عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-02-20, 10:59 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: مجالس التوجيه التربوي بين الواقع والمنتظر


اختلالات تطال مجالس التوجيه:

1- عدم معرفة المدرسين التلاميذ
: كثيرا ما يتوقف المدرسون على بعض التلاميذ لعدم معرفتهم لهم، أو عدم تذكر ملامحهم، فيطلبون مشاهدة صور هؤلاء التلاميذ الموضوعة على الملف المدرسي. إن عدم معرفة المدرسين التلاميذ أو معرفتهم لهم السطحية، تعتبر أحد العوائق الأساسية التي تحول دون إصدار أحكام موضوعية وذات مصداقية على قدرات التلاميذ الفكرية ومساهماتهم في بلورة الدروس والمشاركة في الأعمال والإنجازات والبحوث والفروض المنزلية.
فإذا تعذر على المدرس معرفة التلميذ أثناء المداولات ولم يستطع استرجاع الصورة الجسدية والإسهامات العملية والفكرية للتلميذ، فكيف يمكن أن تسير المداولات في اتجاه توجيه هذا التلميذ توجيها مناسبا لقدراته الفكرية والجسمية؟

إن أغلب المدرسين لا يتوفرون على سجل شهري ودوري وسنوي لتتبع التلاميذ من حيث الحضور والمشاركة والنتائج حتى يلمسوا مختلف التغيرات الطارئة على التلاميذ تربويا ومدرسيا، ويتعرفوا عليهم بشكل عميق، يمكنهم، أولا من مساعدتهم على القيام باختيارات واعية ومناسبة لقدراتهم المعرفية والجسمية، وثانيا من المساهمة في إثراء المناقشات والمداولات والملاحظات والمقترحات الخاصة بكل تلميذ على حدة.

يدعي البعض أنه تخصص، فقط، بعض الثواني لكل تلميذ، وتمر المداولات بسرعة، ولا تناقش عدة حالات. ويتم تبرير هذا الوضع أن القضايا محسوم فيها، إلا أن الواقع لا يرتفع. فهل يمكن لأحد أن يناقش والحالة هذه أنه لا يعرف سحنة التلاميذ ولا يتذكر حتى ملامحهم، فبالأحرى نوعية عملهم ومشاركاتهم وتوجهاتهم وميولاتهم وغير ذلك من المؤشرات التربوية التي تعتبر أساس مقترحات التوجيه التربوي؟
وكيف يمكن لأحد أن يناقش والحالة هذه أنه لا يتوفر على المادة الخام للمناقشة، فلا يعرف التلميذ لا شخصيا ولا نفسيا ولا اجتماعيا ولا مدرسيا، حيث إن أغلب المدرسين ينهمكون خلال المداولات في نقل المعدلات والقرارات التي يمليها أحد الإداريين بسرعة فائقة، حتى إن البعض لم يعد يستوعب ما يسمعه فيصعب عليه مجارات الأحداث ويلجأ إلى نقل هذه المعدلات والقرارات من زميل له يجلس جنبه؟ 2.

2غياب مؤشرات حول جانبية التوجيه للتلاميذ

: إن المتصفح لبيان النتائج الدورية والسنوية يلمس بكل سهولة عدم تخصيص خانة لتحديد جانبية التوجيه للتلاميذ، حيث لا يوجد أثر لكتل نقط المواد العلمية والأدبية وغيرها ولا المعدلات المنبثقة عنها. إن هذه المؤشرات تعتبر ذات أهمية بمكان، إذا سلمنا بموثوقية الامتحانات والتقييم التربوي والعمليات المصاحبة، حيث إنها تمنح المجلس فكرة، بشكل كمي، عن العمل المدرسي للتلميذ ومدى استيعابه لمضامين المقررات التربوية وقدرته على الإنتاج ومدى متابعته الدراسة.

كما تمكن المجلس من التعرف على التلميذ من حيث المواد التي تستأثر اهتمامه، وبالتالي إصدار أحكام تسير في اتجاه محدد، غالبا ما يخدم مصلحة التلميذ. والمطلع على جميع وثائق التلميذ لا يجد أثرا لمؤشرات التوجيه، كمية كانت أو نوعية، فيستنتج بكل بساطة، إضافة إلى ما تقدم، غياب الدعامات الأساسية للمناقشة والتداول في شأن التلاميذ والتقدم بمقترحات قد تسهم في توجيهه الوجهة اللائقة.

