عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-07, 20:55 رقم المشاركة : 1
غريب الأهل و الدار
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية غريب الأهل و الدار

 

إحصائية العضو







غريب الأهل و الدار غير متواجد حالياً


افتراضي قصيدة ما لي و للدنيا للشَّيخِ العَلاَّمَةِ حَافِظِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكَمِيِّ



بسم الله الرحمن الرحيم


ما لي و للدُّنيا وليستْ ببُغْيَتي *** وَ لاَ مُنْتَهى قَصْدي ولستُ أَنا لها

ولستُ بميّالِ إِليها ولا إِلى *** رئاساتِها فتناً وقبْحاً لحالها

هي الدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ والعَنا *** سريعٌ تقضِّيها قريبٌ زوالُها

مياسيرُها عُسْرٌ وحزنٌ سرورُها *** وأَرباحُها خسرٌ ونقصٌ كمالُها

إِذا أَضحكتْ أَبكتْ وإِن رامَ وصلَها *** غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصالِها

فأَسأَلُ ربي أَنْ يحولَ بحوله *** وقُوَّتِهِ بيني وبين اغتيالِها

فيا طالبَ الدنيا الدنيئةِ جاهداً *** أَلا اطلبْ سواها إِنها لا وفا لها

فَكَمْ قَدْ رأَينا من حريصٍ ومشفقٍ *** عليها فلمْ يَظْفَرْ بِها أَن ينالَها

لَقَدْ جاء في آيِ الحديدِ ويُونسٍ *** وفي الكهفِ إِيضاحٌ بضربِ مثالِها

وَفي آلِ عمرانَ وسورةِ فاطرٍ *** وفي غافرٍ قد جاء تِبْيانُ حالِها

وَفي سورةِ الأَحقافِ أَعظمُ واعظٍ *** وكمْ من حديثٍ موجبٍ لاعتزالِه

لَقَدْ نظروا قومٌ بعينِ بصيرةٍ *** إِليها فلمْ تَغْرُرْهُمُ باختِيالها

أُولئك أَهلُ اللهِ حقّاً وحزبُه *** لهم جنةُ الفردوسِ إِرثاً ويا لها

ومالَ إِليها آخرونَ لِجَهْلِهِمْ *** فلمَّا اطمأَنُّوا أَرشَقَتْهُمْ نِبالُها

أولئك قومٌ آثروها فأَعقبوا *** بها الخِزْيَ في الأُخرى وذاقوا وَبالَها

ومالَ إِلَيْها آخَرونَ لِجَهْلِهِمْ *** فلمَّا اطْمَأَنُّو أَرْشَقَتْهُمْ نِبالُها

فَقُلْ للذينَ اسْتَعْذَبوها رُوَيْدَكُم *** سَيَنْقَلِبُ السُّمُّ النقيعُ زلالَها

لِيَلْهوا ويغترُّوا بها ما بدا لهُمْ *** ويوم توفَّى كلُّ نفسٍ بكَسْبِها

تَوَدُّ فداءً لو بَنيها ومالها *** وتأْخذُ إما باليمينِ كتابَها

إِذا أَحسنتْ أَو ضدَّ ذا بشِمالِها *** ويبدو لَدَيْها ما أْسَرَّتْ وأَعلنتْ

وما قدَّمَتْ من قولِها وفعالِها *** بأَيدي الكرامِ الكاتبينَ مسطرٌ

فلم يُغْنِ عنها عُذْرُها وجدالُها *** هنالك تدري ربحَها وخسارَها

وإِذ ذاك تَلْقى ما إليه مآلُها *** فإن تكُ من أَهل السعادةِ والتُّقى

فإِنَّ لها الحسنى بِحُسنِ فِعالِها *** تفوزُ بجنَّاتِ النعيمِ وحورِها

وتُحْبَرُ في روضاتِها وظلالِها *** وترزقُ ممَّا تَشْتَهي من نعيمِها

وتشربُ من تَسْنيمها وَزُلاَلِها *** وَإِنَّ لهم يومَ المزيدِ لموعداً

زيادة زُلْفى غيرُهُم لاَ ينالُها *** وجوهٌ إِلى وجهِ الإِلهِ نواظرُ

لقد طالَ ما بالدمعِ كانَ ابتلاؤها *** تجلى لها الربُّ الرحيمُ مسلِّماً

فيزدادُ من ذاك التَّجلِّي جمالُها *** بمقْعَدِ صدقٍ حبَّذا الجارُ ربُّهم

ودارِ خلودٍ لم يخافوا زوالَها *** فواكِهُها ممَّا تَلَذُّ عيونهُم

وتَطَّرِدُ الأَنهارُ بين خلالِها *** على سُرُرٍ موضونةٍ ثم فرشهم

كما قال فيه ربُّنا واصفاً لها *** بطائِنُها إِسْتَبْرَقٌ كيف ظَنُّكُم

ظواهِرُها لا مُنْتَهى لجمالِها *** وإِن تكنِ الأُخرى فويلٌ وحسرةٌ

ونارُ جحيمٍ ما أَشدَّ نَكالَها *** لهم تحتَهُم منها مهادٌ وفوقَهم

غواشٍ ومِنْ يحمومٍ ساء ظلالُها *** طعامُهُمُ الغسلينُ فيها وإِن سُقُوا

حميماً بهِ الأَمعاءُ كان انْحِلالُها *** أَمانِيُّهم فيها الهلاكُ وما لَهم

خروجٌ ولا موتٌ كما لا فنا لها *** مَحَلَّيْنِ قل للنفسِ ليس سواهما

لِتَكْسَبْ أَو فَلْتَسْكُتْ ما بدا لها *** فطوبى لنفسٍ جَوَّزَتْ وتَخَفَّفَتْ






التوقيع

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالي وللدنيا ، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة ، في يوم صائف ، ثم راح وتركها ))
[رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح].

آخر تعديل غريب الأهل و الدار يوم 2010-02-07 في 20:57.
    رد مع اقتباس