كيف قوى على الحراك وهو مصاب ،
انتظرت ساعات طويلة
أشرقت شمس الصباح ،
نهضت وخرجت من الكوخ وجلست على تل مرتفع يطل على جميع الجهات ، ونظرت يمنه ويسره لعلها ترى ذلك الفارس المصاب ،
لتعرف منه ما الذي أضطره للخروج بهذه الطريقة ،
بدأت حرارة الشمس ،
واشتد التعب والعطش على ذات الوشاح الزهري ،
فقررت الرجوع للكوخ ،
نهضت متثاقله حركتها تدفع خطواتها دفعآ ،
وصلت إلى أن دخلت وألقت بجسدها على أرضه ،
غلبها النعاس فغطت في نوم عميق ،
رجع الفارس إلى الكوخ من مشواره المجهول ،
دخل على رؤوس أصابع قدميه ظانآ أن ذات الوشاح الزهري لم تصحو من نومها الأول ،
بعد تمدد على فراشه بدأ يزفر آهات الألم الواحدة تلو الأخرى
استيقضت ذات الوشاح الزهري على تألمه
اقتربت منه في حيرة من أمرها ،
لم تسأله عن غيابه ،
لأنها واثقة أنها لن تجد جوابآ مقنعآ ،
وخشيت من تبريراته التي ينطقها لسانه بدون تفكير عقله ،
فضلت الصمت إلى حين ،
بدأت معاناتها من داخل وجدانها ،
أثناء تعمقها بالتفكير ،
سمعت كلمة أول مرة تسمعها ألتفتت إلى الفارس فكرر " أحبك "
وضعت يدها على فمه لتمنعه من تكرارها ،
فقالت له:
هذه الكلمة أسمى من أن تنطق بسهولة من طرف اللسان
هذه الكلمة إحساسها أكبر من نطقها
تريث بعض الوقت ، فلا تلعب بها متى شئت ،
ومتى ما احتجت لها ،
دعها بداخل فؤادك ومتى ما تحررت هذه الكلمة من جوفك فسوف تنطقها بصدق ،
خرجت ذات الوشاح الزهري لتأتي بالعسل ،
وبعد أن سارت خطوات عن الكوخ جلست تحت شجرة ، كانت الشمس تميل للغروب
أخذتها دوامة التفكير ،
والحيرة من أمرها ،هل تغادر هذا المكان الذي أحببته وتتركه لهذا الفارس ،
أو تبقى على أرضها ،
عادت للكوخ بدون إحضار العسل
أشغلت نفسها بالقراءة والكتابة حتى حل المساء ،
والفارس يسمع ويبتسم
نظرت إليه وسألته
متى يصدق الإنسان ؟
ومتى يوفي ؟
ومتى يحب ويعشق؟
ومتى يبكي بصدق؟
نظر إليها باستغراب وبدأ يتلعثم بالكلام ،
فقال :
يصدق الإنسان إذا كان واثقا بنفسه إذا لم يرتكب خطأ ،
يوفي إذا كان قلبه لا يتسع إلا لشخص واحد ،
يحب ويعشق إذا وجد نفسه قادرا على العطاء بصدق بعيد عن الزيف والخداع ،
يبكي إذا خانته نفسه واتبعت هواها
وفقد ثقة الطرف الآخر ،