3- . غياب البطاقة الشخصية للتلميذ:
تعتبر البطاقة الشخصية سجلا مواكبا للمسار المدرسي للتلميذ، تتجلى وظيفته في جمع معلومات حول الجوانب الشخصية والأسرية والسوسيومهنية والديموغرافية للتلميذ، وكل ما يتصل به للإحاطة بواقعه التربوي والاجتماعي والمدرسي. إن هذه الوثيقة المدرسية، التي يجب أن تعبأ دوريا وسنويا، وكلما لوحظ سلوك ما لدى التلميذ أو حدث معين، تمكن من تتبع التلميذ خلال حياته المدرسية، كما تمكن أعضاء مجلس التوجيه من التعرف على التلميذ بشكل أعمق. 4

4- . نتائج مدرسية متعارضة:
إن المتتبع للنتائج المدرسية للتلاميذ يمكن أن يلمس بجلاء، وبشكل عام، بمستويات التوجيه، وخصوصا بالسنة الثالثة ثانوي إعدادي، نتائج متفاوتة إلى حد التعارض بين المراقبة المستمرة والامتحانات والموحدة، الشيء الذي يخلق نوعا من الاضطراب لدى التلاميذ، يؤدي إلى شكهم في قدراتهم المعرفية وبالتالي عدم استقرارهم على اختيار محدد.
كما أن هذا التعارض يجعل الأساتذة في حيرة من أمرهم، فيعجزون عن تقديم تفسيرات موضوعية للفوارق المسجلة بين نوعي التقييم التربوي، وبالتالي عدم قدرتهم على المساهمة في مناقشات مختلف حالات التوجيه المدرسي.

أما بمستويي الجذوع المشتركة والسنة الأولى من سلك البكالوريا، فتبدو النقط مرتفعة، إلى حد ما، في جميع المواد، الشيء الذي يصعب معه تحديد جانبية بارزة للتوجيه، فيتم الالتجاء إلى رغبة التلميذ أو الشعبة أو المسلك المخول للتلميذ من طرف لجن الاختيار الأولي وفض جميع المناقشات، والسير بسرعة نحو آخر تلميذ في لائحة القسم، للتفرغ إلى وضع الملاحظات على بيان النتائج السنوية أو نقل المعدلات أو غير ذلك.

5تشبث بعض الآباء ببعض الاختيارات:
يعتقد بعض التلاميذ وأولياء أمرهم أن بعض المسالك الدراسية تتيح آفاقا تكوينية أو جامعية مزدهرة وتضمن مهنا ووظائف مريحة ماديا واجتماعيا، فيتشبث الآباء خصوصا، بهذا النوع من الدراسة ويفرضونها على أبنائهم، ثم يذهبون إلى حد التدخل لدى بعض أعضاء مجلس التوجيه الذي، غالبا ما يستجيب لهذه الرغبة الجامحة غير المؤسسة. ومن ثم يمنح التلميذ جذعا أو شعبة أو مسلكا، دون مناقشة، ودون مراعاة جانبية توجيهه وقدراته المعرفية.

. من أجل مجالس توجيه فعالة:

حتى تحقق مجالس التوجيه الأهداف المنتظرة منها والمتمثلة، إجمالا، في:

- مساعدة التلميذ على النجاح والتفوق الدراسي؛ ترشيد اختيارات التلاميذ وعقلنتها؛ تخويل كل تلميذ نوع الدراسة المناسب لقدراته المعرفية ومؤهلاته الشخصية؛ الحد من الهدر المدرسي وتحسين الجودة التعليمية؛ فإن المقترحات والتوصيات التالية تبدو هادفة وفعالة

- إصدار نصوص تشريعية تضبط موقع ومساهمة أعضاء مجلس التوجيه كل حسب تخصصه؛

- تكييف الوثائق المدرسية للتلميذ وفق ما تتطلبه مجالس التوجيه لتتضمن خصوصا مؤشرات التوجيه؛

- إنجاز المدرسين بطاقة شخصية لكل تلميذ وتتبع مساره الدراسي؛

- إنجاز بطاقة شخصية متكاملة للتلميذ تحت إشراف المستشار في التوجيه واستعمالها خلال انعقاد مجالس التوجيه؛

- إنجاز رزائز متخصصة وإشراف المستشار في التوجيه على تمريرها للتلاميذ واستثمار نتائجها واعتمادها خلال انعقاد مجالس التوجيه؛


- وضع آليات للامتحانات والتقييم التربوي تتسم بالموضوعية والمصداقية وتضمن نتائج مدرسية ذات موثوقية وتمكن مجالس التوجيه من إصدار أحكام صائبة؛

- تقدير المسؤولية ووضع مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار ومساهمة جميع أعضاء مجالس التوجيه، كل من موقعه، في توجيه التلميذ التوجيه المناسب.


نهاري امبارك


المراجع: الميثاق الوطني للتربية والتكوين، 2000، المغرب. المذكرة 90 والمذكرة 91 المنظمتان للتوجيه التربوي بمنظومة التربية والتكوين بالمعرب؛ التوجيه التربوي والمهني، د. أحمد أبو سعيد ود. لمياء الهواري، الشروق، 2008، الأردن. التوجيه والإرشاد النفسي، د. حامد عبد السلام زهران، الطبعة الثالثة،1985، عالم الكتب، القاهرة. Guide pratique de l’orientation, le monde de l’éducation, éditions Marabout, 1996, France.






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس