها واقفة على جرف جار سرعان ما يسقط ...كيف يمكننا الحديث عن تدبير المؤسسات التعليمية؟؟؟ لتبدأ الدولة أولا بتدبير حكامة رؤيتها واستراتيجيتها الواضحة بشأن قطاع التعليم ساعتها لكل حادث حديث. - المشكلة الثانية التي سأتطرق لها من خلال مداخلتك يا أخي توفيق تهم العنصر البشري (الأطر الإدارية والتربوية للمؤسسات ) هذا العنصر عادة يحمل عقلية ومنطق اشتغال ليست في مستوى تطلعات استقلالية المؤسسة ،إذ أن نظام التعليم الذي تخرج منه هذا العنصر لم يؤهله ليكون عنصرا حركيا حيويا فاعلا ديموقراطيا مدبرا حكيما ناقدا قادرا على إيجاد حلول لإشكالات مستعصية...الشيء الذي أوصل لرئاسة المؤسسات التعليمية مدراء عاجزون عن تدبير مؤسساتهم فكيف بنا سنناقش الإستقلالية التربوية أو المالية ؟ مجرد التفكير في ذلك يجرنا للإعتقاد أن المؤسسات ستفلس سلفا،وستعجز عن إيجاد مصادر تمويلها وقد تضطر لغلق أبوابها . هذا غيظ من فيض يا أخي توفيق ... فبارك الله فيك جميل تفاعلك وتلبيتك دعوة المشاركة في الحوار والنقاش لا تحرمنا رزانة بصماتك يا أخي في منتدى الحوار والنقاش ... تحرتي وكل التقدير
