عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-20, 11:03 رقم المشاركة : 16
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي رد: وقفات مع الشعر والتاريخ


لم تطو هذه الصفحة إلا لتبدأ صفحة جديدة من العذاب والمعاناة دامت أكثر من قرن.

لقد كان تسليم غرناطة مشروطا بتحقيق بعض المطالب، منها الحفاظ على الهوية الدينية لسكان الأندلس واحترام ممارسة الشعائر. لكن وعود المسيحيين لم تجد طريقها إلى أرض التنفيذ، إذ فور تسلم الملكين الكاثوليكيين المدينة، دخل الكاردينال موندوسا إليها وقرع الأجراس وتلى صلاة الحمد، ثم يدأ نقض كل المواثيق. ويمكن تلخيص أنواع الإضطهاد التي تعرض لها المسلمون هناك فيما يلي:

ـ تحويل المساجد إلى كنائس ورفع الصلبان عليها.

ـ منع الأذان.

ـ إحراق الكتب.

ـ منع استخدام اللغة العربية.

ـ منع اللباس المرتبط بالهوية الأندلسية الإسلامية.

ـ منع الإحتفال بالعيد والمناسبات الدينية.

ـ سلب الأموال والممتلكات.

ـ العرض على محاكم التفتيش التي تكون أحكامها غالبا الإعدام حرقا.

وأمام هذا الإضطهاد، لم يكن أمام أهل الأندلس سوى المقاومة من أجل المحافظة على هويتهم. فبدأ ال**** في حي البيازين وجبل البشرات وغيرهما، وتظاهر بعض السكان باعتناق المسيحية في حين حافظوا على إسلامهم في السر، وهؤلاء هم الموريسكيون.

ثم بدأت مرحلة من الإضطهاد، اتسمت بالتهجير الجماعي، حيث كان ـ في بداية الأمر ـ يتم تهجير المسلمين إلى المدن ذات الغالبية النصرانية حتى يذوبوا في بيئتهم الجديدة وتنمحي هويتهم.

ولم تؤت هذه السياسة النتائج التي كان الإسبان يرجونها، فبدأت عملية واسعة من التهجير إلى خارج إسبانيا. وهذه العملية عرفت جرائم غير مسبوقة، إذ كان السكان يحملون في السفن بعد أن تسلب أموالهم وتصادر ممتلكاتهم ومنازلهم، ثم يلقى بهم في عرض البحر ليموتوا غرقا. والذين تم تهجيرهم برا لم يكونوا يبلغون وجهتهم: فقد كانوا في الغالب يذهبون ضحية الجوع والمرض.

وقد تجاوز عدد الشهداء من الأندلسيين منذ سقوط غرناطة إلى نهاية عملية التهجير الجماعي أزيد بكثير من ثلاثمائة ألف شهيد.

ولم ينج إلا أولئك الذين نجحوا في الهجرة إلى المغرب والجزائر وتونس وصالونيك باليونان وباقي المناطق التي كانت تحت حكم العثمانيين.

بعد أن استتب الأمر للإسبان، عمدوا إلى طمس معالم الحضارة الإسلامية، ليضيعوا، بسبب الكراهية والتعصب الديني، جزءا هاما من تاريخهم وتاريخ البشرية، وقسطا وافرا من التراث الإنساني. ولم تستمع إسبانيا إلى صوت العقل إلا تحت ضغط وتأثير المؤرخين المنصفين والجمعيات المدافعة عن الأصول الأندلسية لإسبانيا، فاتجه الأسبان نحو الحفاظ على ما تبقى من الإرث الأندلسي وتقديمه إلى العالم كرصيد سياحي وثقافي.





    رد مع اقتباس