عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-04, 21:52 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي مصائب الحواروالترقية





ونحن نطلع على العرض الذي قدمته وزارة التربيةالوطنية في لقاء التنسيق والتواصل مع النقابات التعليمية يوم 29يناير2010م يظهر لنااتفاق فاتح غشت2007 وهو تكسر عظامه وتداوى بعض جراحه ,فبعد أن كان الاتفاق موقعاأصبح الآن قيد المناقشة وتعميق البحث فكل ما تم إنجازه صراحة هي حقوق بسيطةكالزيادة في التعويضات العائلية بقدر50درهما والزيادة في التعويضات الإدارية وتقليصسنوات اجتياز الامتحان المهني من ست سنوات إلى أربع سنوات فهذا حق سلب لكنه رجعبمسمى الانجاز, وكذا منح التعويض عن تصحيح أوراق شهادة الدروس الابتدائية( التي لايتسلمها الأساتذة سواء لتأخرها أو لأنها أقل من ثمن التنقل لتسلمها)....
فعرضالوزارة ركز على تلميع الصورة ومحاولة تقديم بعض الحقوق السابقة على أنها إنجاز,فقدوردت كلمة (أنجز) إحدى عشرة مرة ولم تحمل للأسرة التعليمية أي جديد وبعضها لا يستحقأن يذكر على أنه إنجاز كتسليم البذلة للأعوان فهذا يمكن أن تقوم به أضعف جمعية علىوجه الأرض...لكن إذا حذفت هذه وأمثالها وحذف ما تم إنجازه
ستبقى فقط كلمة في طورالإنجاز التي ذكرت بدورها ثمان مرات.
أما بعض الحقوق السابقة أصابتها انتكاسةفانتقلت من الإنجاز إلى طور الإنجاز كالترقية بالشهادة مثلا لكن بمثل هذهالانتكاسات يفعل الحوار الذي أصبح يعتمد استرجاع المسلوب .
والغريب في العرضالوزاري أنه أغفل مجموعة من الأمور التي تدخل في اختصاصات الوزارة و تعتبر من أبسطالحقوق كالحيف الذي يعاني منه أساتذة التعليم الابتدائي والإعدادي خريجو المدارسالعليا للأساتذة الذين يلزمون بانتظار ست سنوات والآن أربع سنوات لاجتياز الامتحانالمهني لولوج الدرجة الأولى بعد أن كان بعضهم يجتازه في إطاره السابق ونفس الإشكالفي الترقية بالاختيار لمن غير الإطار؟؟؟
رغم أن المعنيين قاموا بمراسلة كلالجهات المعنية وناضلوا لرفع الحيف إلا أن ربع اتفاق فاتح غشت هذا لم يشر لهم لا منقريب ولا من بعيد وهذا إشكال قد يواجه أيضا المقبلين على تغيير الإطار بالإجازةفيصبح الامتياز انتقاما.
ومن الأمور التي أغفلت كذلك: عدم تخصيص إطار للمديرينوعدم الإشارة لهيئة التفتيش وكأن هذه الهيئة غير تابعة لوزارتنا...وهذا ما يمكنتصنيفه في طور النسيان
أضف إلى ذلك معالجة التراكم الحاصل في الترقية التي خلفتحاليا تذمرا واسعا لا يمكن تجاهله...
إن التنصل من الاتفاقات يجعلنا نفقد الثقةفي كل الحوارات المستقبلية ولا أدل على ذلك مما حدث لاتفاق فاتح غشت.
أما الحديثعن عدد اللقاءات التي وصلت تقريبا إلى166 فالعبرة بالنتائج فليس اللقاء هو الهدفبحد ذاته وإنما النتيجة وواضح أن كل هذه اللقاءات لم تسفر إلا عما تم عرضه يومالجمعة29يناير 2010 وهو ليس بحجم هذه اللقاءات التي كان بإمكانها أن تثمر أكثر, وإلا فما الذي أسفرت عنه؟؟؟
وبالنسبة لإشراك النقابات فهذا غير وارد في مجموعةمن القرارات منها على سبيل المثال المخطط الاستعجالي وإصدار دليل النتقيط والمذكراتكالمذكرة122 وغيرها كلها أمور تجعلنا نشك ونتخوف ونقول لممثلينا على المستوىالمركزي لا يجب التسرع في تقييم ما تم عرضه إلا بالرجوع إلى القواعد. وفي نظرنا يجبقبل الدخول في أي نقاش وضع تعريف واضح للحوار لغة واصطلاحا لأن ما يسمى في بعضالأحيان حوارا لا تنطبق عليه أدنى مواصفات الحوار تماما كالحوار الاجتماعي( هناك منيدعي أنه حوار...).
كما يجب تحديد المصطلحات بدقة وهذا ما لن تقبله الوزارةفمصطلح في طور الإنجاز يمكن أن يمتد من شهر إلى قرن من الزمان في حالة عدم وضعتواريخ لهذا الانجاز. قد يتهمنا البعض بالتشاؤم لكن التجارب أثبتت أن لغة الإدارةوالوعود حتى المنجزة منها
سرعان ما تتبخر,فأين ما سمي بالشطر الثاني من الزيادةفي الأجورابتداء من يناير2010 أوليست عند المقهورين أقل من خمسين درهما وعندالمحظوظين تجاوزت المئة درهم بقليل؟,في الوقت الذي نشر الخبر بالمكبرات الصوتيةوبالعناوين العريضة,وبذلك لن نثق في أي وعد لأننا لدغنا مرارا ... وها نحن نتسلماتفاق فاتح غشت منقوصا غير كامل بعدما كان المطلب كاملا غير منقوص. هل بمثل هذاستتم تعبئة الشغيلة التعليمية من أجل رفع تحديات الإصلاح والارتقاء بمنظومة التربيةوالتكوين؟؟؟

ويبقى شعار الوزارة والحكومة عموما هو: كم حاجة قضيناهابتركها.






    رد مع اقتباس