2014-02-10, 20:22
|
رقم المشاركة : 44 |
إحصائية
العضو | | | رد: الإمام أبو حامد الغزّالي الباحث عن الحقيقة | فأعلم أن سعادة كل شئ و لذته تكون بمقتضى طبعه فالعين لذتها الصورة الحسنة و الأذن لذتها الصوت الحسن .... ألخ فلذة القلب - المقصود بها الروح - بمعرفة الله سبحانه و تعالى فإذا وقع فى معرفة الله سبحانه و تعالى فرح بها و لم يصبر على المشاهدة لأن لذة القلب المعرفة و كلما كانت المعرفة أكبر كانت اللذة أكبر و ليس موجود أشرف من الله تعالى لأن شرف كل موجود به و منه و كل عجائب العالم صنعته فلا معرفة أعز من معرفته و لا لذة أعظم من لذة المعرفة بالله و ليس منظر أحسن من منظر حضرته و كل شهوات الدنيا متعلقة بالنفس و هى تبطل بالموت و لذة معرفة الربوبية متعلقة بالقلب فلا تبطل بالموت لأن القلب لا يهلك بالموت بل تكون لذته أكثر و ضوؤه أكبر لأنه خرج من الظلمة إلى النور ( فتذكر قوله سبحانه : يرفع الله الدين امنو منكم والدين اوتو العلم درجات ) و الدرجات فى الأخرة مترتبة على الدرجات فى الدنيا و لكن كما قال سبحانه : انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )
( قال تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
( و قال سبحانه و تعالى : يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عـبادي وادخلي جنتي ) فذكر سبحانه فضل العبودية قبل فضل دخول الجنة فأفهم إن كنت ذو فهم .... | |
| |