منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

ليس هناك تعارض بين الأمرين. فالصديق الحقيقي والوفي والمخلص مثل الأخ على اعتبار أن الأخ عموما ومبدئيا هو الأقرب إلى الإنسان، وكم من صديق يمكن الاعتماد عليه.
من جانب آخر، الصديق يعتريه ما يعتري كل إنسان، وقد يحدث أن يتنصل من صداقته، وهذا ليس مستحيلا طالما قد يتنصل الإنسان مما هو أنفس وأغلى، فيخلع عن نفسه ربقة الإيمان.
إذن فوارد أن ينقلب الصديق، وضرره آنذاك سيكون كبيرا لأنه يكون مطلعا على "ملفاتك الشخصية".
ويبقى أن صدمة الصديق أشد وطأة من صدمة العدو، لأن المرء يكون في الأولى أقل استعدادا لها، تماما مثل الصفعة التي تأتي على حين غرة والصفعة التي يتهيأ لها الشخص.
لكن بالعودة إلى صميم الموضوع، أي الصداقة، أرى أن اتساع دائرة الأصدقاء والتوسع في وصفهم بالوفاء ربما هو أمر خادع. فالصداقة، مثلها مثل أي شيء ثمين آخر لا يمكن أن توجد بغزارة، وإذا كان الأمر كذلك وظن شخص أنه يملك أصدقاء حقيقيين كثر، فقد يكون مخطئا إذ تلك ليست صداقة حقيقية، وعلى صاحبها أن يتمثل المثل الثاني.